خطاب دولي
القي السيد الرئيس محمود عباس كلمة دولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي أجواء احتفالية للمرة الأولى التي يتحدث فيها السيد الرئيس بصفته رئيسا لدولة فلسطين، ووفق بروتوكول رؤساء الدول كما قدمه رئيس الجمعية العامة، وسط عاصفة من التصفيق صاحبت كلمة السيد الرئيس.
وأكد السيد الرئيس في كلمته بأننا جئنا إلى هنا كطلاب للسلام، سلام يقود إلى قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار السيد الرئيس إلى التزام القيادة الفلسطينية بالعمل على إنجاح مفاوضات السلام الجارية مع الإسرائيليين خلال تسعة أشهر. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته لإنجاح تلك المفاوضات ووقف أي أعمال من شأنها تقويض المسار التفاوضي. وطالب بوقف كافة الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة، كما طالب الأسرة الدولية بإلزام إسرائيل بوقف شامل للاستيطان داخل الأراضي المحتلة لان ذلك يشكل عقبة رئيسية في وجه عملية السلام.
وحفلت زيارة السيد الرئيس والوفد المرافق له بلقاءات مع مختلف الوفود العربية والأجنبية التي أعلنت جميعها دعم إقامة دولة فلسطينية. فقد اجتمع السيد الرئيس مع الرئيس الأمريكي اوباما الذي أكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وشدد على إنجاح المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حتى تتحقق الدولة الفلسطينية،
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في ذهن قادة العالم الذين وقفوا يعلنون تأييدهم لدولة فلسطين.
ففي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال اوباما أن الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومن خلال وسائلها الدبلوماسية من اجل حل الأزمات الدولية، وان الموضوعين الذين سيركز عليهما الجهد الدبلوماسي الأمريكي هما المشروع النووي الإيراني والنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وشدد معظم زعماء العالم في كلماتهم على ضرورة إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنجاح المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
نجاح السيد الرئيس في الأمم المتحدة اثأر ردود فعل إسرائيلية، وأثارت مخاوف وانتقادات شديدة في إسرائيل. فقد هاجم الإعلام الإسرائيلي الرئيس الأمريكي اوباما واتهمه بتحيزه للفلسطينيين على حساب امن إسرائيل، وبتراجع مواقفه التي أكد عليها سابقا بان إقامة دولة فلسطينية مرهون باتفاق إسرائيلي فلسطيني.
زيارة السيد الرئيس إلى الأمم المتحدة حققت أهدافها باعتراف العالم اجمع بضرورة قيام دولة فلسطينية وحشر إسرائيل في الزاوية ومطالبتها بوقف شامل للاستيطان والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1976.
على القيادة الفلسطينية استثمار التوجه الدولي الجديد الذي أكد على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، من خلال التواصل الدائم مع الأسرة الدولية ومطالبتها بترجمة أقوالها في الجمعية العامة إلى أفعال. وجدير أيضا أن تستذكر ونشيد بالموقف العربي الذي أعلن دعمه ومساندته للوفد الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، وان عودة التضامن والتكامل إلى الجسم العربي يمكن ان يفرض وجوده على الساحة السياسة الدولية، وكفيل بتحقيق كافة الحقوق العربية.