حماس وصلت إلى مرحلة الانحطاط
يفترض أن تكون العلاقات الإنسانية بين البشر على المستويين الحسي والملموس، تعتمد على المسئولية النابعة من التفكير الخلقي للمجتمعات بين أنماط مختلفة من ثقافات البشر تتفاوت من حيث طبقاتهم ومستويات تفكيرهم، ويعتمد المفهوم الحسي أحيانا على حالة التوازن الذهني عندما تكون التعاملات من خلال المشاعر والصفات البشرية،إما بالتوافق الفكري أو عدمه، وربما تقود إلى علاقات الحقد والضغينة والكراهية، وهذا هو مستوى الانحطاط الفكري والأخلاقي والسياسي والحزبي الذي وصل إليه البردويل.
لقد بلغت الوقاحة بالبردويل أن يتهجم على رأس النظام السياسي الفلسطيني ممثلا بشخص السيد الرئيس عندما وصفه بأنه وصل إلى "مرحلة الانحطاط الأخلاقي والكذب"، وهذا لم يحدث في التاريخ المعاصر ولا في أي نظام سياسي، أن تقوم المعارضة بمثل هذا الخطاب السياسي. فالرئيس في أي نظام سياسي يتمتع بقدسية ورمزية وطنية تجعل منه رمزا فوق الشبهات، لكن هؤلاء عميت بصيرتهم بسبب احتضارهم واحتضار مشروعهم الذي خلى من أي منطلقات وطنية وبالتالي كان فشله أمر محتوم.
إن للمسئولية الذاتية دور كبير في تحديد صفات البشر من خلال مواقعهم السياسية أو الحزبية بالرغم من تسترهم خلف مبادئ وأهداف وهمية مستعارة، وان أصالة العلاقات الإنسانية بما فيها من قيم وأخلاق حميدة تسقط ويسقط معها صاحبها وتسقط عن وجوههم الأقنعة المزيفة عندما تظهر الحقائق وتبان.
إن اللجوء إلى الألفاظ التي تدل على مدى هبوط الحس الأخلاقي لبعض قيادات حماس تجعل منهم محط اهتمام بالتأمل لمعنى الانحطاط في القيم الإنسانية، ولا تدوم في تاريخ الأمم وسرعان ما تسقط أمام الحقائق، لكن أثمان سقوطها تكون عادة كبيرة.
إذا كان البردويل ولغاية هذه اللحظة من عمره السياسي عاجزا عن فهم أسس العلاقات الدولية، فليعد إلى مدارس محو الأمية أولا ويتعلم فيها أبجديات اللغة العربية. العلاقات الدولية تقوم بين دول مستقلة وعلى أساس الاحترام المتبادل، ونحن في دولة فلسطين في مخيلتنا وتفكيرنا تجري في عروقنا القومية وحب الأوطان، ونحن شركاء مع أشقاءنا العرب في اللغة والتاريخ وتقرير المصير وفي الطموحات والآمال والآلام، ولأنك تفتقر إلى كل ذلك أنت وحزبك وفصيلك ولأنه لا يوجد لك تاريخ، إنما تاريخ مزيف قام على تقويض المشروع الوطني الفلسطيني والمشروع القومي العربي، ولأنك انكشفت وانكشف عهر حماس معك، حتى وصلتم إلى مرحلة الهستيريا السياسية التي تضع أصحابها مع مجموعة من المتسولين السياسيين، الذين يقفون على أعتاب الانحطاط التاريخي.
نحن لا نتدخل في الشأن العام للدول وإنما تقوم علاقاتنا على أساس من التوازن، وباتفاق مع كافة الدول. وإذا كان البردويل قد اعتبر أن زيارة الأخ الرئيس محمود عباس إلى جمهورية مصر العربية ووقوفه إلى جانب الأشقاء في مصر بأنها تدخلا في الشأن الداخلي المصري، فهذا الأمر متروك للأشقاء المصريين كي يقرروا فيه، فأنت لست ناطقا باسمهم، وأنت وفصيلك من تدخل في شأنهم وهاجمهم وقتل من جنودهم، وإذا أردت أن ترد الصاع فاعلم أن الكيد سيرتد إلى نحوركم.