أم الأسير.."الله يخليك يا أبو مازن"- موفق مطر
لا يمكنك إلا إطلاق الحرية لدموعك وأنت في حضرة أمهات وزوجات وأخوات المحررين لتوهم من معتقلات ومحابس الاحتلال، فمع فجر الأربعاء شهد مقر الرئاسة الفلسطينية لوحة إنسانية يعجز أشهر الأدباء ومخرجي الروايات للسينما عن صنع مثيلها، فهنا الفرح طبيعي والدموع طبيعية، وثوب أم الأسير الكنعاني يروي أساطيرا تاريخية، رسالة حق طبيعي بالحياة، ورموز أزهار وسنابل وطيور.. يالله فالحرية مطرزة على صدر ثوبها أم البطل.
لم أتمكن من التجرد وأنا أرسم بالضوء لحظات تاريخية من سفر حكاية إنسان هذا الشعب.. فدموع أم سبعينية ممزوجة بزغرودة فرح يعانق صداها أبراج السماء، لا يقوى جبابرة على الصمود أمامها دون خشوع، فتسبق دمعتي وميض ضوء صناعي ( الفلاش) لازم وضروري لتصوير ولادة ضوء شمس الحرية على وجوه عشرين انسانا بطلا، سيبداون مع اشراقة الصبح رحلة الحرية من جديد.
ادري، واعلم، واعرف أن دعاء أم الأسير الذي بثته في فضاء مقر قيادة رئيس دولة فلسطين أبو مازن بجوار ضريح القائد الشهيد ياسر عرفات :» الله يخليك ويطول بعمرك ويحميك وينصرك على أعداءك يا أبو مازن « ابلغ من أي خطاب، وأعظم من أي رد على سماسرة الدم، ومحترفي بث الإحباط واليأس، لصوص الانجازات الوطنية، والمال العام أيضا !!..فهذه تتقن بعفوية وبلاغة ألأم الطبيعية الاستجابة لشارات عقل وقلب ابو مازن، رئيس المحبة، المودة، السلام للشعب الذي ائتمنه على القرار اولا وللناس أجمعين...فحرية أسير أهم من إشاعات ( غير الوطنيين ) المطيرة عبثا عبر أثير الفضائيات، وبما ان فكرة أبو مازن قد وصلت الى المعنيين بالحرية والحياة بسلام وكرامة، ورآها العالم فرحا مرسوما كلوحة انتصار وانجاز وطني إنساني على وجه أم، أب، زوج، أخت، ولد، أخ وصديق، فان دعاء ( الله يخليك )، كلام طيب يمكث في الأرض، ينفع الناس، ويجوب صداه في السموات المباركات، أما كلام المتآمرين مع المستوطنين، فانه كفقاعات اولاد يلهون ويعبثون !..لا تنفع آدميا ولا مخلوقا، حتى ولو عكست للجاهلين ألوان قوس قزح.
أوفى ابو مازن بوعده لشعب الأحرار، فصدقت مشاعر « أم الأسير الحر « وهي ترجو رب للسماء بدعاء هو أم الخطاب :» الله يخليك ويحميك يا ابو مازن".