قصف الهوية الوطنية بالجهل والتجهيل - موفق مطر
هادنت حماس اسرائيل في زمن توهج جماعة الاخوان على سدة الحكم في مصر وأقطار عربية اخرى، وبدل الذهاب الى تعزيز الهوية الوطنية، اتخذت القصف العشوائي سبيلا لتدمير حركة التحرر الوطنية الفلسطينية والتشكيك بإرث وتاريخ الزعيم الشهيد ياسر عرفات، فباتت العدائية المتأصلة في نفوس قيادة جماعة حماس. وهلوسات الاخوان داء مستعصيا، فقد يصل العالم لا يجاد علاج للسرطان قبل شفاء هؤلاء من مرض الانتماء للجماعة والولاء لمرشدها على حساب الانتماء للشعب والولاء للوطن !!
تضاعف صور العداء للوطنية الفلسطينية وباعثها عبر الكفاح والمقاومة والعقلانية السياسية الزعيم ياسر عرفات، بعد السقوط المريع لحكم الاخوان بمصر، وثبات فشل تعاميم وشعارات جافة، ميتة، وخاوية، محاطة بجدران مرفوعة بإرهاب التكميم والاستغفال واستهبال الأعضاء، تفصلها عن حركة الفكر الإنساني حتى بدت الجماعة مع اول استيلاء على السلطة كفرعون مسه جنون الاستعلاء والغطرسة !.
أخذت ظنون محمود الزهار وفتحي حماد الآثمة الى امكانية العبث بذاكرة وبصيرة الشعب الفلسطيني، وهما يعلمان يقينا أن مهمة وتاريخ وعطاء ونضال ياسر عرفات وحركة التحرر الوطنية اعظم من قدرة تجار الدم الانساني والدين على مجرد خدشها.. فسيرة ابو عمار وحركة فتح محصنتان في وعي الشعب الفلسطيني والأحرار في العالم، فالشعب الفلسطيني والأمة العربية، والأحرار في العالم يتمتعون بذاكرة مضادة لكل انواع الفيروسات الآدمية والصناعية، وعلى العكس من ذلك، فإنها تتمتع بقدرة قراءة التجربة التاريخية وتنميتها بما ينسجم مع تطور الفكر الانساني، فالمبادئ ثابتة اما المفاهيم فمتحركة !
يظن مستخدمو الدين الى اشباح سياسة، ان ما تعلموه على الواح - المختبرات الدولية - التي انتجتهم، سيمكنهم من الانتشار على جناح الكذب وتزوير الحقائق والوقائع، وان تكثيف القصف بقذائف التكفير والتخوين سيدمر مدرسة الكفاح الوطني الفلسطيني التي أسستها حركة فتح، وينهي من الوجود حركة تحرر وطنية تجاوزت حدود فلسطين لتشمل الوطن العربي والقارات الست ايضا، فحركة كفتح وزعيم كياسر عرفات لا يعيران اهتماما لشهادة مصدرها من لا يؤمن بالهوية الوطنية، فمن يبتغي شهادة غير شهادة الشعب الفلسطيني، فانه حتما من الخاسرين.
يسلطون ارهابهم المادي والنظري على مليون ونصف المليون من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويتلذذون بممارسات مراهقة سياسية، وعبث بتاريخ الشعب وحركته الوطنية، ويخربون الوحدة الوطنية الفلسطينية عن سابق تصميم وترصد، رغم علمهم انها سلاحنا الاستراتيجي لمواجهة المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني.. وان مخططات ومشاريع الاحتلال تستهدف فلسطين الأرض والشعب ؟!.
حقا انه الجهل والتجاهل والتجهيل.