حماس تحول غزة مقبرة للأحياء !!- داليا العفيفي
هناك فرق كبير بين مجتمع يعيش شعبه منقسم لجزئين أحدهما غنى وثراءه بالملايين وآخر يكاد لايجد قوت يومهم إلا بمشقة /.. إن وجد ، بلا شك أن مجتمعنا الفلسطيني الغزي أصبح يعيش هذه الحالة الفارقة في المستوى الاقتصادى والمعيشى منذ سنوات على يد أهل الانقلاب وزمرتهم الفاشية وبدأ يلمسها المواطن في معاناته اليومية ويشاهدها بأم عينه أينما ذهب ، إن سيطرة حركة حماس بأجندتها العنصرية على قطاع غزة هو السبب الرئيسي فى تفشي هذه الظاهرة وإتساع نطاقها بإنضمام جيوش متلاحقة إلى طوابير البطالة وحالات الفقر المدقع ، كون الأمر بوضوح يقود إلى أن غالبية المنتمين لحركة حماس الارهابية وعناصرها التنظيمية والاخوانية ومن تربطه بهم المصالح التجارية والاقتصادية ،أصبحوا اليوم يعيشون حالة من الغنى الفاحش ويملكون العقارات والأراضى والسيارات الحديثة والمنازل الفاخرة والشركات والمحلات التجارية سواء كانوا يمتلكونها بطريقة مباشرة أو من الباطن عبر وسطاء آخرين لإبعاد الشبهات عن أنفسهم ، لكن في نهاية المطاف هما أصحاب اليد الاقتصادية العليا والنصيب الأعلى في السيطرة على إقتصاديات قطاع غزة ، هذا غير الابداع المذهل في إختلاق السبل الشرعية وغير الشرعية للسطو على جيوب وأرزاق الناس وملاحقتهم في مصادر عيشهم وقوت حياتهم عبر فرض الضرائب على المواطنين وجباية أموالهم تحت قوة السلاح وبساطير المليشيات السوداء التى تعيث في الأرض فساداً وإفساداً ليل نهار دون رادع ذاتى أو موضوعى ، ناهيك عن الدعم الخارجى والمساعدات المختلفة التى كانت تأتى تحت شعار دعم الأهل في قطاع غزة من مؤسسات شعبية ورسمية عربية وأجنبية ، فيما الحقائق تؤكد أنها فقط تصب في خزينة حماس وتوزع على عناصرها وأنصارها فقط لا غير بينما يتسرب الجزء الأكبر منها للبيع في الأسواق المحلية ، بالطبع لا ولن ينسى أحد المنافذ غير الشرعية ممثلة في " شبكة الانفاق" التى أقامتها حماس على طول الحدود المصرية الفلسطينية وتجاوزت أكثر من 1200 نفق يتم تشغيلها في تهريب كل أنواع البضائع من السوق المصرية ونقلها إلى قطاع غزة عبر موردين من تجار حماس المعروفين ونظرائهم على الجانب الاخر من الجماعة الاخوانية الأم التى تلقت مؤخراً ضربة قاصمة في الصميم أدت إلى زوال حكمها في مصر ، لذلك فإن أغلب رؤوس الأموال المستثمرة في أعمال التهريب تعود لأبناء حماس أولا والموالين لها الذين شكلوا طبقة الأثرياء الجدد ومصاصي الدماء الذين يتاجرون بمعاناة الناس وألامهم تحت شعارات كاذبة ومضللة ، يذكر هنا أن سلطة حماس الارهابية لضمان سيطرتها على شبكة الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية أقامت هيئة خاصة لإدارة شبكة الانفاق والإشراف عليها وتوفير الاحتياجات والتراخيص اللازمة لعملها وتحويلها إلى بقرة حلوب لا يتوقف دخلها المالى الذي يقدر بمئات الملايين سنويا .هذا غير عمليات التهريب السوداء مثل المخدرات والاتجار فى السلاح وتعزيز شبكات الارهاب وتوفير الملجأ الآمن للإرهابيين بإعتبارها خدمات متبادلة بين سيناء وغزة .
كل ذلك وأكثر جعل أبناء حماس يعيشون حياة البذخ الفاحش وإقتناء كل جديد من السيارات الفاخرة وبناء القصور المحصنة المزودة بكل إمكانيات الراحة ، أما باقى الشعب المقهور فهو الضحية الدائمة وما عليه سوى السمع والطاعة والدفع بالتى هي أحسن والإلتزام بتسديد الضرائب المفروضة عليه دون أي مظهر من مظاهر الاحتجاج وعليه ألا ينتظر الحصول على خدمات أو فائدة أخرى مقابل المدفوعات الضريبية التى ترصد لتسديد رواتب العاملين في سلطة حماس الخارجة عن الشرعية .
يبدو أن اسماعيل هنية رئيس سلطة حماس الاجرامية مع حجم ما جمع هو وأولاده من أموال طائلة قد نسى أو تناسى معاناة أهل مخيم الشاطىء الذى يصر على التخفى والتضليل بالإقامة فيه ولم يعد يراها أو يلمسها إلا من أجل أخذ الصور الاستعراضية وفبركة الحدث الاعلامى في المناسبات ، مع أنه إشترى معظم البيوت القريبة من مكان سكنه بكل الاتجاهات بحجة ضمان الأمن الشخصى له ، وغادرها أهلها إلى مناطق أخرى بعيداً عن إجراءاته الامنية التى تكدر معيشة الناس ، ولم تخطف هنية أقدامه إلى مقابر قطاع غزة التى تحولت إلى أماكن سكن لعائلات تعيش بين شواهد قبور الأموات ، وطبعاً لايقف هو وأولاده في طوابير البحث عن الغاز والبنزين والسولار على محطات الوقود ، كما أنه لا يعانى أزمة انقطاع التيار الكهربائي باستمرار أكثر من نصف اليوم على الأقل ، كما لاتسعفه الذاكرة وهو يداعب موائد الأسماك أن يلمس مشاعر الصيادين المطاردين على صفحة مياه البحر وهم يذقون الامرين ، أما البطالة فحدث ولا حرج ، والطامة الكبرى في الخدمات الصحية البائسة فى مستشفيات القطاع التى تم تفريغها من الكوادر الطبية بحكم المقاييس الحزبية والانتماء لحركة حماس بينما يتم سرقة الادوية والمستلزمات الطبية وبيعها في الصيدليات التابعة لحماس حتى تلك التجهيزات الطبية التى ترسلها دورياً السلطة في رام الله لمستشفيات القطاع ، هذا غير المساعدات والأجهزة الطبية التى جاءت من الخارج وبيعت في الأسواق أو نقلت للعيادات والمستشفيات الخاصة لحركة حماس ، وتبقى الكارثة انتشار عمالة الأطفال والتسول على مفترقات الشوارع فهو أمر لا يحتمل ، غير أن الملاحظة الهامة ولا تخطئها العين تكمن فى أنك عندما تخرج في شوارع قطاع غزة تجد في كل يوم الجديد من المبانى الضخمة والعمارات الاسكانية والمراكز التجارية الكبيرة والمشاريع التجارية والترفيهية كأنها نزلت من السماء على الأرض بيوم وليلة تعود ملكيتها لشركات حمساوية باتت معروفة للقاصى والدانى أو أشخاص تربطهم علاقة مصالح مع السلطة الحاكمة ، وعندما يحاول المواطن العادى أن يدخل مكاناً ترفيهياً فهو يصعق من التكاليف المرتفعة ، وكأنها مخصصة للأثرياء الجدد ومصاصي الدماء من جماعة الإنقلاب الحمساوى .
لم أكن أتخيل للحظة أن مجتمعنا الغزى يمكن له أن يصل يوماً إلى هذا الحد من الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانتهاك القوانين وتفشي الفساد والانحدار المجتمعى والقيمى والاخلاقي في أوساط هذه العصابة الباغية والطاغية التى صمت عليها شعبنا خلال السنوات الماضية فهى لم تكن فقط جريمة بحق الوطن انما هى بحق كل مواطن فلسطينى ، ومن المهم ان المواطن المغلوب على أمره يعلم تماماً إن هذا غيض من فيض الاجرام الحمساوى اليومى ، لكنه لا يستطيع حتى الان أن يصرخ أو يعبر عن رأيه دون أن يتعرض للأذى والملاحقة مع انه ابسط الحقوق الثابتة للإنسان ، ذلك لسبب أكثر بساطة وهو أن اسلوب القمع والتهديد والإرهاب هى الطريقة الرئيسية والأساسية لحكم حماس .
لكن الحكاية لن تستمر على المدى الطويل ، ومخطئ من يعتقد بأن مسلسل الفجور والظلم سوف يستمر إلى مالا نهاية وعلى حماس وأبنائها ان يدركوا جيداً أن الشعب الغزى لن يصمت كثيراً على الرغم أن صمته طال وطال جداً ، لكن أكثر النيران لا تبدأ من مستصغر الشرر فى أي لحظة وهذا أمراً وارد على مدار الساعة بل أقرب من الجفن إلى العين !!!
إن الشارع الغزى لا يمتلك السلاح ولا يملكه سوى حماس ومليشياتها الارهابية " هذه حقيقة " ولكن تذكروا أنكم ليس أكثر قوة وعدد وعتاد من قوات الاحتلال الاسرائيلى التى خرجت مرغمة من قطاع غزة ، فهذا المواطن المقهور لن يعدم الوسيلة أو تخونه المقدرة على صنع المعجزات ، فقد طفح فيه الكيل وجاءت لحظة ثورة البركان ودائماً علي حماس وقيادتها أن لاتنسى أن هذا هو الشعب الحقيقى الذى تصدى لأكبر قوة عسكرية بالعالم وهو أعزل لا يمتلك سوى صدره وحجارة الوطن وإذا كانت تحتمى وراء قدرتها على البطش والفتك بالجمهور فهى لن تحصد سوى ما زرعت من مآسي ودمار وخراب وبالتأكيد فإن الدم الفلسطينى إن وقعت الواقعة سينتصر على سيوف كل الطغاة والمستبدين .