ثورات برسم التصحيح- فؤاد ابو حجلة
ما جرى في مصر وما يجري في تونس حاليا هو تصحيح لمسار ثورتين خطفهما الظلاميون وأفرغوهما من المحتوى الطبيعي لأي ثورة وهو التقدم الذي يعني بالضرورة خبزا وحرية وعدلا اجتماعيا.
سبق التونسيون كل العرب في الثورة على الطاغية واسقاطه عن عرشه المرتجف، وسبق المصريون كل أقرانهم في «بلاد الربيع» في استعادة الدولة من قبضة العصابة الظلامية المرتبطة بالمشروع الأميركي، وأسقطوا حكم «الاخوان» وغسلوا الوجدان الشعبي من تلويث الزيت والسكر والشعوذات التي عبرت عن ذاتها في «رؤية الوحي جبريل في ميدان رابعة العدوية»!
في مصر خريطة طريق وجبهة انقاذ وفي تونس تطرح الآن خريطة طريق تتبناها جبهة انقاذ، وفي البلدين يتراجع الظلاميون أمام قرار الناس قبل أن يتراجعوا في مناطق الاشتباك مع الجيشين.
تكاد الصورتان المصرية والتونسية تكونان صورة واحدة، فالمشهد يتكرر بكل تفاصيله.. الشارع يتمرد على حكم الاخوان، والجيش يتصدى للمجموعات الارهابية المسلحة التي خرجت من تحت عباءة الاخوان، والهوية الوطنية تستعيد عنفوانها لحماية البلاد والعباد من مؤامرات وصفقات يراد تمريرها باسم الدين وشرعية صناديق الاقتراع.
وفي ليبيا القريبة من شعلتي الثورة العربية في افريقيا تنتفض القوى التقدمية وتتحدى الميليشيات الظلامية المسلحة التي تعمل على تقسيم الوطن، وتسرق النفط باسم الدين وتبيعه لأعداء الدين وأعداء الأمة.
وما ينطبق على ليبيا ينطبق على اليمن التي يهب أهلها لمواجهة المجموعات الارهابية المسلحة التي تستحكم في الجبال لتحرق المدن وتقتل الأطفال والنساء لتقيم دولتها تحت رايات جاهلية تزعم تمثيل الاسلام.
وفي بؤرة الحسم في سوريا يتراجع الظلاميون المدعومون غربيا وعربيا أمام رفض السوريين لجرائمهم، وينحسر نفوذهم في الشارع السوري ويغيب فعلهم السياسي وينكفئون ليكتفوا بذبح الأسرى أمام كاميرات التلفزيون.
لم يكن ربيعنا ربيعا حقيقيا لكن اصلاحه سيعيد الى ارضنا اخضرارها ويحرر بلادنا من فوضى أميركا الخلاقة.