استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

ترجل الشاعر .. الحاضر فينا- عادل عبد الرحمن


أنهك المرض جسد الشاعر الفلسطيني الكبير، على الخليلي حتى تلاشى صمود خلاياه عن الفعل بعد إشتداد هجمات الخلايا السرطانية المعادية للحياة، فأغمض عينه على فضاء جديد، صاعدا قمم الخلود الابدي.
ترجل الاديب العزيز أبو سِري عن مشهد الحياة الفانية بعد مشوار إمتد على مساحة سبعين عاما، أثرى فيها الثقافة الوطنية الفلسطينية والعربية والعالمية، قرابة أل 25 إنتاجا إبداعيا من الشعر والنثر، فضلا عن المئات من الابحاث والدراسات والمقالات. حتى امسى علما من اعلام الثقافة الوطنية، وسادن من سدنتها، ونافخا في بوقها لتعلو مكانتها، ويتعمق دورها في الدفاع عن هوية وشخصية الشعب العربي الفلسطيني.
الشاعر علي الخليلي، الذي جاء للدنيا من بين جبال النار النابلسية عام 1943، مع اشتداد اوار الحرب العالمية الثانية، وتعاظم التآمر الغربي عموما والبريطاني خصوصا مع الحركة الصهيونية على ارض وتاريخ وهوية شعبه، الشعب العربي الفلسطيني في أعقاب إخماد نيران الثورة الكبرى 1936/1939، فتح عينيه على نكبة شعبه في 1948، وأخذت دائرة السؤال تكبر في مخيلة الطفل علي، وسط ظروف أسرته متوسطة الحال نسبيا، قياسا باحوال وواقع قطاع لا بأس به من ابناء الشعب ، لاسيما بعد طرد المستعمرون الصهاينة اعداد كبيرة من الشعب.
لم يغادر السؤال راس الفتى، وهو يركض في شوارع نابلس العتيقة بين البيت وفرن الوالد والمدرسة، الذي حمله على البحث والاستقصاء عن اجابات على واقع الحالة الوطنية, تابع الخليلي مشواره بعد تحصيله شهادة الثانوية العامة في مهنة التدريس، ثم إقتحم مهنة المتاعب الصحافة. بعد هزيمة حزيران / يونيو 1967. 
غير ان الصحافةعلى اهميتها، ورغم تبوؤه مركز رئيسي في جريدة الفجر لم تشف غليل المثقف المبدع، فلجأ لميدان إبداعه الاهم الشعر، والرواية والانتاج النثري، وجال في بحور الشعر منافحا ومدافعا عن الشعب والهوية والارض والحقوق والمصالح الوطنية العليا، فانتج مجموعات شعرية عديدة منها: "الضحك من رجوم الدمامة" 1978؛ و"نابلس تمضي الى البحر" 1979؛ و "مازال الحلم محاولة خطرة"1981؛ وجدلية الوطن" 1978.
كما إتجه الشاعر الكبير الى حقل الرواية، فاصدر عملين ، هما: "المفاتيح تدور في الاقفال" 1980؛ و"ضوء في الافق الطويل" 1983. وواصل دروب الابداع في حقول اخرى. لكن ابو سري، عُّرف كشاعر اكثر منه روائيا او صحفيا. حتى حين كان مديرا عاما للمراكز الثقافية في وزارة الثقافة، وغيرها من المهام، لم تطغى على مكانته كشاعر متفوق في اوساط جيله من المبدعين.
تميز على الخليلي عن كثيرين من الشعراء والادباء بالتواضع الجم. لم يصبه الغرور للحظة واحدة. بل كان كلما صعد نجمه وموقعه في حقل الانتاج الثقافي والمعرفي ، كلما إزداد تواضعا وقربا من المثقفين وعموم الناس. على كان بمثابة حاضن لكل مبدع جديد، وداعما لاي بذرة واعدة في حقل الانتاج الادبي.
على صاحب الجسم الطويل، والمنكبين العريضين، والشوارب الكثة، كان دمثا خلوقا، قريبا من قلوب ابناء شعبه ومثقفيه، وكذا في علاقاته مع المثقفين العرب، الذين التقاهم في اثناء مشاركاته لهم في العديد من الفعاليات والانشطة الثقافية. كان صوته خافتا، ولسانه دافئا جدا، وحنونا على كل من عرفه لدرجة تفوق الوصف. لا يمكن لانسان ما تعرف على ابو سري ولا يحبه وبنحي امام دماثة خلقه، وعظمة إنتاجه المعرفي.
على الخليلي الشاعر الكبير، ترجل باكرا، لكنه حاضرا فينا,, وباق معنا في إنتاجه وعطائه، في قصائده وشخوص روايتيه وكتبه النثرية واغاني العمال والفلاحين، باق ابو سري في فصول روايتنا الوطنية علما كبيرا، شامخا بما مثله في مسيرته المتميزة,,
وداعا ايها العزيز على الخليلي ,, وثق انك باق وحاضر الى ما شاء الله في عالمنا .. في افراحنا واتراحنا .. باق بشموخك ودعتك .. وسلاما عليك يوم ولدت ,, ويوم رحلت ,,
a.a.alrhman@gmail.com            

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025