تَطوَّع.. فليس بالموت وحده يُفتدى الوطن- موفق مطر
سألني الأخ عبد الله كميل "ابو جهاد": ما رأيك؟! فأجبت لم اشعر بسعادة العطاء كما شعرت بها عندما وجدت نفسي عند البوابة الحديدية للحرم الابراهيمي في الخليل، وقد ركنت (مكنسة ومجرود) شرفتني حملة تطوع وبلدية الخليل وإقليم حركة فتح بالمدينة بحملهما، لأنظف مع مئات الكوادر والشخصيات القيادية والاجتماعية والشباب من الجنسين دروب تاريخ عريق في بلدة أبو الأنبياء ابراهيم القديمة.
لمحني صاحب المحل الأقرب للبوابة الحديدية المراقبة من جنود الاحتلال وأنا انظف (جرنا حجريا) كبيرا اعتقد أن عمره لا يقل عن عدة قرون.. " دع عنك يا حاج.. ستوسخ يديك بالفضلات.. فقلت للرجل الطيب: " يا سيدي انا متطوع، وأنا سعيد بخدمتكم.. فأنتم الصامدون هنا.. حراس المقدسات والأرض، والتاريخ تستحقون منا ان نعمل الكثير من أجلكم.. فلا تحرمونا من سعادة الوفاء والحب لكم ولأرضنا "...فكان رده جميلا:" بارك الله فيكم يا اخي ". فكأني قد طهرت نفسي ودربي قبل الوقوف بخشوع واندهاش تحت قبة الحرم.
ما بين غبار اثارتها مكانس مئات المتطوعين في حملة (تَطوُّع) التي اطلقها القيادي في حركة فتح عبدالله كميل - محافظ قلقيلية - وما بين غاز جنود الاحتلال الخانق الحارق الذي كاد يرتفع بروحي الى السماء في كفر قدوم في مناسبتين، يتكون معنى الحب والعطاء للأرض الطيبة وإنسانها، لإنسان الأرض الطيب.. فهناك في كفر قدوم صورة مقاومة شعبية سلمية تعبر عن عظيم حب الانسان الفلسطيني لأرض وطنه، وهنا في البلدة القديمة في الخليل صورة صمود، ومقاومة شعبية سلمية، رسمها الفلسطيني القادم من جنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية ورام الله والقدس الى الخليل، ورسالة عنوانها: نكنس وننظف شوارع البلدة القديمة ومعالمها بالحب والإخوة في الوطن، لننظف بيوتنا الشاهدة على تاريخ انسان هذه الأرض المقدسة من الاحتلال ومستوطنيه، نحرر شوارعها التي يحكي كل حجر على أرصفتها روايات عن غزاة مروا وعبروا لكنهم لم يستطيعوا البقاء.. فحجارة وتربة هذه الأرض لا تعشق إلا اهلها.
قد لا تكون فكرة العمل التطوعي الجماعي جديدة على مجتمعنا..لكن بذرة (تطوع) الوطنية انتجتها فتح في مختبرات التجارب الكفاحية والنضالية، لتتناسب مع بيئة ومناخ دولة الحرية والاستقلال، فديمومة الوطن تتطلب ابداعات حب وعطاء خلاقة، تتوازى مع اساليب وأشكال النضال السياسي.. كما تتطلب في الوقت نفسه بناء الانسان المؤمن بالحياة من أجل الوطن، وبفكرة احياء انسان هذه الأرض وشجرها وحجرها...فليس بالموت وحده تفتدي الأوطان.. فبمكان كل شجرة زيتون اقتلعها المحتلون والمستوطنون سيغرس المتطوعون شجرة، سيقطع المتطوعون الغربة عن عتبات بيوت فلسطين التاريخية، سيملأ شباب وصبايا حبا وفرحا، فالشبابيك والمشربيات العربية اشتاقت (لكوّارات الزهور).. ولصبية تستقبل الصبح بابتسامة فرح.. سيبددون أحزان فقير او مريض، ويرسون جسور التواصل والمحبة بين الانسان والإنسان.
zaلمحني صاحب المحل الأقرب للبوابة الحديدية المراقبة من جنود الاحتلال وأنا انظف (جرنا حجريا) كبيرا اعتقد أن عمره لا يقل عن عدة قرون.. " دع عنك يا حاج.. ستوسخ يديك بالفضلات.. فقلت للرجل الطيب: " يا سيدي انا متطوع، وأنا سعيد بخدمتكم.. فأنتم الصامدون هنا.. حراس المقدسات والأرض، والتاريخ تستحقون منا ان نعمل الكثير من أجلكم.. فلا تحرمونا من سعادة الوفاء والحب لكم ولأرضنا "...فكان رده جميلا:" بارك الله فيكم يا اخي ". فكأني قد طهرت نفسي ودربي قبل الوقوف بخشوع واندهاش تحت قبة الحرم.
ما بين غبار اثارتها مكانس مئات المتطوعين في حملة (تَطوُّع) التي اطلقها القيادي في حركة فتح عبدالله كميل - محافظ قلقيلية - وما بين غاز جنود الاحتلال الخانق الحارق الذي كاد يرتفع بروحي الى السماء في كفر قدوم في مناسبتين، يتكون معنى الحب والعطاء للأرض الطيبة وإنسانها، لإنسان الأرض الطيب.. فهناك في كفر قدوم صورة مقاومة شعبية سلمية تعبر عن عظيم حب الانسان الفلسطيني لأرض وطنه، وهنا في البلدة القديمة في الخليل صورة صمود، ومقاومة شعبية سلمية، رسمها الفلسطيني القادم من جنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية ورام الله والقدس الى الخليل، ورسالة عنوانها: نكنس وننظف شوارع البلدة القديمة ومعالمها بالحب والإخوة في الوطن، لننظف بيوتنا الشاهدة على تاريخ انسان هذه الأرض المقدسة من الاحتلال ومستوطنيه، نحرر شوارعها التي يحكي كل حجر على أرصفتها روايات عن غزاة مروا وعبروا لكنهم لم يستطيعوا البقاء.. فحجارة وتربة هذه الأرض لا تعشق إلا اهلها.
قد لا تكون فكرة العمل التطوعي الجماعي جديدة على مجتمعنا..لكن بذرة (تطوع) الوطنية انتجتها فتح في مختبرات التجارب الكفاحية والنضالية، لتتناسب مع بيئة ومناخ دولة الحرية والاستقلال، فديمومة الوطن تتطلب ابداعات حب وعطاء خلاقة، تتوازى مع اساليب وأشكال النضال السياسي.. كما تتطلب في الوقت نفسه بناء الانسان المؤمن بالحياة من أجل الوطن، وبفكرة احياء انسان هذه الأرض وشجرها وحجرها...فليس بالموت وحده تفتدي الأوطان.. فبمكان كل شجرة زيتون اقتلعها المحتلون والمستوطنون سيغرس المتطوعون شجرة، سيقطع المتطوعون الغربة عن عتبات بيوت فلسطين التاريخية، سيملأ شباب وصبايا حبا وفرحا، فالشبابيك والمشربيات العربية اشتاقت (لكوّارات الزهور).. ولصبية تستقبل الصبح بابتسامة فرح.. سيبددون أحزان فقير او مريض، ويرسون جسور التواصل والمحبة بين الانسان والإنسان.