أوباما وقرار المجازفة في المستنقع السوري- الأسير ماهر عرار .سجن النقب
مع تقويض وشل حركة كامرون في ضوء اجهاض البرلمان البريطاني لمشروع ضرب سوريا أو بالأحرى التدخل البريطاني في الأزمة،هل ستنفرد واشنطن بمغامرة عسكرية ، تثير جدلا في الوسط الأمريكي من حيث النتائج والتداعيات ؟ ...
يبدو واضحا أن البيت الأبيض وسيده الأسود في حالة تردد وتخبط عنيفة ،ناجمة عن الظرف السياسي والأقتصادي لخطيئة أوباما في الصعود إلى اعلى الشجرة ووضع هيبة الولايات المتحدة على المحك وقتئذ صاغ خطوطه الحمر التي تنيط ببلاده تغير قواعد اللعبة وتغير السياسات في معادلة الحرب السورية...
الطريف في الأمر أن الولايات المتحدة ضالعة ومتورطة أساسا في الصراع الدائر في سوريا وتشكل لاعب رئيسي في تسعير هذه الحرب ،أي ان السياسات قائمة اساسا ،بيد أن مغزى الخطوط الحمر وذريعة الكيماوي هي للألتفاف على المؤسسات الدولية في أعقاب أجهاض مشاريع الغرب وأمريكا من قبل موسكو بكين (مجلس الأمن) المحور فرض قواعد دولية جديدة ...
السؤال هل أوباما جسور لدرجة تؤهله لأتخاذ قرار التورط عسكريا في مستنقع سوريا ؟ لربما يصح الأعتقاد أن أوباما أنفعالي في خطاباته وهي حالة تنم عن قلة خبرة ومعرفة في السياسة الخارجية على غرار خطابه بشأن الأستيطان وادانته الذي سرعان ما دفعه إلى الأعتراف جهارا بجهله في الأعتبارات الشرق اوسطية ...
اوباما الذي صعق من تمرد موسكو في مجلس الأمن منذ نشوب الأزمة وحتى اللحظة بدا وكأنه في حالة جورباتشوف قبيل تداعي الأتحاد السوفياتي حيث ان عهده شهد تراجع دور الولايات المتحدة بالتزامن مع تنامي دور موسكو .وفيما أفرزت الأزمة السورية معادلة الحرب الباردة ،وبدا البيت الأبيض مشلول الحركة على المسرح الدولي في ضوء تنامي قوة ودور وضلوع روسيا ،أنتهى أوباما إلى خطأ أستراتيجي فادح وضعه في مأزق داخلي وخارجي على الاقل هذا ما يتضح في ضوء هستيريا الخطابات الممجوجة التي تبدو وكأنها تسد ثغرة غياب القرار بالشروع بالغزوة..يبدو أوباما من خلال خطابه مؤخرا في حالة عدم يقين فلا قرار بحوزته بل جملة خيارات هذا ما أشار إليه، دون يسهو هذه المرة عن ربط ورهن هذه الخيارات بجملة إعتبارات (مصالح) فظهر بذلك أشبه بالعاجز ،فهل سينفرد في مغامرة عسكرية بعد إقصاء حليفه البريطاني من قبل البرلمان ؟ .
رغم إرتفاع مؤشرات إقتراب الضربة ،أشك في مجازفة أوباما في التورط المباشر في الصراع السوري فأعتبارات المصالح التي غابت عن ذهنه عندما صاغ مبرر التدخل ،تقف اليوم حائل أمام قدرته على اتخاذ القرار بسهولة ....مع ذلك تبقى السياسة في حالة تحول دراماتيكي تجعل من الصعوبة بمكان إعطاء قراءة مطابقة للواقع،أذن لننتظر مرور هذه السحابه الساخنة ....