مبروك والف مبروك- محمود ابو الهيجاء
ما من شك ان تحرر اسرانا الابطال من سجون الاحتلال الاسرائيلي البغيض، وايا كان العدد الذي يتنسم هواء الحرية في كل مرة، يظل لا مصدر فرح وبهجة لنا فحسب، وانما يظل ايضا نافذة امل تتسع اكثر واكثر ان الحرية لكل اسرانا قادمة على الطرق لا محالة واكثر من ذلك ان خلاصنا من الاحتلال وعلو بنيان دولتنا الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف امر لاشك فيه ولا جدال.
وفي كل مرة ونحن نبتهج بحرية اسرانا وبنافذة الامل التي تتفتح اكثر واكثر، تحاول اسرائيل وبما تحمل من ضغينة للحرية والفرح، ان تكسر فرحتنا وتشوش على بهجتنا، وان تغلق امامنا تلك النافذة التي لا سبيل لاغلاقها، لأنها واحدة من اهم نوافذ الحياة من اجل انتصار الحياة بكل قيمها الجمالية والانسانية.
وفي مواجهة فرحتنا الجديدة، اعلنت اسرائيل في اطار محولاتها الخائبة لكسر هذه الفرحة، انها بصدد اقامة مشاريع استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وقد نفهم ان تواصل اسرائيل محاولاتها الخائبة هذه، لكن ما بال البعض غير الوطني عندنا، والتوصيف للرئيس ابو مازن، يحذو حذو اسرائيل في هذا السياق بل ويزيد عليها رواية مفبركة تخدم في محصلتها المحاولة الاسرائيلية لكسر فرحتنا والتشكيك بموقف القيادة تجاه الاستيطان والذي هو موقف لم يعد قابلا للشك ابدا، والذي قوامه ان لا سلام مع الاستيطان، ولا يمكن مقايضة هذا الموقف ااو المساومة عليه او التراجع عنه مقابل اطلاق سراح الاسرى الذين هم قضية اساسية من قضايا الصراع التفاوضي ولا يمكن التفريط بها، بل لا تقدم في عملية السلام دون تحرير كامل لأسرانا الابطال وايقاف الاستيطان تماما.
ولأننا نعرف كل ذلك ونثق بكل ذلك في موقفنا الوطني فان فرحتنا لا يمكن لأحد ان يكسرها، لا اسرائيل ولا ذاك النفر من الذين في قلوبهم مرض، ومبروك لاسرانا الحرية ومبروك لنا هذه الحرية التي تبشر بالخير دائما وانها قادمة بكامل بساتينها، لا لكل اسرانا فقط وانما لارضنا وشعبنا ليجسد كامل تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة.