الاخوان لا يتعظون- حافظ البرغوثي
تصاعد الغضب الشعبي في تونس على حكومة حزب النهضة ومجلسها التأسيسي، لم يلق حتى الآن استجابة لحل وسط من قبل الحزب الاخواني الحاكم الذي لم يتعظ بما جرى في مصر من ثورة شعبية على الحكم الاحادي الذي حاولت جماعة الاخوان في مصر تطبيقه وارساء نظام دكتاتورية الحزب بعد تضحيات جمة للخلاص من حكم الحزب الواحد في مصر والذي كان الاخوان شركاء فيه في عدة انتخابات. وكان رموز حزب النهضة بدءا من راشد الغنوشي هددوا بسحق المعارضين لكن المعارضة ما زالت تتحرك وتوسع اعتصامها في ساحة باردو التي تحولت الى ما يشبه ميدان التحرير في القاهرة. ولعل سياسة الاستعلاء والفوقية في التعامل مع القوى الاخرى في تونس ستؤدي الى فتنة خاصة وان التنظيم الدولي للاخوان وجه في اجتماعاته بتركيا الى الاستعانة بتيارات سلفية للقيام بالمهمات القذرة لصالح الاخوان كالاغتيالات والتخريب وهو ما حدث في مصر ويحدث حاليا من اعمال ارهاب وتخريب في انحاء مصر.
فجماعة الاخوان ما زالت لا تقرأ الواقع المتغير وهي معجبة بنفسها ولا تريد حلولا وسطا.. مثل حال حركة حماس في غزة التي بدأت تتعامل بالحل الامني مع بوادر التمرد الشعبي في غزة ولوحت بمذابح الانقلاب الاسود لارهاب المعارضين، وحملت حركة فتح مسؤولية حركة التمرد ضد الظلم بينما تعي تماما ان شعبنا في غزة مل هذا الحصار والحكم القمعي لحماس. وقد ظهرت مؤخرا دعوات للفصائل للمشاركة في ادارة غزة بلسان قادة حماس لكنها دعوات خادعة لان من ابجديات المشاركة العودة الى تنفيذ المصالحة لانها اقصر الطرق لحقن الدماء ومنع الفتنة في غزة. ولكن يبدو ان بعض قادة حماس استطابوا الهيمنة والقمع ولا يريدون الاستماع الى صوت العقل وما زالوا يراهنون على قلب الاوضاع في مصر ومناطحة الشعب المصري وجيشه وهو عبث سيعود على حماس بالدمار.. لأن مصر لم تعاد حماس ابدا حتى في زمان مبارك بل كانت تحظى بمعاملة تفضيلية على فتح.
ان الاخوان ما زالوا اسرى النصائح التركية الاخوانية والاميركية وهي نصائح ستفضي بهم الى التهلكة في مصر وتونس وغزة.. اذا لم يخرج جيل جديد ينقلب على مومياءات الانقسام والفتنة.