"أنا مش إخواني"- فؤاد ابو حجلة
أنا مش إخواني" جملة تكاد تتكرر في كل اللقاءات المتلفزة والحوارات السياسية وحتى الأحاديث الجانبية في المقاهي، وهي ذات الجملة التي أكدها "الداعية الاسلامي" صفوت حجازي بعد القبض عليه قرب الحدود المصرية الليبية، وأبدى حجازي استعداده لأن يحلف بالطلاق لتأكيد هذه المعلومة التي يعتقد أنها تنفي عنه صفة "الأخونة" وتحميه من تبعاتها.
أحاور الكثيرين من أقطاب وإعلاميي تيار الاسلام السياسي وأسمع هذه الجملة في كل حوار ويدهشني إصرار من أعرف أنهم مرتبطون بالجماعة على التنصل من هذا الارتباط وتقديم أنفسهم كمستقلين رغم مباهاتهم في المراحل السابقة بعضويتهم في الجماعة وتقديم أنفسهم كمجاهدين في جماعة الإخوان.
كنت كتبت في السابق عن ظاهرة "اليساري السابق" وهي الصفة التي يحملها من كانوا ذات زمن أعضاء في الأحزاب الشيوعية والاشتراكية، ورغم عدم انتمائي لأي من هذه الأحزاب الا انني اعتبر نفسي يساريا حتى الآن وأرفض أن أكون سابقا، وذلك من قبيل الانسجام مع الذات. ولو كنت إخوانيا في أي وقت فسأظل إخوانيا طالما لم تتغير قناعاتي، فبقاء القناعة وشطب الصفة حالتان لا تلتقيان منطقيا.
المهم أن كل من كانوا مصنفين في دوائر الأمن وفي الشارع السياسي باعتبارهم أعضاء في جماعة الاخوان المسلمين صاروا فجأة خارج التنظيم وكأن هناك استقالات جماعية لم نسمع عنها أو فصلا جماعيا أبقته الجماعة سرا لا ينبغي الكشف عنه.
باعتباري "مش اخواني" سابق ولأنني لا يمكن أن أكون اخوانيا لاحقا ينبغي ألا تستفزني الجملة المكررة، لكنني أؤمن بحق الناس في العمل السياسي، وحق الناس في الاختلاف، ولذلك فإنني حزين لما آلت اليه حالة "الاخوان المسلمين" بعد تجربة قصيرة في حكم مصر وتجربة طويلة في حكم غزة ستنتهي بتصريحات تبدأ بجملة "أنا مش حمساوي".