السعودية تلقي حجرا في المياه الراكدة- يحيى يخلف
السعودية تلقي حجرا في المياه الراكدة، فتنداح وتتسع الدوائر وتهتز منظومة السياسة الدولية ما بين مستهجن ومرحب ومتفهم. سمات الوضع الدولي الذي تتحكم فيه قلة بمصائر العالم، وخاصة قضايا الدول العربية والشرق الاوسط، ألحقت اضرارا فادحة بمصالح وقضايا الشعوب، وفي المقدمة قضية الشعب الفلسطيني. الوضع الدولي غير منصف، والقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية تبقى رهينة مصالح الدول الكبرى، التي خرقت القانون الدولي من خلال ازدواجية المعايير، فاذا كان الامر يتعلق باسرائيل وعدوانها فمظلة او شبكة الامان تحميها، واذا كان الامر يتعلق بسواها، فإن المعايير تختلف، والقرارات تختلف، والفصل السابع جاهز على الطاولة. الدول الخمس دائمة العضوية هي صاحبة القرار، وقرارها يتجاوز المبادئ الى المصالح، والفيتو موجود، ولكي تتجاوز الفيتو عليها بالتوافق، والتوافق ايضا يتجاوز المبادئ ويذهب بعيدا نحو المصالح، ونحو عقد الصفقات..صفقات طفت على السطح في الآونة الأخيرة، وخاصة صفقة الولايات المتحدة ? ايران.
السعودية اطلقت صرخة حارة احتجاجا على صقيع السياسات الدولية، اطلقتها في الامم المتحدة، بيت الشرعية الدولية كما يتعين عليه ان يكون، وطالبت بأمم متحدة اكثر عدلا.
ازدواجية المعايير، ونظام الصفقات والمصالح، وادارة الظهر لأهم قضية، واعدل قضية في هذا الكون، القضية الفلسطينية، أوجد للاحتلال الاسرائيلي الحماية بل وتصرفت اسرائيل كدولة فوق القانون ومارست وتمارس ابشع اشكال الاحتلال، وتسعى كي يتعايش العالم مع وضع راهن يكرس الاحتلال والتوسع ويديم حالة عدم الاستقرار في قلب العالم ( الشرق الاوسط)، ذلك كله يجعل صرخة السعودية ضد ازدواجية المعايير، وابقاء القضية الفلسطينية دون حل لاكثر من 65 عاما، صرخة شجاعة، وموقفها برفض الانضمام للعضوية المؤقتة لمجلس الامن احتجاجا على ما هو سائد، يستحق الاحترام والتقدير.. فهل يكون لهذا الموقف تداعيات، وهل تحذو دول اخرى حذو المملكة السعودية انتصارا للمستضعفين والمغلوبين، وهل تكون هناك صحوة للضمير الانساني، والاخلاقيات العالمية؟