لتتوقف تهديدات اميركا - عادل عبد الرحمن
وجهت الادارة الاميركية تهديداتها لكل من مصر وسوريا بالتدخل، وتوجيه ضربات لجيوشها. مع الفارق بين الوضع في البلدين، إلآ ان المشترك بينهما، انهما بلدان عربيان، وجزء لا يتجزأ من المنظومة العربية ( رغم قرار الجامعة العربية طرد ممثل النظام السوري سابقا) يعود التهديد لمصر، لان القيادة العسكرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي إنحازت للشعب، ورفضت الانصياع لارادة أميركا، وعزلت الرئيس محمد مرسي، ممثل الاخوان كجزء من نتائج ثورة الثلاثين من يونيو 2013، وثم ملاحقة قيادات الاخوان واعتقال العديد منهم، وعلى رأسهم المرشد محمد بديع، مما أثار حفيظة الادارة الاميركية، لان السياسيات، التي انتهجها النظام السياسي الجديد، عطل تنفيذ مخطط الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة العربية والشرق اوسطية من خلال اداتهم التنفيذية، جماعة الاخوان المسلمين.
واما النظام السوري، جاء التهديد له في اعقاب الاعلان عن إستخدام النظام السوري للاسلحة الكيمياوية ضد المواطنين السوريين في الغوطة الشرقية، مما ادى لسقوط عدد من الضحايا يصل الى حوال (1300) ضحية جلهم من الاطفال. غير ان روسيا الاتحادية من خلال عرضها لصور من اقمارها الصناعية في مجلس الامن، اشارت الى ان قوى المعارضة، هي التي استخدمت الاسلحة الكيمياوية لاستثمارها في حملة التحريض على النظام بالتنسيق مع اميركا وتركيا وقطر وطبعا إسرائيل. في اعقاب ذلك هدد الرئيس باراك اوباما كلا البلدين بالتدخل في تقرير مصيرها عبر استخدام القوة العسكرية.
ولهذا لوحظ تحرك السفن الحربية الاميركية في البحر الابيض المتوسط، كشكل من اشكال التلويح بامكانية التدخل في شؤون الدول العربية، وترافقت مع إرتفاع صوت الناطقين الاميركيين ضد النظام السوري، مع ان رئيس الاركان الاميركي، اعلن امام الكونغرس، ان هناك صعوبة في التدخل الاميركي في سوريا، وهو لا يوافق على التورط قبل جلاء الامور، وتغير المعادلة الدولية والاقليمية والداخلية، لاسيما وان روسيا الاتحادية والصين الشعبية تقف بشكل ثابت الى جانب النظام السوري، وهي لن تسمح لاميركا تهديد مصالحها في سوريا، وضمنا وجود نظام بشار الاسد.
إذا دقق المرء في الموقف الاميركي، فإنه يلحظ، ان ادارة اوباما مازالت اسيرة منطق البلطجة والاستقواء بجبروت القوة لفرض مشاريعها ومخططاتها التفتيتية المعادية للشعوب العربية. ورفضها الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالدول المعنية، وبحقوق الانسان، وحق تقرير المصير، والتدخل الفج وغير المبرر لفرض قوى مرفوضة من الشارع علي رأس الشعوب العربية، وإملاء برنامج إسرائيل / اميركا الشرق الاوسطي بالتعاون مع تركيا وقطر واداتهم الاخوان المسلمين، التي ارتضت مقابل الوصول للحكم بيع نفسها في سوق النخاسة أعداء الشعوب العربية.
الموقف الاميركي مرفوض جملة وتفصيلا، ولم يعد مقبولا في إدارة العلاقات مع شعوب المنطقة والعالم. رغم الادارك المسبق، ان الولايات المتحدة، مازالت (رغم انها خسرت موقعها المقرر في السياسة العالمية، وتراجعت مكانتها وسط الاقطاب العالمية) تستطيع تملي سياساتها في العديد من المناطق، لكن هذا لم يعد يسمح للادارة الاميركية باستباحة الشعوب وحقها في تقرير المصير، وحقها وحدها دون تدخل من اي طرف في إختيار نظامها السياسي الذي تريد، وبالوسائل ، التي تراها مناسبة في نيل حريتها، مع ان المراقب، يميل لشكل النضال السلمي لتحقيق الاهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبالتالي على الادارة الاميركية التوقف كليا عن سياسة التهديدات للدول العربية.
مصر العربية قامت بثورة ثانية عظيمة، اعظم من ثورة ال 25 من يناير 2011 في ال 30 من يونيو 2013، حيث نزلت جماهير مصر من 27 يونيو الى ال 3 من يوليو في مليونيات حقيقية فاقت كل توقع ، حيث بلغ عدد الجماهير المنخرطة في الثورة الثانية ثلاثة وثلاثين مليونا، مما جعل المراقبين السياسيين والاعلاميين والخبراء الاستراتجيين يقروا، ان الثورة المصرية فاقت كل ثورات التاريخ، ومع ذلك يخرج اوباما واركان ادارته بمواقف غبية ومعادية لارادة الشعب العربي المصري لفرض نظام الاخوان المرفوض شعبيا، وتطالب بالافراج الفوري عن الرئيس المخلوع مرسي ومرشد جماعة الاخوان القاتل، وكأنها صاحبة القرار في إدارة شؤون البلاد، ونسي الرئيس اوباما ، ان اللحظة السياسية الراهنة ، غير اللحظة، التي ابلغ فيها ساكن البيت الابيض الرئيس الاسبق حسني مبارك بترك الحكم فورا. آنذاك كانت المعايير مختلفة، وارادة الشعب كانت مع عزل الرئيس مبارك، ولكن في ثورة الثلاثين من يونيو الشعب خرج ليعزل مرسي وحكم المرشد. والاهم ليس مسموحا لاوباما ولا لجون كيري ولا لاي قوة غربية او اقليمية الإملاء على القيادة المصرية الجديدة السياسة، التي تنتهجها. ومصر الثورة الثانية، تعرف خيارها ومصالح شعبها، ولم تعد مستعدة لقبول مواقف وقحة وفجة ومعادية لارادة شعبها وقيادته الحرة.
من الافضل للادارة الاميركية ان تعيد النظر بسياسالتها تجاه الدول العربية بغض النظر عن طبيعة انظمتها السياسية، ومدى قبول او رفض الجماهير العربية لها. والتعامل وفق قوانين الامم المتحدة على اساس الندية والاحترام المتبادل، ووفق القواعد الديبلوماسية، ومن خلال الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية. بهذه الطريقة، تستطيع الادارة الاميركية تحقيق مكانة محترمة في اوساط الشعوب العربية، ولكن بالطريقة التي تستخدمها ، طريقة الإملاء والبلطجة والتشبيح، فإنها تخسر الشعوب وقواها السياسية على حد سواء باستثناء القوى التابعة والعميلة مثل جماعة الاخوان. وعلى اميركا ان تقتنع ان مشروعها الشرق الاوسط الجديد او الكبير بات في خبر كان، ومات، ولم تعد الشعوب العربية مستعدة للتعامل معه رغم كل الانحدار الذي وصلت له الحالة العربية.
haواما النظام السوري، جاء التهديد له في اعقاب الاعلان عن إستخدام النظام السوري للاسلحة الكيمياوية ضد المواطنين السوريين في الغوطة الشرقية، مما ادى لسقوط عدد من الضحايا يصل الى حوال (1300) ضحية جلهم من الاطفال. غير ان روسيا الاتحادية من خلال عرضها لصور من اقمارها الصناعية في مجلس الامن، اشارت الى ان قوى المعارضة، هي التي استخدمت الاسلحة الكيمياوية لاستثمارها في حملة التحريض على النظام بالتنسيق مع اميركا وتركيا وقطر وطبعا إسرائيل. في اعقاب ذلك هدد الرئيس باراك اوباما كلا البلدين بالتدخل في تقرير مصيرها عبر استخدام القوة العسكرية.
ولهذا لوحظ تحرك السفن الحربية الاميركية في البحر الابيض المتوسط، كشكل من اشكال التلويح بامكانية التدخل في شؤون الدول العربية، وترافقت مع إرتفاع صوت الناطقين الاميركيين ضد النظام السوري، مع ان رئيس الاركان الاميركي، اعلن امام الكونغرس، ان هناك صعوبة في التدخل الاميركي في سوريا، وهو لا يوافق على التورط قبل جلاء الامور، وتغير المعادلة الدولية والاقليمية والداخلية، لاسيما وان روسيا الاتحادية والصين الشعبية تقف بشكل ثابت الى جانب النظام السوري، وهي لن تسمح لاميركا تهديد مصالحها في سوريا، وضمنا وجود نظام بشار الاسد.
إذا دقق المرء في الموقف الاميركي، فإنه يلحظ، ان ادارة اوباما مازالت اسيرة منطق البلطجة والاستقواء بجبروت القوة لفرض مشاريعها ومخططاتها التفتيتية المعادية للشعوب العربية. ورفضها الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالدول المعنية، وبحقوق الانسان، وحق تقرير المصير، والتدخل الفج وغير المبرر لفرض قوى مرفوضة من الشارع علي رأس الشعوب العربية، وإملاء برنامج إسرائيل / اميركا الشرق الاوسطي بالتعاون مع تركيا وقطر واداتهم الاخوان المسلمين، التي ارتضت مقابل الوصول للحكم بيع نفسها في سوق النخاسة أعداء الشعوب العربية.
الموقف الاميركي مرفوض جملة وتفصيلا، ولم يعد مقبولا في إدارة العلاقات مع شعوب المنطقة والعالم. رغم الادارك المسبق، ان الولايات المتحدة، مازالت (رغم انها خسرت موقعها المقرر في السياسة العالمية، وتراجعت مكانتها وسط الاقطاب العالمية) تستطيع تملي سياساتها في العديد من المناطق، لكن هذا لم يعد يسمح للادارة الاميركية باستباحة الشعوب وحقها في تقرير المصير، وحقها وحدها دون تدخل من اي طرف في إختيار نظامها السياسي الذي تريد، وبالوسائل ، التي تراها مناسبة في نيل حريتها، مع ان المراقب، يميل لشكل النضال السلمي لتحقيق الاهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبالتالي على الادارة الاميركية التوقف كليا عن سياسة التهديدات للدول العربية.
مصر العربية قامت بثورة ثانية عظيمة، اعظم من ثورة ال 25 من يناير 2011 في ال 30 من يونيو 2013، حيث نزلت جماهير مصر من 27 يونيو الى ال 3 من يوليو في مليونيات حقيقية فاقت كل توقع ، حيث بلغ عدد الجماهير المنخرطة في الثورة الثانية ثلاثة وثلاثين مليونا، مما جعل المراقبين السياسيين والاعلاميين والخبراء الاستراتجيين يقروا، ان الثورة المصرية فاقت كل ثورات التاريخ، ومع ذلك يخرج اوباما واركان ادارته بمواقف غبية ومعادية لارادة الشعب العربي المصري لفرض نظام الاخوان المرفوض شعبيا، وتطالب بالافراج الفوري عن الرئيس المخلوع مرسي ومرشد جماعة الاخوان القاتل، وكأنها صاحبة القرار في إدارة شؤون البلاد، ونسي الرئيس اوباما ، ان اللحظة السياسية الراهنة ، غير اللحظة، التي ابلغ فيها ساكن البيت الابيض الرئيس الاسبق حسني مبارك بترك الحكم فورا. آنذاك كانت المعايير مختلفة، وارادة الشعب كانت مع عزل الرئيس مبارك، ولكن في ثورة الثلاثين من يونيو الشعب خرج ليعزل مرسي وحكم المرشد. والاهم ليس مسموحا لاوباما ولا لجون كيري ولا لاي قوة غربية او اقليمية الإملاء على القيادة المصرية الجديدة السياسة، التي تنتهجها. ومصر الثورة الثانية، تعرف خيارها ومصالح شعبها، ولم تعد مستعدة لقبول مواقف وقحة وفجة ومعادية لارادة شعبها وقيادته الحرة.
من الافضل للادارة الاميركية ان تعيد النظر بسياسالتها تجاه الدول العربية بغض النظر عن طبيعة انظمتها السياسية، ومدى قبول او رفض الجماهير العربية لها. والتعامل وفق قوانين الامم المتحدة على اساس الندية والاحترام المتبادل، ووفق القواعد الديبلوماسية، ومن خلال الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية. بهذه الطريقة، تستطيع الادارة الاميركية تحقيق مكانة محترمة في اوساط الشعوب العربية، ولكن بالطريقة التي تستخدمها ، طريقة الإملاء والبلطجة والتشبيح، فإنها تخسر الشعوب وقواها السياسية على حد سواء باستثناء القوى التابعة والعميلة مثل جماعة الاخوان. وعلى اميركا ان تقتنع ان مشروعها الشرق الاوسط الجديد او الكبير بات في خبر كان، ومات، ولم تعد الشعوب العربية مستعدة للتعامل معه رغم كل الانحدار الذي وصلت له الحالة العربية.