نتنياهو فشل أمنيا وسيفشل سياسيا - فايز عباس
بعد عملية قتل الجندي في الخليل، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الكتابة على صفحته على الفيسبوك، أن العملية ستقوي الاستيطان في 'مدينة الآباء' أي الخليل، حتى قبل أن يتبين بشكل قاطع أن الجندي قتل برصاصة أطلقها فلسطيني.
تصريحات نتنياهو تنبع من هستيريا غير مسبوقة له ولليمين الإسرائيلي، لأنه قتل جنديين في اقل من 48 ساعة وهذا الأمر جديد على نتنياهو الذي وعد الإسرائيليين والمستوطنين بالأمن والأمان، لكن خلال ساعات فقط فقد الثقة بنفسه وجيشه وأجهزته الأمنية التي لم تستطع أن تحمي الجنود.
قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يحاولون تصدير فشلهم إلى السلطة الوطنية، خرجوا بتصريحات لصحيفة 'هآرتس'، بأن السلطة الفلسطينية لم تعد تعتقل ما سموه 'الإرهابيين' في الضفة الغربية، لكنهم تناسوا أن دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية هو الحفاظ على أمن الفلسطينيين وليس الجنود أو المستوطنين، لأن هذه مهمة الاحتلال الإسرائيلي، لأن إسرائيل وأجهزتها الأمنية لا تحمي المواطن الفلسطيني من المستوطنين الذين يعيثون في الأراضي الفلسطينية فسادا.
رئيس الحكومة الإسرائيلية ، بنيامين نتنياهو ، يعاني من ضغوط دولية ومحلية، على المستوى الدولي فإنه أجبر على تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين وفي نفس الوقت اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بفرض المقاطعة الكاملة على المستوطنات في الضفة بشكل عام وفي القدس الشرقية بشكل خاص، هذا الموقف الأوروبي أدخل نتنياهو وحكومته في دوامة لا يعرف كيف سيخرج منها، واتخذ قرارات زادت من عزلته الدولية وأهمها تضييق الخناق على الدبلوماسيين الأوروبيين الذي يزورون الضفة الغربية ويعملون من أجل تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
جنود الاحتلال قاموا بالاعتداء على دبلوماسيين وضربوا دبلوماسية فرنسية، وقبل ذلك قاموا بتدمير مشاريع أقامتها حكومات أوروبية بحجة أنها مخالفة للقانون، وأيضا يتحدثون اليوم عن الإعلان عن الدبلوماسية الفرنسية بأنها شخصية غير مرغوب بها ويمكن طردها، ومثل هذا التهديد هو بمثابة إنذار للدبلوماسيين الأوروبيين الذين يعارضون السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
نتنياهو، سيلقي خطابا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبالطبع سيهاجم قيادة دولة فلسطين لأنهم – كما سيدعي – لم يمنعوا قتل الجنديين ولم يصدروا بيان شجب واستنكار، نتنياهو الذي فقد مصداقيته في العالم الغربي، سيجد صعوبة كبرى في إقناع قادة العالم، أنه يحتل شعبا آخر، وهو الذي يبني المستوطنات ويهدم البيوت، ويصادر الأراضي ويمنع حتى المساعدات الإنسانية عن أشخاص تم هدم بيوتهم وتشريدهم.
نتنياهو فشل أمنيا وسيفشل سياسيا وسيبقى منبوذا دوليا ولن يستطيع إقناع حتى وزير خارجية ميكرونيزيا والتي تصوت بشكل دائم مع إسرائيل في الأمم المتحدة.