" غزة. والخيارات الثلاث "- حسن صالح
العمليات التكتيكية لجس النبض ﻻصحاب القرار في قطاع غزة لن تاتي بثمار مرجوة .. فالمطلوب ان يحسم هو التوجه اﻻستراتيجي على ضوء المتغيرات الدولية واﻻقليمية المغايرة لحسابات حماس السابقة.. فالوضع في مصر تغير استراتيجيا وحماس وضعت نفسها عكس المسار اﻻستراتيجي لمصر .. وسوريا لن تقبل من حماس سياسة الكيل
بمكيالين اي مع النظام وضده في نفس الوقت .. وايران لن تقبل اﻻ بعلاقة تبعية كاملة... .. اذن حماس في مرحلة حسم الخيار اﻻستراتيجي ... فهل تعود لمنطق فلسطين الواحدة بالمعني السياسي وانها فصيل واحد من فصائل العمل الوطني .. تدخل على اساسه اللعبة السياسية الفلسطينية بكل تغاصيلها .. او ان تعود للتحالف التام مع النظام المصري الجديد .. او ان تجد وسيلة للتعايش مع الجانب اﻻسرائيلي وبشروطه ايضا ... ان اﻻوان ﻻدراك ان عوامل العملية السياسية قد تغيرت وانها لن تنتظر طويلا .. ﻻن هناك مصالح يومية للغزاويين ومصالح للقوى المحيطة ايضا .. ﻻ مجال وﻻ متسع للتكتيكات المكشوفة ...
ويظل هناك الخيار الذي يقول به بعض قادة حماس ،وهو خيار التماهي الكلي مع خيار ايران اﻻستراتيجي .. ونذكر هنا انه هذا الخيار ليس مريحا من جوانب عديدة وخاصة من الناحية الجغرافية .. وقوته فقط بامكانيات التمويل المالي العالية .. ولكنه ايضا ، سيكون محكوما بمصر واسرائيل ولو بحسابات مختلفة لكل طرف منهما وبحسابات ايران ايضا مع هذه القوى اﻻقليمية...