الذكرى ال96 للوعد المشؤم - عادل عبد الرحمن
التاريخ الثاني من نوفمبر تشرين الثاني 1917 في اعقاب الحرب العالمية الاولى 1914 1917، ويعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو على تقاسم النفوذ في الوطن العربي بين الدول الاستعمارية وخاصة بريطانيا وفرنسا، وبعد إنتداب بريطانيا على فلسطين منح وزير خارجية بريطانيا، اللورد بلفور وعدا للحركة الصهيونية باقامة "وطن قومي" لليهود فيها وعلى حساب شعبها العربي الفلسطيني.
لم تكن حتى ذلك التاريخ ظهرت الحركات الفاشية والنازية في اوروبا، ولم تكن حدثت المحرقة ضد اليهود، ومع ذلك إستجابت بريطانيا الاستعمارية للمشروع الكولونيالي الصهيوني، الذي هو جزء من المشروع الكولونيالي الرأسمالي الغربي، وراس حربتها للهيمنة على العالم العربي لنهب ثروات الامة العربية، وقطع الطريق على نهوض شعوبها ووحدتها، ولاخضاع العرب لتبعية السوق الرأسمالية ..إلخ زبالتالي الربط بين المشروع الكولونيالي الصهيوني والمحرقة النازية الالمانية، هو ربط ساذج، يعكس جهل في قراءة ابعاد المشروع الغربي عموما والمشروع الصهيوني خصوصا، الذي استهدف الامة العربية برمتها، ومازال حتى اللحظة الراهنة يستهدفها، ولعل سعي الولايات المتحدة لاقامة الشرق الاوسط الكبير او الجديبد، الذي يقوم على إعادة تقسيم المقسم في سايكس بيكو ليعكس على التكامل المتواصل بين الغرب وقيادتة وبين المشروع الصهيوني وركيزته المادية دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.
ولعل ما يجري في الدول العربية منذ اندلاع الثورات في مطلع يناير كانون الثاني 2011 من تواطؤ الادارة الاميركية خصوصا والغرب عموما بما في ذلك دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية مع جماعة الاخوان المسلمين والجماعات التكفيرية بما فيها تنظيم "القاعدة" على اهداف الثورات العربية، وتدخل حلف الناتو المباشر في ليبيا يعكس عمق المؤامرة، التي تحاك ضد مصالح الشعوب العربية الوطنية والقومية. ويؤكد للقاصي والداني، ان مؤامرة الوطن القومي لليهود الصهاينة، التي تكللت بالنجاح في اقامة دولة إسرائيل في العام 1948 على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وقبلها اتفاقية سايكس بيكو مازالت متواصلة، الامر الذي يفرض على القوى والاحزاب الوطنية والقومية والديمقراطية العربية توحيد جهودها لمواجهة الخطر الداهم على ما تبقى من ملامح للدولة الوطنية العربية، واولا وقبل كل شيء دعم ثورة الثلاثين من ينونيو 2013 المصرية، التي تمكنت من تعطيل تقدم المشروع الاميركي الصهيوني الجديد.
وعلى الصعيد الفلسطيني تملي الضرورة على القيادة الشرعية ومعها فصائل منظمة التحرير وكل من له مصلحة في مواجهة المشروع الصهيوني الغربي، تحميل الغرب عموما واميركا والمانيا وبريطانيا خصوصا المسؤولية عما آالت اليه الامور بالشعب العربي الفلسطيني من ويلات وجرائم وتشريد وتبديد للمشروع الوطني واهداقه في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير. ومطالبة العالم كله تحمل مسؤروليته تجاه إفلاس وتلاشي خيار السلام وحل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ومطالبة اميركا وبريطانيا والمانيا واسرائيل بالالتزام بخيار التسوية في حولة المفاوضات الجارية، التي ستنتهي بعد شهور قليلة، والتي ستكون الاخيرة إن فشلت. وعندئذ على القيادات الوطنية المختلفة وخاصة قيادة منظمة التحرير الشروع ببرنامج سياسي جديد يعيد الاعتبار للقضية الوطنية والاهداف العليا للشعب الفلسطيني. وعدم الركون لاية وعود اميركية او غربية ما لم تتخذ تلك الدول قرارات صارمة ضد دولة التهطير العرقي الاسرائيلية، معمقة بذلك القرار الاوروبي بفرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية ضدها لالزامها بتنفيذ خيار حل الدولتين على حدود ال 67. ووضع حد لتداعيات مشروع بلفور وسايكس بيكو والشرق الاوسط الجديد.