نعم، انتصاراً للرئيس، وإنصافاً للحقيقة - آصف قزموز
تشتد الهجمة المتواصلة على شخص الرئيس أبو مازن والسلطة بحكومتها، وعلى المشروع الوطني الفلسطيني الذي التففنا حولَه، وتتركز هذه الهجمة مترافقةً مع الانتهاكات اليومية للأرض الفلسطينية والاقتحامات الاستفزازية المتكررة من قبل المستوطنين والمتطرفين. وها هو نتنياهو يوسع من انتقاداته وحملته المسعورة ضد الرئيس أبو مازن الذي لم يأل جهداً ولا التزاماً بمعايير وشروط ومقومات السلام المنشود الذي توافقنا عليه مع الاسرائيليين على امتداد ما يقارب العشرين عاماَ منذ أوسلو وحتى يومنا هذا.
فتارةً يعتبر الرئيس ليس شريكاً، وتارةً يُدخل شرطاً تعجيزياً جديداً فيطالبه بالاعتراف بيهودية الدولة، مع إبقائه عملية التفاوض في حالة موت سريري أو مكانك سِرْ إن لم يكن خلفاً دُرْ. طبعاً يخوض نتنياهو هذه الهَجمَة ضدنا على طريقة " الكلام إلِك يا كِنِّه وِاسمعي يا جارة" لأنه في الحقيقة يخاطب ناخبيه المستوطنين على حسابنا، ليضع الرئيس أبو مازن والمفاوض الفلسطيني في موقف ابتزاز وحَرَج، أمام الشعب الذي اختار قيادته بإرادته واختار طريق السلام المتوافق عليه، وما زال يتطلع إليه.
طيب يا جماعة افهمنا إنو نتنياهو وحكومته ومن لفَّ لفَّهُم، يعبرون بوضوح عن عَداءٍ مُستَحكِم وخصومة مع الفلسطينيين، شكلت على الدوام وقود سياساتهم ومواقفهم وانطلاقاً من مربع عدم جاهزيتهم للسلام، لا بل ومن حساباتهم العمياء وسياساتهم السوداء التي لا تريد سلاماً ولا ترى مصلحة لها في هذا السلام، بحكم مفاهيمهم الاستيطانية العقائدية المتطرفة، لكن نفسي أفهم مبرر واحد لاصطفاف جوقَة المستطرفين المتطارفين من العرب والفلسطينيين في هجمتهم الدائمة والمتزامنة استعاراً وحِدَّة مع هؤلاء الخصوم من أعداء السلام العادل والمتوازن، الذي يسعى إليه صادقاً الرئيس أبو مازن، ويدفع ثمناً يومياً وشخصياً بسبب هؤلاء المُشَوِّشين المُشَهِّرين، ونتيجةً لهذا الالتزام الصادق والشفاف الذي سَجَّلَهُ على الدوام شوكَةً في حَلْقِ معسكر الخَصْم والمتطارفين المستطرفين في آنٍ معاً.
نحن ندرك أن هذه الحرب الضروس على السلطة ورئيسها قد بدأت بحلقتها الأولى التي شهدت مقتل رابين، وذلك على خلفية الاستدراك السلبي وإعادة الحسابات المبكرة من جانب غُلاةِ اليمين الاسرائيلي الذين خَوَّنوا رابين وقتلوه، وبالتالي هم اليوم يناظرون ويكتملون مع مواقف أمثالهم عربياً وفلسطينياً ممن يستهدفون النيل من سمعة الرئيس والمفاوض الفلسطيني والتشكيك بوطنيته وتثبيط عزائمه وهو يواجه أشرس هجمة منظمة لإفشاله وإحباطه أمام شعبه.
لقد كانت حركة حماس وإسرائيل ولا تزالان تشكلان الخصم اللدود الذي شن حرباً ضروساً مكشوفة وبلا هوادة، ضد المشروع الوطني الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها، على امتداد العهدين العرفاتي الذي مضى والعباسي الحاضر فينا ولم يزل، في اصطفاف أو تقاطُعٍ سافرغير معلن، جمعتهما المصالح الضيقة ومناصبة العداء لهذه السلطة وقيادتها، ولكن كل من موقعه وبوسائله وأدواته وعلى طريقة خُذني جيتك، يعني تلاقَت المصالح والأهداف من حيث يدرون أو يدرون، فكانت شارة بداية هذه الحرب مقتل رابين والانقلاب على أوسلو إسرائيلياً.
وها هو نتنياهو وغلاة المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية يطالعوننا اليوم بهجومٍ إعلامي غير مسبوق يستهدف الرئيس أبو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية، ليترافق مع استمرار جوقة المطبلين والمزمرين صناع الفتن والافتراءات، وبعض القنوات الفضائية المتعددة الجنسيات والسفالات ليس آخرها الجزيرة، مضافاً إليها بعض الفصائل والأحزاب المتعارضة والمستعرضة، ليصب بقصدٍ أو بغير قصد عملياً في ذات الخانة والشَّرَك المرسوم لنا إسرائيلياً.
فالعدوان على الرئيس والسلطة واحد، ولكن كلٌّ له يافطاته وأدواته وحججه ومنطلقاته واستهدافاته المتقاطعة، يعني تعددت الأسباب والعدوان واحدُ.
وفي نطاق هذا الخِضَم السافر السافل المعادي لنا بامتياز، وفي اللحظة الحرجة من المواجهة، وجدنا بعض المؤسسات والنقابات من معلمين ومهندسين وموظفين عموميين وغيرهم فرادى وجماعات، يصعدون حركتهم الاحتجاجية في وجه السلطة والحكومة، مطالبين بحقوق وامتيازات وعلاوات، يعلمون هم قبل غيرهم علم اليقين، أن الحكومة قد أقرت بها ووافقت عليها، لا بل والتزمت الحكومة بكل ما هو مشفوع بالقوانين منها ونفذته، وأعلنت في ذات الوقت، أن الباقي يتطلب إحداث تعديلات على قانون الخدمة المدنية بالنسبة للمعلمين مثلاً، ما يجعل إصرار الإخوة المعلمين على الإضراب وتعطيل العملية التعليمية يشكل صورة سلبية داخل الإطار النقابي الفلسطيني، فأين الحس بالالتزام الوطني في اللحظة التاريخية الحرجَة، سيما وهم يعلمون أن السلطة تعيش ضائقة مالية وشح في الموارد، وأي تعديل للقوانين يحتاج لكُلَف مالية ما زالت غير متاحة، ومع ذلك يبقى الإصرار على تعطيل العملية التعليمية والإضراب!! طب يا جماعة حتى لوكان لشخص دَين على شخص آخر يعيش ضائقة مالية، فإن من المعيب وغير المقبول مطالبة المدين الوفاء بالدين.
البعض يعتبر أن معركته مع الحكومة لا تمس الرئيس ولا السلطة، وهذا موقف غير صحيح لأن الحكومة حكومة الرئيس والرئيس رئيسنا والحكومة حكومتنا. يا جماعة بيْكفي عادْ أَي والله عِيْب.
كيف بِدها تستقيم الأمور وكل هؤلاء آنفي الذكر يصدحون قولاً لا فعلاً وينادون بدعم صمود الشعب الفلسطيني وتأمين مقومات هذا الصمود ؟؟ يعني جعجعة بلا طَحْن !! فعَن أي صمود يتحدثون وهم يحاولون النيل من الرئيس ومن السلطة والحكومة والسعي لإفشالهم؟؟ يعني عاملين زَي الفرحان بِعَزا أبوه!! يا جماعة بأي حق وبأي عقل تريدون إسقاط السارية وهدم سقفنا وأنتم تستظلون بظلّه معنا، مع أنكم تشاهدون الذئب يطارد القطيعْ، والثعالب تناوش العاصي والمطيعْ، وأنتم العارفون أن المتربصين بنا وبرئيسنا لا ينامون ولا يهدأون، وأنتم العارفون أن البلاد شحيحة مواردها، ونعيش جميعنا وأنتم على المساعدات المحدودة والمحددة من مصادرها، مثلما تعلمون أن المساحات المتروكة للفعل الفلسطيني رئيساً وشعباً وسلطة مساحةً محصورهْ، وأسهَمَ بعضكم بتضييق مداياتها جهاراً نهاراً مع سابق إصرارٍ وتَرَصُّد بأبشعِ صورَة.
نعم أنتم العارفون تماماً أن ما يفعله الرئيس هو أقصى فن الممكن السياسي في اللحظة التاريخية وفي الظروف التاريخية المتاحة، لا بل أنتم وأمثالكم ومن والاكم الذين ساهمتم بمواقفكم في تقليص وتضييق القدرات والمساحات أمام السلطة والرئيس، وتعلمون علم اليقين أن أياًّ منا أو منكم لو كان مكان الرئيس لن يستطيع أن يضيف شيئاً على الذي يفعله الرئيس وما زال يتجشم عناء حمله على كاهله، وأنا شخصياً سألت الكثيرين ممن يهاجمون سياسة الرئيس وأدائه السياسي وطلبت منهم أن يقولوا لي ما الذي سيفعلوه لو كانوا مكان الرئيس، غير الذي يفعله الرئيس، فلم يُجِب أحَد. وحتى في كثير من القضايا المفصلية التي يتخالفون عليها مع الرئيس أو الحكومة، فهل ثمة من انبرى منهم يوماً حزباً كان أو فصيلاً أو شخصاً ليطرح تصوراً أو رؤية أو مقترحاً يفيد به القيادة والرئيس لحلها سوى الخطب والشعارات النارية الحالمة أو المزايدة وحَسبْ ؟! من ذا الذي يمنع حزباً أو فصيلاً منكم من دراسة مشكلات القطاع الزراعي مثلاً واقتراح خطة لتنميته، أو خطة لتنمية القطاع التعاوني أو القطاع الصناعي، أو مواجهة الأزمة المالية...الخ، هذا هو الدور الحقيقي الذي يمكن لكم أن تلعبوه في مؤازرة الرئيس والسلطة ودعم صمود شعبنا لا تثبيط العزائم وتكسير المجاديف بالبكائيات والمزايدات وحسب.
لقد سئمنا مزاحمة الماكرين والفسائينْ، وبروز الثعالب في ثياب الواعظينْ. بعدين يا سادة هذا ما قدمه الرئيس وانتقدتموه وهاجمتوه، أنتم ماذا فعلتم وقدمتم وماذا تفعلون؟!! ولماذا لا تقفون أمام أنفسكم أولاً وتسألون أنفسكم عن دوركم وماذا قدمتم، أم أنكم استمرأتم لعب دور الحَكَم حامل الصافرة وعند المكاسب تعلنون أنفسكم لاعبين ؟!! قولوا فِيَّ ما شئتم وسأقول لكم وفيكُم ما أرى. نعم يا سادتي، فالرئيس رئيسنا والسلطة سلطتنا والحكومة حكومتنا شئتم أم أبيتم.
لكن اعلموا وعوا أن الحل السياسي الممكن في ظل توازنات المصالح في الظروف المتاحة الممكنة آتٍ لا ريب فيه، لأننا جزء أصيل من فسيفساء هذه المنطقة من العالم، ومهما تجشّيتُم أنتم والمغرضون والخصوم من مزايدات وطنجية اعتراضية أو تخريبية، ومهما عَلَت أو دَنَت سقوف السياسة لدى المتطرفين الاسرائيليين وزاد جنونهم، فلن يستطيعوا الهروب من الحقيقة ومن حتمية الرضوخ حباً أو طواعية لصيغة الحل السياسي في إطار السلام الشامل، الذي سيكون بالضرورة نتاجاً ومخرجاً من مخرجات الحل الشامل لعموم الوضع في المنطقة، وجزءا من معادلة المصالح الدولية أو ارتداداتها.
فلأصحاب الموائد أقول: هَلاَّ قرأتم المائدَة، ولأصحاب الحُجُراتِ أقول: هَلاَّ قرأتم الحُجُراتْ، وإنتوا ياخِلاَّن عيني شو بدي أقول لكم، شو يعني وآخرتها معاكوا ؟! ما تْحِلُّوا عن سمانا ، حرام عليكوا والله عِيْبْ!!
zaفتارةً يعتبر الرئيس ليس شريكاً، وتارةً يُدخل شرطاً تعجيزياً جديداً فيطالبه بالاعتراف بيهودية الدولة، مع إبقائه عملية التفاوض في حالة موت سريري أو مكانك سِرْ إن لم يكن خلفاً دُرْ. طبعاً يخوض نتنياهو هذه الهَجمَة ضدنا على طريقة " الكلام إلِك يا كِنِّه وِاسمعي يا جارة" لأنه في الحقيقة يخاطب ناخبيه المستوطنين على حسابنا، ليضع الرئيس أبو مازن والمفاوض الفلسطيني في موقف ابتزاز وحَرَج، أمام الشعب الذي اختار قيادته بإرادته واختار طريق السلام المتوافق عليه، وما زال يتطلع إليه.
طيب يا جماعة افهمنا إنو نتنياهو وحكومته ومن لفَّ لفَّهُم، يعبرون بوضوح عن عَداءٍ مُستَحكِم وخصومة مع الفلسطينيين، شكلت على الدوام وقود سياساتهم ومواقفهم وانطلاقاً من مربع عدم جاهزيتهم للسلام، لا بل ومن حساباتهم العمياء وسياساتهم السوداء التي لا تريد سلاماً ولا ترى مصلحة لها في هذا السلام، بحكم مفاهيمهم الاستيطانية العقائدية المتطرفة، لكن نفسي أفهم مبرر واحد لاصطفاف جوقَة المستطرفين المتطارفين من العرب والفلسطينيين في هجمتهم الدائمة والمتزامنة استعاراً وحِدَّة مع هؤلاء الخصوم من أعداء السلام العادل والمتوازن، الذي يسعى إليه صادقاً الرئيس أبو مازن، ويدفع ثمناً يومياً وشخصياً بسبب هؤلاء المُشَوِّشين المُشَهِّرين، ونتيجةً لهذا الالتزام الصادق والشفاف الذي سَجَّلَهُ على الدوام شوكَةً في حَلْقِ معسكر الخَصْم والمتطارفين المستطرفين في آنٍ معاً.
نحن ندرك أن هذه الحرب الضروس على السلطة ورئيسها قد بدأت بحلقتها الأولى التي شهدت مقتل رابين، وذلك على خلفية الاستدراك السلبي وإعادة الحسابات المبكرة من جانب غُلاةِ اليمين الاسرائيلي الذين خَوَّنوا رابين وقتلوه، وبالتالي هم اليوم يناظرون ويكتملون مع مواقف أمثالهم عربياً وفلسطينياً ممن يستهدفون النيل من سمعة الرئيس والمفاوض الفلسطيني والتشكيك بوطنيته وتثبيط عزائمه وهو يواجه أشرس هجمة منظمة لإفشاله وإحباطه أمام شعبه.
لقد كانت حركة حماس وإسرائيل ولا تزالان تشكلان الخصم اللدود الذي شن حرباً ضروساً مكشوفة وبلا هوادة، ضد المشروع الوطني الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها، على امتداد العهدين العرفاتي الذي مضى والعباسي الحاضر فينا ولم يزل، في اصطفاف أو تقاطُعٍ سافرغير معلن، جمعتهما المصالح الضيقة ومناصبة العداء لهذه السلطة وقيادتها، ولكن كل من موقعه وبوسائله وأدواته وعلى طريقة خُذني جيتك، يعني تلاقَت المصالح والأهداف من حيث يدرون أو يدرون، فكانت شارة بداية هذه الحرب مقتل رابين والانقلاب على أوسلو إسرائيلياً.
وها هو نتنياهو وغلاة المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية يطالعوننا اليوم بهجومٍ إعلامي غير مسبوق يستهدف الرئيس أبو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية، ليترافق مع استمرار جوقة المطبلين والمزمرين صناع الفتن والافتراءات، وبعض القنوات الفضائية المتعددة الجنسيات والسفالات ليس آخرها الجزيرة، مضافاً إليها بعض الفصائل والأحزاب المتعارضة والمستعرضة، ليصب بقصدٍ أو بغير قصد عملياً في ذات الخانة والشَّرَك المرسوم لنا إسرائيلياً.
فالعدوان على الرئيس والسلطة واحد، ولكن كلٌّ له يافطاته وأدواته وحججه ومنطلقاته واستهدافاته المتقاطعة، يعني تعددت الأسباب والعدوان واحدُ.
وفي نطاق هذا الخِضَم السافر السافل المعادي لنا بامتياز، وفي اللحظة الحرجة من المواجهة، وجدنا بعض المؤسسات والنقابات من معلمين ومهندسين وموظفين عموميين وغيرهم فرادى وجماعات، يصعدون حركتهم الاحتجاجية في وجه السلطة والحكومة، مطالبين بحقوق وامتيازات وعلاوات، يعلمون هم قبل غيرهم علم اليقين، أن الحكومة قد أقرت بها ووافقت عليها، لا بل والتزمت الحكومة بكل ما هو مشفوع بالقوانين منها ونفذته، وأعلنت في ذات الوقت، أن الباقي يتطلب إحداث تعديلات على قانون الخدمة المدنية بالنسبة للمعلمين مثلاً، ما يجعل إصرار الإخوة المعلمين على الإضراب وتعطيل العملية التعليمية يشكل صورة سلبية داخل الإطار النقابي الفلسطيني، فأين الحس بالالتزام الوطني في اللحظة التاريخية الحرجَة، سيما وهم يعلمون أن السلطة تعيش ضائقة مالية وشح في الموارد، وأي تعديل للقوانين يحتاج لكُلَف مالية ما زالت غير متاحة، ومع ذلك يبقى الإصرار على تعطيل العملية التعليمية والإضراب!! طب يا جماعة حتى لوكان لشخص دَين على شخص آخر يعيش ضائقة مالية، فإن من المعيب وغير المقبول مطالبة المدين الوفاء بالدين.
البعض يعتبر أن معركته مع الحكومة لا تمس الرئيس ولا السلطة، وهذا موقف غير صحيح لأن الحكومة حكومة الرئيس والرئيس رئيسنا والحكومة حكومتنا. يا جماعة بيْكفي عادْ أَي والله عِيْب.
كيف بِدها تستقيم الأمور وكل هؤلاء آنفي الذكر يصدحون قولاً لا فعلاً وينادون بدعم صمود الشعب الفلسطيني وتأمين مقومات هذا الصمود ؟؟ يعني جعجعة بلا طَحْن !! فعَن أي صمود يتحدثون وهم يحاولون النيل من الرئيس ومن السلطة والحكومة والسعي لإفشالهم؟؟ يعني عاملين زَي الفرحان بِعَزا أبوه!! يا جماعة بأي حق وبأي عقل تريدون إسقاط السارية وهدم سقفنا وأنتم تستظلون بظلّه معنا، مع أنكم تشاهدون الذئب يطارد القطيعْ، والثعالب تناوش العاصي والمطيعْ، وأنتم العارفون أن المتربصين بنا وبرئيسنا لا ينامون ولا يهدأون، وأنتم العارفون أن البلاد شحيحة مواردها، ونعيش جميعنا وأنتم على المساعدات المحدودة والمحددة من مصادرها، مثلما تعلمون أن المساحات المتروكة للفعل الفلسطيني رئيساً وشعباً وسلطة مساحةً محصورهْ، وأسهَمَ بعضكم بتضييق مداياتها جهاراً نهاراً مع سابق إصرارٍ وتَرَصُّد بأبشعِ صورَة.
نعم أنتم العارفون تماماً أن ما يفعله الرئيس هو أقصى فن الممكن السياسي في اللحظة التاريخية وفي الظروف التاريخية المتاحة، لا بل أنتم وأمثالكم ومن والاكم الذين ساهمتم بمواقفكم في تقليص وتضييق القدرات والمساحات أمام السلطة والرئيس، وتعلمون علم اليقين أن أياًّ منا أو منكم لو كان مكان الرئيس لن يستطيع أن يضيف شيئاً على الذي يفعله الرئيس وما زال يتجشم عناء حمله على كاهله، وأنا شخصياً سألت الكثيرين ممن يهاجمون سياسة الرئيس وأدائه السياسي وطلبت منهم أن يقولوا لي ما الذي سيفعلوه لو كانوا مكان الرئيس، غير الذي يفعله الرئيس، فلم يُجِب أحَد. وحتى في كثير من القضايا المفصلية التي يتخالفون عليها مع الرئيس أو الحكومة، فهل ثمة من انبرى منهم يوماً حزباً كان أو فصيلاً أو شخصاً ليطرح تصوراً أو رؤية أو مقترحاً يفيد به القيادة والرئيس لحلها سوى الخطب والشعارات النارية الحالمة أو المزايدة وحَسبْ ؟! من ذا الذي يمنع حزباً أو فصيلاً منكم من دراسة مشكلات القطاع الزراعي مثلاً واقتراح خطة لتنميته، أو خطة لتنمية القطاع التعاوني أو القطاع الصناعي، أو مواجهة الأزمة المالية...الخ، هذا هو الدور الحقيقي الذي يمكن لكم أن تلعبوه في مؤازرة الرئيس والسلطة ودعم صمود شعبنا لا تثبيط العزائم وتكسير المجاديف بالبكائيات والمزايدات وحسب.
لقد سئمنا مزاحمة الماكرين والفسائينْ، وبروز الثعالب في ثياب الواعظينْ. بعدين يا سادة هذا ما قدمه الرئيس وانتقدتموه وهاجمتوه، أنتم ماذا فعلتم وقدمتم وماذا تفعلون؟!! ولماذا لا تقفون أمام أنفسكم أولاً وتسألون أنفسكم عن دوركم وماذا قدمتم، أم أنكم استمرأتم لعب دور الحَكَم حامل الصافرة وعند المكاسب تعلنون أنفسكم لاعبين ؟!! قولوا فِيَّ ما شئتم وسأقول لكم وفيكُم ما أرى. نعم يا سادتي، فالرئيس رئيسنا والسلطة سلطتنا والحكومة حكومتنا شئتم أم أبيتم.
لكن اعلموا وعوا أن الحل السياسي الممكن في ظل توازنات المصالح في الظروف المتاحة الممكنة آتٍ لا ريب فيه، لأننا جزء أصيل من فسيفساء هذه المنطقة من العالم، ومهما تجشّيتُم أنتم والمغرضون والخصوم من مزايدات وطنجية اعتراضية أو تخريبية، ومهما عَلَت أو دَنَت سقوف السياسة لدى المتطرفين الاسرائيليين وزاد جنونهم، فلن يستطيعوا الهروب من الحقيقة ومن حتمية الرضوخ حباً أو طواعية لصيغة الحل السياسي في إطار السلام الشامل، الذي سيكون بالضرورة نتاجاً ومخرجاً من مخرجات الحل الشامل لعموم الوضع في المنطقة، وجزءا من معادلة المصالح الدولية أو ارتداداتها.
فلأصحاب الموائد أقول: هَلاَّ قرأتم المائدَة، ولأصحاب الحُجُراتِ أقول: هَلاَّ قرأتم الحُجُراتْ، وإنتوا ياخِلاَّن عيني شو بدي أقول لكم، شو يعني وآخرتها معاكوا ؟! ما تْحِلُّوا عن سمانا ، حرام عليكوا والله عِيْبْ!!