نتنياهو محترف اللعب بالنار والاتفاق مع ايران - موفق مطر
هل يعني اتفاق الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن زائد المانيا مع ايران حول البرنامج النووي الايراني بداية تفكك دوائر الضغط الصهيونية اليهودية على صناع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا ؟! وانطلاق مرحلة جديدة يفرض فيها الكبار حلولا سياسية على مراكز الصراعات في العالم المهلوكة بالصراعات العسكرية الدموية، وتحديدا المناطق الملتهبة والخطيرة المهددة لمصالح الدول الكبرى أو السلم الدولي، وكذلك المناطق الحيوية في العالم التي تعتبر منطقتنا العربية على رأس قائمتها؟!.
يتخوف نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل من وصول مدحلة الارادة الدولية الى اسرائيل وفرض حل سياسي لموضوع حل الدولتين...وفشل مشروعه بتحويل الصراع في المنطقة من عربي – اسرائيلي، الى صراع عربي- ايراني، تطرح اسرائيل نفسها فيه كشريك في المواجهة ضد ايران على أساس أن وجود الجميع مهدد بالخطر النووي الايراني !!... ويكون السبب الرئيس لفيضان غضب نتنياهو هو ادراكه حجم فشل اللوبي اليهودي في الكونغرس تحديدا، وتراجع مستوى تأثيره على صناعة القرار في الولايات المتحدة الأميركية.. دون اغفال منا أن مناورات الطيران الحربي الاسرائيلية الأميركية الاوروبية الموصوفة بالأكبر منذ انشاء اسرائيل هي العصا المرفوعة بوجه ايران بالتوازي مع جزرة الاتفاق.
قد يكون الاتفاق محاولة اميركية أوروبية لمعاقبة دول الخليج العربي بسبب تعاملها المضاد لتوجهات الادارة الأميركية الداعم لمشروع حكم الاخوان المسلمين في مصر وتونس.. وابقاء دول الخليج في خوف دائم من البعبع الايراني، ما يعني ابقاء دول الخليج العربي في موضع طالب الحماية من الولايات المتحدة، بدافع الخوف من النووي الايراني.
كما قد يكون الاتفاق محاولة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لتقييد ايران، ومنعها من استخدام جماعات ارهابية ضد المصالح الحيوية الأميركية والأوروبية في المنطقة، او في عقر دارها، رغم قناعة واشنطن أن العقوبات الاقتصادية على طهران قد اسهمت بتخفيض منسوب الدعم لجماعات وأحزاب وحركات وجبهات تعتبر طهران ممولها الرئيس، ومصدر نبضها المالي، وعصبها المقوى بالسلاح !.
سيضغط الأميركان والأوربيين على طهران، لتضغط بدورها على حليفيها النظام السوري، وحزب الله لانجاح مؤتمر جنيف 2، تحت عنوان اتاحة الفرصة لايران للعب دور في الحلول المرتبة للمنطقة، أي افساح المجال لطهران لأخذ حصة ما من كعكة الشرق الأوسط..لكن شرط ألا تشجعها على التفكير أو الاقدام للوصول الى مرحلة التحكم بمفاتيح حساسة في دول المنطقة !!فالولايات المتحدة وأوروبا اللتان لم تسمحا لاسرائيل بالتفرد بمصير المنطقة فتركت دولة قوية عسكريا كايران تهدد اسرائيل في الصباح والمساء، كنوع من لعبة التوازن، لا يمكنهما بالوقت ذاته السماح لايران بنفوذ يزيد على حاجة الامام الخامنئي لاقناع انصاره بنصر رباني على الشيطان الأكبر !!.
الاتفاق الدولي مع ايران أطفا شرارة حرب كانت ستشعل المشرق والخليج العربي، لكن الجمر ما زال تحت الرماد، فيما ينفخ نتنياهو على جمر غزة أو جنوب لبنان، ويشعل حريقا اضافيا في سوريا..انه نتنياهو محترف اللعب بالنار !.