بين يوم الأرض 1976 ويوم الغضب 2013 - فايز عباس
العودة إلى عام 1976: الحكومة الإسرائيلية تقرر مصادرة الأراضي العربية في الجليل بمنطقة قرى عين ماهل، والرينة، وكفر كنا، والمنطقة المعروفة بمنطقة حبل سيخ، ومنطقة أراضي البطوف، خاصة المنطقة المعروفة بأرض المل التابعة لسخنين وعرابة، بهدف تهويد الجليل وخلق توازن ديمغرافي بين العرب الذين بقوا على أرض الآباء والأجداد وبين اليهود، بعد فشل الحكومات الإسرائيلية بتحويل الجليل إلى أغلبية يهودية.
قيادة الجماهير العربية في أراضي عام 1948 اجتمعت واحتجت على قرار المصادرة ، ولكن حكومة حزب العمل رفضت الاستماع إلى مطالب القيادة والجماهير، وتقرر في نهاية المطاف الاعلان عن يوم الارض في الثلاثين من آذار من تلك السنة والإضراب العام، وكان الإضراب والمواجهات بين الجيش والشرطة وآلاف المواطنين في البلدات العربية، ودخل جيش الاحتلال إلى مدينة سخنين 'لاحتلالها ' من جديد، وكان آنذاك قائد المنطقة الشمالية رفائيل ايتان المتطرف، الذي أصدر الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين.
يوم الأرض الأول الذي تحول إلى يوم وطني ليس في أراضي عام 1948 فقط، وإنما أصبح رمزا من رموز النضال الفلسطيني، ويتم كل عام إحياء ذكرى يوم الأرض وشهداء الأرض الستة الذين استشهدوا برصاص الجيش والشرطة، وأصيب العشرات بجروح، وتم اعتقال أكثر من خمسة آلاف فلسطيني، ولكن حكومة إسرائيل (الليكود) تراجعت عن قرارها بمصادرة الأراضي، وحتى أنها أعادت أرض المل التي كانت قد وضعت اليد عليها لأغراض عسكرية كمنطقة تدريبات إلى أصحابها الشرعيين.
30 تشرين الثاني الماضي، أعلن يوم الغضب في أراضي عام 1948 احتجاجا على سياسة تهويد النقب، وتهجير أصحاب الأرض وهدم بيوتهم لإقامة مستوطنات لليهود فقط، والحكومة الإسرائيلية قررت مصادرة ما تبقى من أراض في النقب، ولم يبقَ للعرب سوى 800 ألف دونم تريد إسرائيل الاستيلاء عليها وتحويلها إلى اليهود، خاصة المتطرفين منهم من المتدينين، كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.
الخطة الإسرائيلية المعروفة باسم 'برافر' كانت السبب للإعلان عن يوم الغضب الذي أعرب فيه فلسطينيو عام 48 التمرد على قرار حكومة اسرائيل الحالية، والتي يريد رئيسها اليوم بنيامين نتنياهو تحقيق حلم أول رئيس حكومة لإسرائيل دافيد بن غوريون، الذي حلم بنقب نظيف من العرب، حتى انه كتب ذلك في رسالة وجهها الى ابنه.
يوم الغضب انتهى بعشرات الجرحى والمعتقلين، ولكن أصحاب الأرض أعلنوا أنهم لم ولن يتخلوا عنها مهما كلفهم ذلك من ثمن، حتى أن تهديد نتنياهو بضرب بيد من حديد من تظاهر لم يرعب أحدا، ولن يستطيع هو ولا وزرائه من إطفاء شعلة الغضب التي انطلقت من حورة النقب حتى حيفا والناصرة وسخنين ويافا وعكا.
وزير خارجية اسرائيل اتهم البدو بأنهم يسرقون أرضه التي أحضرها معه من روسيا البيضاء، ورد عليه عضو الكنيست احمد الطيبي بأن ليبرمان مهاجر سلب الأرض من أصحابها وهو فاشي.
ليس صدفة غداة يوم الغضب أن تعلن 'الحركة الصهيونية' الذراع الاستيطاني للحكومة الاسرائيلية أنها تعتزم العودة الى الخطة القديمة لتهويد الجليل وإقامة مستوطنتين في سهل البطوف وفي مثلث يوم الأرض، سخنين، عرابة ودير حنا، ونقل 100 ألف يهودي إلى المنطقة.
قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير بالعودة الى تهويد الجليل والنقب 'يوم الأرض ويوم الغضب' لن يمر مرور الكرام، وان عام 2013 ليس عام 1976 وستكون هذه السنة سنة الأرض والغضب حتى تتراجع حكومة نتنياهو عن قرارها.
zaقيادة الجماهير العربية في أراضي عام 1948 اجتمعت واحتجت على قرار المصادرة ، ولكن حكومة حزب العمل رفضت الاستماع إلى مطالب القيادة والجماهير، وتقرر في نهاية المطاف الاعلان عن يوم الارض في الثلاثين من آذار من تلك السنة والإضراب العام، وكان الإضراب والمواجهات بين الجيش والشرطة وآلاف المواطنين في البلدات العربية، ودخل جيش الاحتلال إلى مدينة سخنين 'لاحتلالها ' من جديد، وكان آنذاك قائد المنطقة الشمالية رفائيل ايتان المتطرف، الذي أصدر الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين.
يوم الأرض الأول الذي تحول إلى يوم وطني ليس في أراضي عام 1948 فقط، وإنما أصبح رمزا من رموز النضال الفلسطيني، ويتم كل عام إحياء ذكرى يوم الأرض وشهداء الأرض الستة الذين استشهدوا برصاص الجيش والشرطة، وأصيب العشرات بجروح، وتم اعتقال أكثر من خمسة آلاف فلسطيني، ولكن حكومة إسرائيل (الليكود) تراجعت عن قرارها بمصادرة الأراضي، وحتى أنها أعادت أرض المل التي كانت قد وضعت اليد عليها لأغراض عسكرية كمنطقة تدريبات إلى أصحابها الشرعيين.
30 تشرين الثاني الماضي، أعلن يوم الغضب في أراضي عام 1948 احتجاجا على سياسة تهويد النقب، وتهجير أصحاب الأرض وهدم بيوتهم لإقامة مستوطنات لليهود فقط، والحكومة الإسرائيلية قررت مصادرة ما تبقى من أراض في النقب، ولم يبقَ للعرب سوى 800 ألف دونم تريد إسرائيل الاستيلاء عليها وتحويلها إلى اليهود، خاصة المتطرفين منهم من المتدينين، كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.
الخطة الإسرائيلية المعروفة باسم 'برافر' كانت السبب للإعلان عن يوم الغضب الذي أعرب فيه فلسطينيو عام 48 التمرد على قرار حكومة اسرائيل الحالية، والتي يريد رئيسها اليوم بنيامين نتنياهو تحقيق حلم أول رئيس حكومة لإسرائيل دافيد بن غوريون، الذي حلم بنقب نظيف من العرب، حتى انه كتب ذلك في رسالة وجهها الى ابنه.
يوم الغضب انتهى بعشرات الجرحى والمعتقلين، ولكن أصحاب الأرض أعلنوا أنهم لم ولن يتخلوا عنها مهما كلفهم ذلك من ثمن، حتى أن تهديد نتنياهو بضرب بيد من حديد من تظاهر لم يرعب أحدا، ولن يستطيع هو ولا وزرائه من إطفاء شعلة الغضب التي انطلقت من حورة النقب حتى حيفا والناصرة وسخنين ويافا وعكا.
وزير خارجية اسرائيل اتهم البدو بأنهم يسرقون أرضه التي أحضرها معه من روسيا البيضاء، ورد عليه عضو الكنيست احمد الطيبي بأن ليبرمان مهاجر سلب الأرض من أصحابها وهو فاشي.
ليس صدفة غداة يوم الغضب أن تعلن 'الحركة الصهيونية' الذراع الاستيطاني للحكومة الاسرائيلية أنها تعتزم العودة الى الخطة القديمة لتهويد الجليل وإقامة مستوطنتين في سهل البطوف وفي مثلث يوم الأرض، سخنين، عرابة ودير حنا، ونقل 100 ألف يهودي إلى المنطقة.
قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير بالعودة الى تهويد الجليل والنقب 'يوم الأرض ويوم الغضب' لن يمر مرور الكرام، وان عام 2013 ليس عام 1976 وستكون هذه السنة سنة الأرض والغضب حتى تتراجع حكومة نتنياهو عن قرارها.