وقود غزة.. أزمة لا تنتهي!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
سناء كمال-غزة: طابور طويل من السيارات "الملاكي" والعمومي ينتظر مالكوها ساعاتٍ وساعات طويلة حتى يصلهم دورهم ويتمكنوا من تعبئتها بالبترول اللازم لها، لكن تلك الساعات تطول انتظارهم أمام محطات البترول التي ما أن تعلن عن وصول كميات من الوقود حتى يتراكض السائقين للوصول إليها.
السائق شادي الأشرم يستيقظ مع أذان الفجر، ويرتدي ملابسه لعله يستطيع الذهاب إلى محطة البترول القريبة من منزله قبل زملائه من السائقين ويعبئ "تنك سيارته" بما تحتاجه من سولار، لكنه يتفاجأ بوجود الطابور كما تركه في المساء، ويكابر على نفسه بالوقوف في الطابور من جديد والانتظار كرفاقه.
ويقول شادي لزمن برس:" ما في فايدة الطابور طابور والوقفة وقفة، يعني لو شو ما عملنا لازم نضل هان ساعات، لحتى نقدر نعبي البنزين"، موضحا أن السيارة التي يمتلكها ويعمل سائقا عليها هي التي توفر قوت أطفاله الأربعة، وبدونها لا يستطيعون العيش بهناء".
ويشتكي الأشرم سوء الأوضاع التي آل إليها قطاع غزة بعد هدم الأنفاق وعدم توفر السولار المصري في القطاع، مما يثقل كاهل السائقين، ومالكي السيارات العمومية.
ويحمل الأشرم أصحاب محطات الوقود مسؤولية الأزمة في غزة، متهماً إياهم بالجشع والطمع، وأنهم لا يهتمون لمصالح السائقين بقدر مصالح جيوبهم التي تمتلئ بالنقود بسهولة على حد تعبيره، مشدداً على ضرورة تدخل الحكومة من أجل الضغط على أصحاب المحطات لتتحمل مسؤوليتها الكاملة وأن تسمح للسائقين بتعبئةِ ما يحتاجونه من الوقود لتشغيل محركات سياراتهم.
في حين يخالفه رفيقه محمود النبيه الرأي، ويحمل الحكومة المقالة المسؤولية" لأنها سمحت لنفسها التدخل بالشأن المصري، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على أهالي القطاع، وجعل مصر تحكم حصارها على القطاع، مطالبا الحكومة وحركتها بالتوقف عن التدخل بالشأن المصري لحماية مصالحهم" على حد قوله.
ولأصحاب محطات البترول رأيٌ في الأزمة الحالية، حيث صرح أبو خالد مالك محطة عكيلة للبترول لزمن برس:" ليس بيدنا حيلة، نبلغ من قبل الحكومة بوصول شحنات من البترول، وفور وصولها إلى المحطة نبلغ العامة بتوفر الوقود لدينا، ربما الفجائية في الإعلان تكون السبب في تكدس طوابير السيارات أمام المحطات ولكن الأمر ليس بيدنا".
وفي منطقة ليست ببعيدة عن محطة البترول اجتمع عددٌ من السائقين حيث افترشوا الأرض، ونصبوا مائدة ليتناولوا طعام الغداء لحين وصول الدور إليهم.
الشاب محمد الكفارنة تعرف على عدد من الشبان في هذه الأزمة وتناول أطراف الحديث معهم، ومع مرور الأيام أصبحوا يتواعدون مع بعضهم للذهاب معاً للمحطة وإيجار رفيق يقضي وقت الانتظار معه.
وتفتقر شوارع القطاع لسيارات الأجرة التي تقل المواطنين، مما يضطر أغلبهم للسير على الأقدام بدلاً من ركوب السيارة التي بالكاد يجدونها وفي حال وجدوها فتكون بسعرٍ أغلى من السابق، الأمر الذي أجبر بعض السائقين إلى رفع تسعيرة الراكب تلقائياً من نفسه ليتمكن من تعويض ساعات الانتظار على محطة البترول والحصول على بضعة لترات منه فقط.
وأثرت أزمة الوقود سلباً على طلبة الجامعات الذين يتكدسون على مفارق الطرق لعلهم يجدوا ما يعيدهم إلى منازلهم وخاصة طلاب المنطقة الجنوبية والشمالية من القطاع، الطالب محمد بركة (20 عاما) يعاني الأمرين حتى يتمكن من الوصول إلى جامعته والعودة منها، فيستغرق ساعتين تقريباً ما بين الذهاب والإياب .
أما طلبة مدينة غزة فيجدون في المشي ملاذاً لهم من الشعور بالأزمة وإن كانت مرهقة، في ظل الحر والرطوبة في هذه الأوقات، وتقول الطالبة الجامعية ميساء أبو حماد (19 عاماً) إنها تفضل الذهاب إلى جامعتها والعودة منها إلى منزلها - الذي يبعد عنها حوالي 10 كيلومتر- مشياً على الأقدام في ظل الأزمة المتفاقمة في القطاع، وذلك لأن التسعيرة ارتفعت وهي لا تستطيع توفير النقود من أجل ذلك.
وأضافت:" الأوضاع صعبة جدا، وبصعوبة بالغة استطاع والدي أن يوفر لي فرصة الدراسة بالجامعة، ولا يمكنني أن أثقل كاهله أكثر بمصاريف إضافية كالمواصلات، ويمكنني تعويض ذلك بالمشي، حتى أوفر النقود".
ويعيش الغزيون حياة متدهورة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً خاصة بعد هدم الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي لقطاع غزة، والتي حالت دون وصول الكثير من الموارد الإنسانية إلى أهالي القطاع
zaسناء كمال-غزة: طابور طويل من السيارات "الملاكي" والعمومي ينتظر مالكوها ساعاتٍ وساعات طويلة حتى يصلهم دورهم ويتمكنوا من تعبئتها بالبترول اللازم لها، لكن تلك الساعات تطول انتظارهم أمام محطات البترول التي ما أن تعلن عن وصول كميات من الوقود حتى يتراكض السائقين للوصول إليها.
السائق شادي الأشرم يستيقظ مع أذان الفجر، ويرتدي ملابسه لعله يستطيع الذهاب إلى محطة البترول القريبة من منزله قبل زملائه من السائقين ويعبئ "تنك سيارته" بما تحتاجه من سولار، لكنه يتفاجأ بوجود الطابور كما تركه في المساء، ويكابر على نفسه بالوقوف في الطابور من جديد والانتظار كرفاقه.
ويقول شادي لزمن برس:" ما في فايدة الطابور طابور والوقفة وقفة، يعني لو شو ما عملنا لازم نضل هان ساعات، لحتى نقدر نعبي البنزين"، موضحا أن السيارة التي يمتلكها ويعمل سائقا عليها هي التي توفر قوت أطفاله الأربعة، وبدونها لا يستطيعون العيش بهناء".
ويشتكي الأشرم سوء الأوضاع التي آل إليها قطاع غزة بعد هدم الأنفاق وعدم توفر السولار المصري في القطاع، مما يثقل كاهل السائقين، ومالكي السيارات العمومية.
ويحمل الأشرم أصحاب محطات الوقود مسؤولية الأزمة في غزة، متهماً إياهم بالجشع والطمع، وأنهم لا يهتمون لمصالح السائقين بقدر مصالح جيوبهم التي تمتلئ بالنقود بسهولة على حد تعبيره، مشدداً على ضرورة تدخل الحكومة من أجل الضغط على أصحاب المحطات لتتحمل مسؤوليتها الكاملة وأن تسمح للسائقين بتعبئةِ ما يحتاجونه من الوقود لتشغيل محركات سياراتهم.
في حين يخالفه رفيقه محمود النبيه الرأي، ويحمل الحكومة المقالة المسؤولية" لأنها سمحت لنفسها التدخل بالشأن المصري، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على أهالي القطاع، وجعل مصر تحكم حصارها على القطاع، مطالبا الحكومة وحركتها بالتوقف عن التدخل بالشأن المصري لحماية مصالحهم" على حد قوله.
ولأصحاب محطات البترول رأيٌ في الأزمة الحالية، حيث صرح أبو خالد مالك محطة عكيلة للبترول لزمن برس:" ليس بيدنا حيلة، نبلغ من قبل الحكومة بوصول شحنات من البترول، وفور وصولها إلى المحطة نبلغ العامة بتوفر الوقود لدينا، ربما الفجائية في الإعلان تكون السبب في تكدس طوابير السيارات أمام المحطات ولكن الأمر ليس بيدنا".
وفي منطقة ليست ببعيدة عن محطة البترول اجتمع عددٌ من السائقين حيث افترشوا الأرض، ونصبوا مائدة ليتناولوا طعام الغداء لحين وصول الدور إليهم.
الشاب محمد الكفارنة تعرف على عدد من الشبان في هذه الأزمة وتناول أطراف الحديث معهم، ومع مرور الأيام أصبحوا يتواعدون مع بعضهم للذهاب معاً للمحطة وإيجار رفيق يقضي وقت الانتظار معه.
وتفتقر شوارع القطاع لسيارات الأجرة التي تقل المواطنين، مما يضطر أغلبهم للسير على الأقدام بدلاً من ركوب السيارة التي بالكاد يجدونها وفي حال وجدوها فتكون بسعرٍ أغلى من السابق، الأمر الذي أجبر بعض السائقين إلى رفع تسعيرة الراكب تلقائياً من نفسه ليتمكن من تعويض ساعات الانتظار على محطة البترول والحصول على بضعة لترات منه فقط.
وأثرت أزمة الوقود سلباً على طلبة الجامعات الذين يتكدسون على مفارق الطرق لعلهم يجدوا ما يعيدهم إلى منازلهم وخاصة طلاب المنطقة الجنوبية والشمالية من القطاع، الطالب محمد بركة (20 عاما) يعاني الأمرين حتى يتمكن من الوصول إلى جامعته والعودة منها، فيستغرق ساعتين تقريباً ما بين الذهاب والإياب .
أما طلبة مدينة غزة فيجدون في المشي ملاذاً لهم من الشعور بالأزمة وإن كانت مرهقة، في ظل الحر والرطوبة في هذه الأوقات، وتقول الطالبة الجامعية ميساء أبو حماد (19 عاماً) إنها تفضل الذهاب إلى جامعتها والعودة منها إلى منزلها - الذي يبعد عنها حوالي 10 كيلومتر- مشياً على الأقدام في ظل الأزمة المتفاقمة في القطاع، وذلك لأن التسعيرة ارتفعت وهي لا تستطيع توفير النقود من أجل ذلك.
وأضافت:" الأوضاع صعبة جدا، وبصعوبة بالغة استطاع والدي أن يوفر لي فرصة الدراسة بالجامعة، ولا يمكنني أن أثقل كاهله أكثر بمصاريف إضافية كالمواصلات، ويمكنني تعويض ذلك بالمشي، حتى أوفر النقود".
ويعيش الغزيون حياة متدهورة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً خاصة بعد هدم الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي لقطاع غزة، والتي حالت دون وصول الكثير من الموارد الإنسانية إلى أهالي القطاع