مصر وحماس وقطاع غزة - يحي رباح
السقوط المأساوي الذي منيت به جماعة الاخوان المسلمين وتفريعاتها في مصر, بعد خمس وثمانين سنة من نشوئها, لم تقتصر تداعياته على مصر وحدها, بل ان هذا السقوط انعكس سلبا وبشكل حاد على قطاع غزة ولا اقصد هنا الانعكاس التقليدي الذي اصاب الاخوان المسلمين في العالم كله, ولكني اعني ان قطاع غزة الذي يخضع منذ اكثر من سبع سنوات لحكم حركة حماس وادارتها بفعل الامر الواقع, وقطاع غزة هذا رغم ان اغلبيته الساحقة لا ينتمون مطلقا الى حماس وبرامجها الايدلوجية والسياسية والثقافية والاجتماعية, ولكن ردات الفعل السلبية القاسية, التي تتعرض لها حماس يدفع فاتورتها أهل قطاع غزة, فما بالكم حين تكون قائمة الاتهامات المصرية الموجهة الى حماس تطول وتتراكم, دون ان نجد حتى الآن بصيص أمل في حل هذه المعضلة.
فلقد تم الشروع فعليا وبشكل جدي في هدم الانفاق على الحدود مع مصر, وكانت هذه الانفاق قد تحولت خلال السبع سنوات الاخيرة الى مكون رئيسي هام من هياكل الاقتصاد في قطاع غزة, كما بدا التفكير جديا في اعادة النظر في بطاقة الهوية المصرية التي حصل عليها عشرات الآلاف من ابناء قطاع غزة نسبة الى امهاتهم المصريات, وعدد كبير من هؤلاء بدأ يخطط لحياته في مصر, وتوسعت لديهم الآمال قبل السقوط المدوي لحكم الرئيس محمد مرسي قبل اكثر من شهرين بقليل !!! كما ان هناك تهما جنائية من الوزن الثقيل تمس الأمن القومي المصري موجهة الى حماس, وهناك عشرات من الذين القي القبض عليهم من ابناء قطاع غزة, وهؤلاء ليس شرطا ان يكونوا اعضاء في حماس ولكن حماس بسبب الامر الواقع هي المسؤولة موضوعيا عن كل عناصر المجموعات الاسلامية الموجودة في قطاع غزة, والمتورط بعضها فيما يجري في سيناء او في يوميات الاحداث المصرية, وهذه المجموعات لم تعد قادرة على اخفاء نفسها, بل هي كثيرا ما تعلن عن نفسها بشكل استعراضي وتنسب بعض الاعمال الارهابية الى نفسها, مثلما حدث في الاخيرة عندما تنافس انصار بيت المقدس وجند الله في مسؤوليتهم عن قتل الجنود المصريين في رفح, بالاضافة الى ما هو منظور أمام المحاكم المصرية من تهم منسوبة الى مجموعات اخرى, بل ان هناك اتهاما مصريا مطروحا على الرأي العام المصري بان محمود عزت احد ابرز اعضاء مكتب الارشاد والذي يقال انه قد اسندت اليه مهمة المرشد العام موجود في غزة .
وكما هي العادة : فان كثيرا من هذه التهم ربما لا تصمد امام الحقائق والادلة والاساليب التي يعتمدها القضاء المصري العريق, ولكن الى ان تصل الامور الى هذه النقطة الفاصلة فان قطاع غزة سيظل يعاني, وما يزيد من القسوة والمرارة ان حماس في ممارساتها تزيد الامور سوءا وتعقيدا, وكان بالامكان مع بعض التعقل والحكمة الافلات من كل هذه الاتهامات وتداعياتها, لو تم التمسك بالاتجاه الرئيسي للشيخ احمد ياسين يرحمه الله, الذي كان يريد الارتقاء بمكانة حماس بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين من خلال الانتماء اكثر الى القضية الفلسطينية بعبقريتها وصعوبتها, وان لديها العذر كل العذر ان تنأى بنفسها عن مخاضات الوحل الاخرى التي يخوضها الاخوان المسلمون ضد المنطقة, ولكن الذي حدث عكس ذلك تماما, فقد رأينا حماس تزج بكل رصيدها في المعارك التي يخوضها الاخوان المسلمون ضد بلادهم واوطانهم وشعوبهم, بل ان بعض قصيري النظر في حماس اصبحوا يتباهون بانهم هم أول من انجز الاستيلاء على السلطة من خلال الانقسام, بل وصل الشطط الى ان بعض اعضاء حماس وفي خضم الاحداث المصرية الاخيرة رفعوا صورة محمد مرسي المعزول والمطرود من شعبه في شوارع القدس العتيقة, يا للعار, وكأن القدس لا يكفيها ما تواجهه من بشاعة وهستيريا مخططات الاستيطان والتهويد .
هل يستمر ذلك طويلا؟
هل ينبثق داخل حماس نفسها من يعيدها الى صوابها والى مسارها الفلسطيني بدل هذا التيه والتخبط الذي يدفع ثمنه غاليا اهلنا الاحبة في قطاع غزة ؟
اما استمرار الهروب الى الامام, والمزيد من استعصاء العلاقة المصرية مع قطاع غزة, واستمرار تجاهل حماس لآلام الناس في القطاع فكل ذلك لا ينتج سوى المزيد من الفشل والفواجع.
haفلقد تم الشروع فعليا وبشكل جدي في هدم الانفاق على الحدود مع مصر, وكانت هذه الانفاق قد تحولت خلال السبع سنوات الاخيرة الى مكون رئيسي هام من هياكل الاقتصاد في قطاع غزة, كما بدا التفكير جديا في اعادة النظر في بطاقة الهوية المصرية التي حصل عليها عشرات الآلاف من ابناء قطاع غزة نسبة الى امهاتهم المصريات, وعدد كبير من هؤلاء بدأ يخطط لحياته في مصر, وتوسعت لديهم الآمال قبل السقوط المدوي لحكم الرئيس محمد مرسي قبل اكثر من شهرين بقليل !!! كما ان هناك تهما جنائية من الوزن الثقيل تمس الأمن القومي المصري موجهة الى حماس, وهناك عشرات من الذين القي القبض عليهم من ابناء قطاع غزة, وهؤلاء ليس شرطا ان يكونوا اعضاء في حماس ولكن حماس بسبب الامر الواقع هي المسؤولة موضوعيا عن كل عناصر المجموعات الاسلامية الموجودة في قطاع غزة, والمتورط بعضها فيما يجري في سيناء او في يوميات الاحداث المصرية, وهذه المجموعات لم تعد قادرة على اخفاء نفسها, بل هي كثيرا ما تعلن عن نفسها بشكل استعراضي وتنسب بعض الاعمال الارهابية الى نفسها, مثلما حدث في الاخيرة عندما تنافس انصار بيت المقدس وجند الله في مسؤوليتهم عن قتل الجنود المصريين في رفح, بالاضافة الى ما هو منظور أمام المحاكم المصرية من تهم منسوبة الى مجموعات اخرى, بل ان هناك اتهاما مصريا مطروحا على الرأي العام المصري بان محمود عزت احد ابرز اعضاء مكتب الارشاد والذي يقال انه قد اسندت اليه مهمة المرشد العام موجود في غزة .
وكما هي العادة : فان كثيرا من هذه التهم ربما لا تصمد امام الحقائق والادلة والاساليب التي يعتمدها القضاء المصري العريق, ولكن الى ان تصل الامور الى هذه النقطة الفاصلة فان قطاع غزة سيظل يعاني, وما يزيد من القسوة والمرارة ان حماس في ممارساتها تزيد الامور سوءا وتعقيدا, وكان بالامكان مع بعض التعقل والحكمة الافلات من كل هذه الاتهامات وتداعياتها, لو تم التمسك بالاتجاه الرئيسي للشيخ احمد ياسين يرحمه الله, الذي كان يريد الارتقاء بمكانة حماس بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين من خلال الانتماء اكثر الى القضية الفلسطينية بعبقريتها وصعوبتها, وان لديها العذر كل العذر ان تنأى بنفسها عن مخاضات الوحل الاخرى التي يخوضها الاخوان المسلمون ضد المنطقة, ولكن الذي حدث عكس ذلك تماما, فقد رأينا حماس تزج بكل رصيدها في المعارك التي يخوضها الاخوان المسلمون ضد بلادهم واوطانهم وشعوبهم, بل ان بعض قصيري النظر في حماس اصبحوا يتباهون بانهم هم أول من انجز الاستيلاء على السلطة من خلال الانقسام, بل وصل الشطط الى ان بعض اعضاء حماس وفي خضم الاحداث المصرية الاخيرة رفعوا صورة محمد مرسي المعزول والمطرود من شعبه في شوارع القدس العتيقة, يا للعار, وكأن القدس لا يكفيها ما تواجهه من بشاعة وهستيريا مخططات الاستيطان والتهويد .
هل يستمر ذلك طويلا؟
هل ينبثق داخل حماس نفسها من يعيدها الى صوابها والى مسارها الفلسطيني بدل هذا التيه والتخبط الذي يدفع ثمنه غاليا اهلنا الاحبة في قطاع غزة ؟
اما استمرار الهروب الى الامام, والمزيد من استعصاء العلاقة المصرية مع قطاع غزة, واستمرار تجاهل حماس لآلام الناس في القطاع فكل ذلك لا ينتج سوى المزيد من الفشل والفواجع.