حماس تسعى لافشال المشروع الوطني
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ... هذا ما ينطبق على القيادي في حماس صلاح البردويل الذي استفاق من سباته مؤخرا وهو يقول " بعد فشل المفاوضات أما آن للسلطة أن تصحوا قليلاً وان نبني مشروعاً وطنياً". ولا يدري البردويل وغيره من قيادات حماس بان المعركة الدائرة مع حماس هي حول المشروع الوطني ومحاولات حماس لتعطيله ووأده في مكانه.
البردويل وخلال لقائه مع فضائية الأقصى الناطقة باسم حماس، تحدث كعادته بجمل منافية للحقيقة والواقع، وفيها الكثير من الكذب والتزوير وقلب الحقائق، وتدخل في أكثر من مناسبة في أمور لا تعنيه، وكأنه يريد أن يوزع نصائح على حركة فتح التي انطلقت وأكدت على الكفاح المسلح قبل أن يولد البردويل، فعندما يقول المدعو البردويل بان "حركة فتح الان بلا برنامج وبلا رؤية وبلا رصيد شعبي وبلا مستقبل، وان لجنتها المركزية محكوم عليها بالموت السريري منذ زمن، أليس تدخلا سافرا ومنافيا للحقيقة ويحمل في طياته تجاوزا لتاريخ فلسطين وللمشروع الوطني الفلسطيني الذي اختطته تلك الأيادي الطاهرة من عمر الثورة الفلسطينية.
إذا الهدف بدا واضحا يا سيد بردويل، هجوم على فتح وقيادتها ووصفها بأوصاف من بنات أفكارك، تزامنا أيضا مع هجومك على المشروع الوطني الفلسطيني وإنكار وجوده، وهذا ما حمله خطاب هنيه من معاني، واستخدم فيه كافة أنواع الحيل والغمز واللمز، ولم يبق إلا أن تعتبروه دستورا إسلاميا جديدا يضاف إلى مصادر التشريع الأخرى.
ندرك تماما بان المشروع الوطني الذي تسعى القيادة الفلسطينية لانجازه، والذي أنجز جزء مهم منه باعتراف العالم بدولة فلسطينية، يشكل شوكة في حلق قيادات حركة حماس، وتدرك حماس بان انجاز هذا المشروع يعتبر بحد ذاته فشلا وقصورا لها ولسياساتها، وربما يعجل في نهايتها وافتضاح أمرها، ولذلك تسعى جاهدة وبتسارع مستمر للعمل على إفشاله، وتحاول تسخير كل إمكانياتها لإفشال المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.
تلك المفاوضات التي اعتبرتها القيادة الفلسطينية احدى الخيارات المتاحة لتحقيق مشروعها، وهذا ما يقلق حماس التي ترى بنجاح المفاوضات تحقيقا للمشروع الوطني.
المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي جارية ولم يعلن أي طرف فشلها لغاية الآن سوى إعلام حركة حماس الذي يحاول التشويش على المفاوضات وعلى ذهن المواطن الفلسطيني بادعاءاتها المسمومة بان القيادة الفلسطينية وقعت فريسة سهلة لإسرائيل وتستعد لتقديم تنازلات من اجل تصفية القضية الفلسطينية.
القيادة الفلسطينية لن تخجل وفي حال فشل المفاوضات ووصولها الى طريق مسدود ان تخرج وتعلن على الملأ ، وتضع شعبها بصورة ما يجري وما يحدث. وقد اتخذت القيادة الفلسطينية مواقف متشابهة في أوقات ماضية وأعلنت وقف المفاوضات. وما يجري من إشاعات من قبل حماس وإعلامها بان القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوطات هو عار عن الصحة تماما وهدف ذلك هو توجيه اتهامات للسلطة لقطف حماس ثمارها ونجاح توجهاتها.
فلتتعظ حماس من أزماتها وتبحث عن الأسباب الكامنة وراءها ووراء إخفاقاتها لتدرك في النهاية أن ابتعادها عن المصلحة الوطنية ووضع مصالحها الحزبية فوقها هو سبب انتكاستها.