خطاب الرئيس عباس:محاولة لحقن الضمير العالمي بإبر إنعاش- د.حسن عبد الله
ظن القسم الأكبر من الدول التي صوتت لصالح عضوية فلسطين في الامم المتحدة، انها ابرت ذمتها واراحت ضميرها وقدمت ما عليها ، مكتفية بالتصويت الايجابي، معتبرة أن التصويت استحقاق سياسي وحقوقي واخلاقي، ولم تبادر هذه الدول الى تقديم مبادرات أو اجتراح آليات وخطوات من شأنها مساعدة الفلسطينيين على تحويل استقلالهم النظري إلى استقلال عملي حقيقي.
وهذا التشخيص لم يرد مباشرة في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه ورد ايحاءً ودلالة في كل كلمة وجملة ضمن خطاب هادئ ومتماسك وحافل بالمعطيات والحقائق والنداءات والاستغاثات الموجهة للعالم، الذي دفع بكل قواه من أجل عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات.
وقد حرص الرئيس في خطابه على التذكير، بان جولة المفاوضات لا ينبغي ان تشعر العالم بالراحة والطمأنينة، من منطلق أن الامور بين الفلسطينيين والإسرائيليين تسير على ما يرام، لأن المفاوضات تقاس بنتائجها، في حين ان النتائج حتى اللحظة غير ملموسة ولا تطرح أية تباشير، كون العملية التفاوضية تراوح في مكانها وتدور في حلقة مفرغة، لا سيما وأن الاسرائيليين يفاوضون بالاستناد إلى إستراتيجية تهدف إلى كسب الوقت واللعب على الشهور والسنوات، بينما لا يحصد الفلسطينيون في المحصلة النهائية سوى الريح، اما الاسرائيليون فانهم يحققون تحت غطاء المفاوضات الاستيطان والتوسع وتشديد الحصار والحؤول دون اقامة دولة مستقلة في ظل تقطيع اوصال الوطن وتحويل المناطق الفلسطينية الى جزر وكانتونات معزولة.
وإذا كان الرئيس قد حذر من خطورة وكارثية فشل المفاوضات ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل على المنطقة بأسرها، فانه وجه دعوة صريحة للعالم للتدخل من أجل منع حلول الكارثة التي ستحمل تداعيات وردود أفعال لا يمكن لأحد ان يتنبأ بحجمها وامتداداتها..
العالم المنشغل الآن بالكيماوي السوري ومحاولة تطويق حرب واسعة المدى كان يمكن أن تشتعل شرارتها من سوريا لتشعل المنطقة، فيما اذا ما تم توجيه ضربة عسكرية، قد تناسى ان هناك شعبا فلسطينيا يُطحن تحت جنازير الدبابات انسانا واقتصاداً وارضاً وتراثا.
والعالم المتباكي على الديمقراطية في هذه الدولة العربية او تلك، يتابع بصمت تسليح دول غربية بعض اطراف المعارضة السورية التي تتمترس وتتخندق في التعصب والأصولية وتسعى لفرض أجندتها الرجعية بالقوة، ولا ترى وجودا للآخر المختلف معها فكريا وسياسيا واجتماعيا، ولا يقيم وزنا هذا العالم لما يتعرض له الانسان الفلسطيني من ممارسات ابعد بكثير من الديمقراطية، كون الاستهداف يطال الوجود، الانسان، وعلاقته التاريخية بماضيه وحاضره ومستقبله على ارض بنى عليها حضارات تؤكد ان الوجود الفلسطيني الانساني على هذه الارض ليس طارئا، وانما يستند الى قصة تاريخية متماسكة الحلقات ومتداخلة الفصول والسياقات.
لذلك اراد الرئيس بهدوئه المعروف أن يقول لصانعي السياسات العالمية، كفى ازدواجية وكفى حيادية، وكفى انتقادات خجولة تُطلق عن بعد، لانها لا تنصف مظلوما ولا تزيل احتلالا، ولا تعيد الأمور الى نصابها الحقيقي.
الشعب الفلسطيني الذي يتشبث اليوم بالمكان، ولا يريد أن يكون خارج المكان على رأي ادوارد سعيد، يدفع الغالي والنفيس من اجل تحقيق وتجسيد هذه الغاية، لكنه بحاجة إلى جهد دولي حتى لا يسحب الاحتلال المكان من تحت قدميه، ويصبح (اللا مكان) وصمة عار في جبين الإنسان، التي ما انفكت تردد وتؤكد حق الانسانية على وجه هذا الكوكب ، واي انسان، في العيش الكريم بحرية وفق رؤية وطنية وانسانية يصوغها في سبيل إدارة وتسيير حياته، ليحافظ على بقائه واستمراره وانتاجه لنوعه بمنأى عن الاستهداف الممنهج لهذا النوع.
الخطاب الذي تضمن حقائق دامغة ومعطيات موثقه عن الاستيطان والقتل والحصار قدم تقريرا موجزا عما يعانيه الفلسطينيون، فهل وصلت الرسالة أم أن الدول "المتحضرة" ستستمر في انتظار نتائج مفاوضات يشارك فيها الفلسطينيون والسكاكين تحز أعناقهم؟!
وأخيراً ما تضمنه خطاب الرئيس بلغته وحقائقه وباسلوبه ومفرداته المنتقاة والتي تعكس فهماً عميقاً لثقافات الآخرين وتركيبهم النفسي، كان موفقاً إلى ابعد الحدود، لكن المطلوب من الوزارات والهيئات والدوائر السياسية والثقافية والسفارات، ان لا تشعر براحة مطلقة بعد الخطاب، على اعتبار انه اصاب الهدف تماما، وبالتالي الشعور بالرضى والركون إلى الكسل والانتظار، بقدر ما يتطلب الخطاب استثمارا من خلال آليات وبرامج وتوجهات تشكل اجندات يسابق الفلسطينيون من خلالها انفسهم في العمل والتطبيق والاستقطاب، والا فان الاسرائيليين بامكاناتهم الدبلوماسية سيكونون جاهزين للعمل المضاد ضد كل كلمة ذكرت في الخطاب في ساحة دولية يتقنون التعامل معها بخبرات اعتادت الديماغوجيا وقلب الحقائق والظهور بمظهر المتعطش للسلام، اما الضحية فهي التي تتعطش لتعذيب ذاتها لذا لا تستحق التعاطف والتأييد .
haوهذا التشخيص لم يرد مباشرة في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه ورد ايحاءً ودلالة في كل كلمة وجملة ضمن خطاب هادئ ومتماسك وحافل بالمعطيات والحقائق والنداءات والاستغاثات الموجهة للعالم، الذي دفع بكل قواه من أجل عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات.
وقد حرص الرئيس في خطابه على التذكير، بان جولة المفاوضات لا ينبغي ان تشعر العالم بالراحة والطمأنينة، من منطلق أن الامور بين الفلسطينيين والإسرائيليين تسير على ما يرام، لأن المفاوضات تقاس بنتائجها، في حين ان النتائج حتى اللحظة غير ملموسة ولا تطرح أية تباشير، كون العملية التفاوضية تراوح في مكانها وتدور في حلقة مفرغة، لا سيما وأن الاسرائيليين يفاوضون بالاستناد إلى إستراتيجية تهدف إلى كسب الوقت واللعب على الشهور والسنوات، بينما لا يحصد الفلسطينيون في المحصلة النهائية سوى الريح، اما الاسرائيليون فانهم يحققون تحت غطاء المفاوضات الاستيطان والتوسع وتشديد الحصار والحؤول دون اقامة دولة مستقلة في ظل تقطيع اوصال الوطن وتحويل المناطق الفلسطينية الى جزر وكانتونات معزولة.
وإذا كان الرئيس قد حذر من خطورة وكارثية فشل المفاوضات ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل على المنطقة بأسرها، فانه وجه دعوة صريحة للعالم للتدخل من أجل منع حلول الكارثة التي ستحمل تداعيات وردود أفعال لا يمكن لأحد ان يتنبأ بحجمها وامتداداتها..
العالم المنشغل الآن بالكيماوي السوري ومحاولة تطويق حرب واسعة المدى كان يمكن أن تشتعل شرارتها من سوريا لتشعل المنطقة، فيما اذا ما تم توجيه ضربة عسكرية، قد تناسى ان هناك شعبا فلسطينيا يُطحن تحت جنازير الدبابات انسانا واقتصاداً وارضاً وتراثا.
والعالم المتباكي على الديمقراطية في هذه الدولة العربية او تلك، يتابع بصمت تسليح دول غربية بعض اطراف المعارضة السورية التي تتمترس وتتخندق في التعصب والأصولية وتسعى لفرض أجندتها الرجعية بالقوة، ولا ترى وجودا للآخر المختلف معها فكريا وسياسيا واجتماعيا، ولا يقيم وزنا هذا العالم لما يتعرض له الانسان الفلسطيني من ممارسات ابعد بكثير من الديمقراطية، كون الاستهداف يطال الوجود، الانسان، وعلاقته التاريخية بماضيه وحاضره ومستقبله على ارض بنى عليها حضارات تؤكد ان الوجود الفلسطيني الانساني على هذه الارض ليس طارئا، وانما يستند الى قصة تاريخية متماسكة الحلقات ومتداخلة الفصول والسياقات.
لذلك اراد الرئيس بهدوئه المعروف أن يقول لصانعي السياسات العالمية، كفى ازدواجية وكفى حيادية، وكفى انتقادات خجولة تُطلق عن بعد، لانها لا تنصف مظلوما ولا تزيل احتلالا، ولا تعيد الأمور الى نصابها الحقيقي.
الشعب الفلسطيني الذي يتشبث اليوم بالمكان، ولا يريد أن يكون خارج المكان على رأي ادوارد سعيد، يدفع الغالي والنفيس من اجل تحقيق وتجسيد هذه الغاية، لكنه بحاجة إلى جهد دولي حتى لا يسحب الاحتلال المكان من تحت قدميه، ويصبح (اللا مكان) وصمة عار في جبين الإنسان، التي ما انفكت تردد وتؤكد حق الانسانية على وجه هذا الكوكب ، واي انسان، في العيش الكريم بحرية وفق رؤية وطنية وانسانية يصوغها في سبيل إدارة وتسيير حياته، ليحافظ على بقائه واستمراره وانتاجه لنوعه بمنأى عن الاستهداف الممنهج لهذا النوع.
الخطاب الذي تضمن حقائق دامغة ومعطيات موثقه عن الاستيطان والقتل والحصار قدم تقريرا موجزا عما يعانيه الفلسطينيون، فهل وصلت الرسالة أم أن الدول "المتحضرة" ستستمر في انتظار نتائج مفاوضات يشارك فيها الفلسطينيون والسكاكين تحز أعناقهم؟!
وأخيراً ما تضمنه خطاب الرئيس بلغته وحقائقه وباسلوبه ومفرداته المنتقاة والتي تعكس فهماً عميقاً لثقافات الآخرين وتركيبهم النفسي، كان موفقاً إلى ابعد الحدود، لكن المطلوب من الوزارات والهيئات والدوائر السياسية والثقافية والسفارات، ان لا تشعر براحة مطلقة بعد الخطاب، على اعتبار انه اصاب الهدف تماما، وبالتالي الشعور بالرضى والركون إلى الكسل والانتظار، بقدر ما يتطلب الخطاب استثمارا من خلال آليات وبرامج وتوجهات تشكل اجندات يسابق الفلسطينيون من خلالها انفسهم في العمل والتطبيق والاستقطاب، والا فان الاسرائيليين بامكاناتهم الدبلوماسية سيكونون جاهزين للعمل المضاد ضد كل كلمة ذكرت في الخطاب في ساحة دولية يتقنون التعامل معها بخبرات اعتادت الديماغوجيا وقلب الحقائق والظهور بمظهر المتعطش للسلام، اما الضحية فهي التي تتعطش لتعذيب ذاتها لذا لا تستحق التعاطف والتأييد .