جمعة الشكر - يحيى رباح
الإعلامي المصري والعربي الكبير عماد الدين أديب, طرح في برنامجه الشهير (بهدوء) على قناة cbc فكرة لامعة كعادته دائماً, بأن يبدأ الزملاء الصحفيون والإعلاميون على القنوات الفضائية المصرية وعبر وسائط الإعلام الأخرى, بالتمهيد لجمعة مميزة يعبر من خلالها الشعب المصري العظيم إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتوجه إلى العمل والإنتاج, واستئناف الحياة العادية, والتقدم في خارطة الطريق التي تعهد بها النظام المصري الجديد بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي هي بطبيعة الحال من أصلاب ثورة الخامس والعشرين من يناير, جمعة يطلق عليها اسم (جمعة الشكر) الشكر لله سبحانه وتعالى أولاً على هذه اللوحة الرائعة والمجيدة التي رسمها المصريون بإبداع فاق كل توقعات الدول الكبرى والصغرى على حد سواء, وهي صورة وحدة الشعب المصري في إيقاع خارق مع جيشه وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية وأهمها جهاز الشرطة ووزارة الداخلية المصرية!
والشكر للجيش المصري العظيم الذي أكد منذ أحمس حتى يومنا هذا أنه جيش الشعب المصري, ملك الشعب المصري, وبما أنه كذلك فهو درع الأمن والأمان لهذه الأمة العربية بكل المجال الحيوي لأمنها القومي من جبال طوروس شمالاً إلى منابع النيل جنوباً, ومن سهول آسيا الوسطى إلى شواطئ الأطلسي.
هذا الجيش العظيم, هو ورفاق الواجب الوطني في وزارة الداخلية, وعد فصدق, وتعهد فأوفى, وكرس تلك العقيدة السامية التي نطق بها قائده العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي عندما قال: (إن شرف حماية الوطن المصري والشعب المصري أرقى وأهم وأعظم كثيراً من حكم مصر).
هذه الفكرة اللامعة التي أؤيدها بقوة وأنا أكتب من فلسطين, توفرت لها شروطها الموضوعية, وأهم هذه الشروط إن انطفاءً ملحوظاً بدأ يراه الجميع في طاقة الشر التي تهدد مصر, فمسيرات الجمع التي كانت تدعو إليها جماعة الإخوان المسلمين وتفريعاتها قد بدأت تذوي مثل أوراق الخريف المتساقطة, وأعتقد أن آخر جمعتين اللتين كانتا تحملان عناوين منتفخة ,مثل جمعة الخلاص أو جمعة الحسم أو جمعة الطوفان, ظهرتا بوضوح يفوق فج البرق في العيون ودوي الرعد في الآذان, انهما من علامات هزيمة العدوان والمعتدين, وإفلاس الإرهاب والإرهابيين, وأن الشعب المصري الذي أعطى الفرصة هو الذي أخذ ما أعطى بعد أن رأى الفشل المريع يتراكم ويهدد سلامة الوطن, وحين يعطي الشعب المصري فإنه يكون كريماً كفيضان النيل, وحين يمنع فإنه يكون قاسياً وصافعاً مثل رياح الصحراء الباردة.
أتمنى أن تتحقق قريباً هذه الفكرة اللامعة, وأتمنى أن تقول الأمة كلمتها أيضاً, فتشارك أقطارنا العربية, وشعوبنا العربية في جمعة الشكر, ترى هل يجهل أحد من ملايين المخلصين في هذه الأمة, أن سلامة مصر, وانتصارها على الإرهاب, وإسقاطها للمخططات السوداء, وعودتها إلى دور القيادة في محيطها العربي والأفريقي والإسلامي هو الخير كل الخير, والمتعة والعزة لهذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها؟
تعالوا نشارك مع مصر شقيقتنا الكبرى في جمعة الشكر, فنشكر رب العزة الذي أعاد إلينا إسلامنا الحنيف الذي هو عمقنا الحضاري, وأعاد إلينا مصرنا الغالية القائدة العظيمة, وأنقذنا مما كان يعد لنا من ردة سوداء في كهوف محقونة بأضغاث الأحلام وأضغاث الأوهام.