فلسطين وأيديولوجية حماس- افتتاحية الخليج الاماراتية
عندما تخرج الأيديولوجيا عن سياق المصلحة العامة، وتتحول إلى معوق أو وسيلة للتخريب، فإنها تصبح عبئاً على حامليها، وعلى الذين تعبّر عنهم، وعلى القضية التي من المفترض أن تكون هذه الأيديولوجيا في خدمتها
وعندما تكون الأيديولوجيا في خدمة أشخاص أو مجموعة أو تستخدم لهذا الغرض فحسب، فالنتيجة تكون فشلاً للأيديولوجيا ولحامليها .
يقودنا هذا الحديث إلى “حركة حماس” التي فرضت نفسها كسلطة أحادية في قطاع غزة قبل سبع سنوات، حيث شكلت مرجعيتها الدينية “الإخوانية” أساساً لتوجهاتها وممارساتها، وربطت بين معتقدها الديني وعلاقاتها الفلسطينية والعربية، ما شكل تعقيدات في هذه العلاقات انعكست سلباً على القضية الفلسطينية .
إذ من المفروض بالنسبة لقضية مهمة وخطرة مثل القضية الفلسطينية، أن تعمل كل القوى المنخرطة في النضال الفلسطيني على تطويع توجهاتها وممارساتها كي تكون في خدمة القضية وشعبها، لا أن يصار إلى تطويع القضية كي تكون في خدمة رؤى وأهداف أية قوة أو طرف
لقد أخطأت حركة حماس في التعامل مع القضية الفلسطينية، ومع الشعب الفلسطيني، وكذلك مع الدول العربية على أساس ما تمثل من موقع ديني وليس من موقع نضالي، لأنها وضعت أفكارها ومعتقدها منطلقاً لعملها وعلاقاتها، فكانت النتيجة هذا الشرخ المميت الذي أصاب الجسد الفلسطيني، والانقسام الذي ضرب الوحدة الوطنية، ما أثر في مجمل النضال ضد العدو المحتل وقدم له الكثير من الأسباب التي سهلت له تحقيق أهدافه العنصرية والاستيطانية .
كذلك أدى هذا السلوك إلى ضرب العلاقة مع العديد من الدول العربية، ما أثر بمجمل أوضاع الشعب الفلسطيني .
هذا السلوك في دعم سلطة “الإخوان” في مصر، ومن جهة أخرى العداء للثورة بعد سقوط حكم مرسي، بل والمشاركة في الثورة المضادة يشكل خروجاً على خط المقاومة الفلسطينية التي يجب أن ترتقي بالقضية إلى مستوى قداستها بعيداً عن الاصطفافات الدينية والعصبية العقائدية .