حماس تلعب بالوقت الضائع
خسرت حماس معركة أخرى من معاركها في مواجهتها للقيادة الفلسطينية، وسقطت سقوطا مدويا وأبانت عن عهرها وهي تحاول تزوير وثيقة وهذه المرة باسم السيد الرئيس يطلب فيها من القيادة الروسية الوقوف إلى جانب القيادة المصرية الجديدة وإعلان موقف من الإخوان المسلمين.
لم تتعظ حماس من محاولاتها السابقة التي قامت بها للنيل من القيادة الفلسطينية، بتزويرها وثائق تتهم بها القيادة وجهاز المخابرات العامة وحركة فتح بأنها حاولت الزج باسم حماس في الأزمة المصرية وبيان دورها، وثبت عدم صحتها وسبب لها إحراجا محليا وإقليميا ودوليا وكشف عن حقيقة أزمتها.
وإذا كانت حماس عاجزة عن فهم الواقع السياسي وفهم ما يجري في المنطقة من تحولات، فان عملية التزوير ليست هي الساحة المناسبة لتصدير أزمتها من خلالها. وان هناك ساحات أخرى يمكن لحماس ان تلعب دورا بها لو كانت تلتزم بالمعايير الوطنية، وهي ساحة الانتخابات التي رفضتها حماس ولا زالت مصرة على رفضها وتلقي باللائمة على القيادة الفلسطينية لتأخرها عن تحقيق المصالحة.
استخدمت حماس كافة الوسائل الغير شرعية للإضرار بالقيادة الفلسطينية وتشويه صورتها ووضعها في مواقف محرجة أمام حكومات دول صديقة وشقيقة، وكان الهدف هو الإضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، قبل ان يتبين لحكومات تلك الدول الصديقة والشقيقة زيف ادعاءات حماس وكذبها. ويجب على حركة حماس أن تعرف حدود حجمها، فروسيا دولة عظمى لن تقبل املاءات احد، وليست بحاجة لمن يوجه سياستها.
سقطت ورقة التوت عن عورة حماس وأظهرت نواياها الحقيقية وانكشفت أمام وعي شعبنا الوطني، وبأنها لا تستطيع أبدا أن تبقى متمترسة وراء مواقفها الدينية، وتتخذ من الدين الإسلامي وسيلة من اجل تمرير أكاذيبها وخدعها. فلا يمكن أن تبقى حماس تستخدم الدين للتغطية على جرائمها وأعمالها اللا اخلاقية، وان تستخدم الورقة الفلسطينية للإضرار بمصالح الشعب الفلسطيني، وخدمة مصالح جماعة الإخوان المسلمين الذي أعلنوا الولاء والانتماء له، وابتعدوا عن كل المعايير الوطنية الفلسطينية والقومية، وتجردوا من الحس والشعور الوطني.
لم يعد بالإمكان السكوت على جرائم حماس هذه التي ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى، فالعمل على تدمير الهوية الوطنية ومحاولة تجاوز الشرعية الفلسطينية وإسقاط النظام السياسي الفلسطيني ومحاولة استخدام الورقة الفلسطينية لخدمة الغير والإضرار بالمصالح الوطنية والقومية، كلها جرائم ترتقي إلى مستوى الخيانة العظمى.
وبات على القيادة الفلسطينية اتخاذ موقف واضح وصريح من تلك الفئة الضالة الخارجة عن كل القيم والأخلاق والمعايير الوطنية، والساعية إلى تدمير كل ما بنته الأيادي الطاهرة والنقية في هذا الوطن.
يجب نزع الهوية الوطنية عن هؤلاء وإعلان عدم شرعية وجودهم وليذهبوا للعيش في كنف الإخوان المسلمين.