صحفيون مصريون بين أنين القدس وأنياب الأتباع- موفق مطر
عندما يعود الزملاء الصحفيون المصريون الى وطنهم الحر المستقل, وقد حملوا حقائقا ووقائعا وروايات وصور, وتقارير وقصص صحفية عن صمود شعب فلسطين المحتلة, وعن مقاومة المقدسيين لمخطط تهويد القدس المحتلة ايضا منذ 46 عاما ( مدينة الله ) وهي القبلة الأولى ومهد السيد المسيح, عندما يصلون الى القاهرة ( عاصمة العروبة ) سيجدون اتباع "جماعة القرضاوي" بانتظارهم .. ليس تقديراً لجرأتهم واختراقهم حصار الاحتلال, ومعايشتهم آلام ومآسي الفلسطينيين, وانتصارهم لنداء الفلسطينيين وقيادتهم السياسية بزيارة القدس وكسر عزلتها, وإنما بعرائض إتهامات وخيانة ودعوات لطردهم من النقابة بحجة التطبيع مع الاحتلال.
يعلم الذين سيطوقون الصحفيين المصريين ويحاصرونهم بالمساءلة والتشكيك, والضرب في نواياهم الوطنية والعروبية والانسانية أن القدس العربية الفلسطينية ليست مستوطنة ك" نهاريا " أو " ايلان موريه " وإنما هي عاصمة دولة فلسطين التي احتلت منذ الخامس من حزيران من العام 67 مثل رام الله و الخليل و جنين ونابلس وغيرها من مدن الضفة وقراها وكذلك قطاع غزة, وان أرض دولة فلسطين بمدنها وقراها بعاصمتها القدس الشرقية مازالت محتلة رغم اختلاف بعض التفاصيل هنا وهناك .
نسأل هؤلاء الذين حرموا زيارة القدس واعتبروا الزيارة خيانة وتطبيعا: أتدرون ما تفعلون؟ فهذه الفتاوى الخرقاء تتساوق مع رواية وادعاء دولة الاحتلال اسرائيل التي تعتبر القدس جزءا من اسرائيل, فيما العالم كله يعتبر القدس الشرقية ( المدينة المقدسة ) جزء من أراض دولة فلسطين المحتلة.
لم يذهب الصحفي العربي المصري الى( تل أبيب ) ولا الى ( متحف المحرقة ) !ولم يقابل نتنياهو او ليبرمان أو المستوطنين, فإخوتنا في عائلة "رسل الحقيقة" جاءوا ليعيشوا صمود أهل القدس الأصليين, الفلسطينيين في أحيائهم التاريخية, وربما سمعوا أنين حجارة بيوت المقدسيين العتيقة, وهمسات حجارة المسجد ألأقصى, وكنيسة المهد الحزينة, ودعواتهما للمُخلصين ( المُخِّلِصِين ) لتحريرهما قبل أن تسكتهما الى الأبد جرافات الاحتلال الاستيطاني, وتحول بيوت الله الى "خانات "!.
عاش الزملاء الصحفيون المصريون وشهدوا تفاصيل حياتنا اليومية, بعنفوانها, بصورها الحضارية, وبآلامها أيضا, مسحوا دموع امهات الأسرى, وتجولوا في المخيمات, ولمسوا اصرار الفلسطينيين على العودة الى ديارهم واراضيهم, وشاهدوا انجازات شعب قرر انه سيكون على أرضه التي كان بها منذ فجر التاريخ.
سنحسبه متواطئا مع المحتل (السجان الاسرائيلي) الذي يريد مصادرة شهادة الصحفيين المصريين, أو منع وصولها الى ذاكرة مئات الملايين من الأشقاء المصريين والعرب, فثقتنا برسل الحقيقة المصريين, بأقلامهم وعدساتهم ليس مبعثها أنهم صحفيون محترفون مهنيون وحسب .. بل لأن انتمائهم لإنسانيتهم وعروبتهم, وانتصارهم لقضيتهم المركزية (قضية فلسطين) هو دافعهم الرئيس, وهم باختراقهم لكل حواجز الاحتلال ووصولهم الى قلب القدس يثبتون أن المهنية الصحفية هي أن تكون لنصرة الفكرة والمبدأ أو لا تكون.