أنـــا الرئيس !!!! ماهر حسين
كنت قد كتبت مجموعة مقالات تتعلق بالثورة المصرية التي اطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك ومن ثم تناولت الانتخابات المصرية التي جاءت بمحمد مرسي العياط رئيسا" منتخبا" لمصر ..طبعا كتبت عن حساسية الموقف الفلسطيني وكتبت عن محاكمة الرئيس مبــارك ودعوةُ وما زلت ادعو الى ضرورة أن تكون المحاكمة عادلة وبعيدة عن الإنتقام ..بأسف كتبت عن حماس وتدخلها البائس في الشأن الداخلي المصري ...أنتقدت حماس ودعوتها للحفاظ على خطوط تواصل صحيحه مع الشعب المصري والدولة ..دعوة للتفريق بين حماس الإخوانية وبين شعب فلسطين العاشق لمصر . فنحن لا نستطيع إلا أن نكتب عن مصر ..حبا" وإحترامــا" وتقديرا". سأتحدث عن المحاكمـــة ...في محاكمة الرئيس مبارك قلت بأن القضـــاء يجب أن يٌحترم ويجب أن يكون حكم القضاء عـــادلا" ويراعي كل أصول العدالة التي من الواجب مراعتها بعيدا" عن الانتقـــام ..كما يجب أن يكون التعاطي الجماهيري والإعلامي المصري والعربي بعيدا" عن منطق الشماته التي تضر بالمجتمعـــات والعلاقات بين الدول وبل تمس بوحدتها وتجعل الأحقـــاد مكون رئيس في أصول التعامل بين أبناء المجتمع الواحد . حسني مبارك بعمره وبدوره التاريخي في الجيش المصري وبإنتصار اكتوبر ..تم محاكمته وأبدى احتراما" للقضاء وللدولة ..فلم نراه يحاول تجاهل القاضي أو يحاول المساس بعدالة القضاء حتى بأحلك اللحظات والظروف بل أن مبارك عندما كان يتم توجيه الحديث اليه مباشرة كان يرد بكل احترام لذاته وللقضاء بكلمـــة (أفندم) فمبارك جزء من مؤسسة عسكريه تاريخيه ورئيس سابق لدولة قائمـــةمنذ ألاف السنين ...كل ما سبق ليس دفاعا" عن مبارك وليس محاولة" لتبرير أخطاء مبارك فكل أخطاء مبارك ما زالت أمام القضـــاء وكل شخص يستطيع أن ينال من مبارك وأسرته فهم ليسوا في موقع الحكم ولكن ما ذكرته من تفاصيل هو حقيقة قائمة شاهدتها خلال جلسات المحاكمة. حتى مؤيدي مبارك ممن اطلقوا على انفسهم (أسفين يا ريس ) و(أبناء مبارك) لم يحاولوا الإعتداء على الشرطة أو الجيش او النيل من القضـــاء ..اعتراضهم طبيعي . كل ما سبق كان طبيعي لا يستحق ان نكتب عنه او نشير له .حتى لا يٌقال بأننا نتحسر على أيام مبارك وخاصه بأن الرجل تم تسريب تصريحات له مسيئة للزعيم الخالد ياسر عرفات ..فأنا هنا لا أبدي تعاطفا" شخصيا" ولكن اتحدث عن ما شاهدته ....فكل ماشاهدناه هو المُتوقع وهو الطبيعي وعادة لا يتم الكتابه عن ما هو طبيعي ...الغير طبيعي والغير عادي والمتوقع(كما أرى بظل فهمي لطبيعة الإخوان المسلمين) هو ما شاهدنـــــــــــــــاه البارحه في محاكمـــة مرسي العياط. غرور ...تحريض ...عدم احترام للدولة وعدم احترام للقضـــاء ...محاولة الإستغلال السياسي للمحاكمة لاثارة الغرب على الدولة والنظـــام ومحاولة لتحريض الداخل المصري على الدولة لاشاعة الفوضى...ففوضى الإخوان أصبحت تتجاوز قطع الطرق وحرق المقرات وإثارة الرعب بالمكان والتخريب والاعتداء على الملكيات الخاصة والعامة ..فوضى الإخوان أصبحت تستبيح الدمـــاء تارةٍ بشكلٍ مباشر وتارةٍ أخرى بشكل غير مباشر ...تاره من خلال أعضاء الإخوان في مصر وتارةٍ من خلال أتباعهم في غزة أو من الحركات الأخرى التي تسمي نفسها بالجهادية..(فوضى الإخوان) فوضى قاتلة لأنها تستهدف القضاء على الدولة وتخريبها فهم يعتقدوا بأن وجودهم بالحكم واجب شرعي وديني ..ويعتبروا وجودهم بالحكم تكليف رباني..فهم بالمحصله لا يختلفوا عن الحكومة الربانية بغزة !!!نفس العقلية القائمة على التمسك بالحكم وبأحلك الظروف باعتبار أن حكمهم أهم من الشعب والدولة.. الناتج الإخواني بكل مكان هو.... دماء ،حصار ،انهيار للمؤسسات ،إنهيار للدولة وللإقتصاد ..تقسيم وانفصال وإنقسام وتراجع للثقافه وللحريات وسوء للعلاقات مع الأغلب ..هذا هو الناتج الإخواني . ما لفت نظري كذلك هو استمرار مرسي بتكرار جملة (أنا الرئيس) وبكل صدق من الجانب الإنساني أنا اتعاطف مع هذا الرجل الذي جاء الى سدة الحكم في مصر فجأه وغادر بسرعه ..فهو مواطن عادي ينتمي للإخوان المسلمين فجأه وجد نفسه في سدة حكم مصر ..لم يظهر للرجل خلال حكمه أي تأثير فلقد كان تابعا" مخلصا" للمرشد العام للإخوان وطاردته عقدة (عدم ترشيح) خيرت الشاطر فكان في حكم مصر أقرب الى مندوب لحركة الإخوان وليس رئيسا" لجمهورية مصر العربية ...هذا المواطن محمد مرسي العياط وجد نفسه بعد فترة قصيرة من حكمه لمصر في المعتقل ..من الطبيعي أن يمر بإضطراب نفسي ومن الطبيعي أن يمر بحالة صدمة كانت واضحه على محياه وإن حاول أن يحافظ على إبتسامة مصطنعه لا تخفي الخوف والندم .. (أنا الرئيس) .. (أنا الرئيس) .. (أنا الرئيس) ... تعبير فاضح عن عقلية الكرسي التي تطارد حركة الإخوان المسلمين . بالنسبة لي أدعو إلى أن تكون محاكـــمة مرسي عادلة ..سياسيا" الرجل إنتهى وعلى القضاء التمييز بدقه بين الرئيس مرسي وبين المواطن مرسي...الرئيس يجب أن يحاكم سياسيا" من خلال محاكمة حركة الإخوان المسلمين والمواطن محمد مرسي يجب أن يتم الحفاظ على كرامته ومحاكمته بعدل بلا إنتقام وبلا شماته . أخيرا" أقول لحركة الإخوان المسلمين ..ما تفعلوه من فوضى لا مستقبل له وأدعو الجماعه للإعلان عن حل نفسهــــــــــا لعلها تمنح الفرصة لشبابها للاندماج بأحزاب مصرية أخرى بعيدا" عن إستغلال الدين وعن السيطرة على العقـــول وأدعو الدولة المصرية لمنح كل شاب وشابه من الإخوان من الغير ملطخه ايديهم بالدماء ومن الغير متورطين بالفوضى لان يتم إستيعابهم برحابة وصدر . من الواجب أن اتطرق الى حمـــاس ناصحا (هنيه ) لفهم مما شاهدناه البارحه فكلمـــة (أنا الرئيس) لن تحمي مرسي وكلمة (أنا رئيس الوزراء ) لن تحميـــك فما يحدث بغزة من تدهور للخدمات ومن سوء حال المواطن ومن فساد مستشري وإنقسام وأحقاد وكراهية بين المواطنين سيؤدي الى دم أو (محاكمة) . للمواطن مرسي أقول ( كنت الرئيس ) ولم تنجح أنت وعشيرتك بإدارة الدولة .
ha