استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

الترويج الثقافي والدبلوماسية الثقافية على الساحة الدولية - عمار جمهور

تحدث د. سمير عوض أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت في مقال نشر في صحيفة القدس في شهر أكتوبر الماضي بعنوان "الترويج على الساحة الدولية: الترويج للبلدان والقضايا والأشخاص" عن أهمية الترويج للأفراد والدول بالطريقة ذاتها التي يتم الترويج بها للشركات ولمنتوجاتها، وذلك عبر ربط المنتج أياً كان شكله برمزية ثقافية محددة.

أعتقد بأنه مقال يستحق البناء عليه نظرياً لتطوير مفهوم الدبلوماسية الثقافية لفلسطين وللفلسطينيين أينما وجدوا، وذلك بالاعتماد على مفهوم الترويج الثقافي أو السياسي لإعادة صياغة وخلق صور جديدة ونوعية عن الفلسطيني كقيمة ثقافية من خلال توظيف الثقافة والهوية الفلسطينية وإعادة إحيائهما مجدداً بصور وأشكال مختلفة ذات مغزىً محدد يرمي لإعادة إحياء رمزية فلسطين وهويتها الثقافية وقيمها الأصيلة.
 
الترويج لفلسطين وللفلسطيني انطلاقاً من الأبعاد الثقافية يساهم في إعادة موضعة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية من خلال بناء قضايا مفاهيمية جديدة تساعد على تغير الصورة النمطية في العقلية الغربية عن القضية الفلسطينية، وإعادة ربطها بقضايا لها علاقة بالبعد الإنساني من خلال المنجَز الثقافي. وهنا لا بد ان تكون الصورة منسجمة مع المضمون الثقافي لتعمل في المحصلة على إيجاد علاقة ما ذات دلالة ورمزية محددة بهدف إيصال رسالة ذات مضامين معينة.

الدول تعمل على ترويج ذاتها من خلال قيمها الثقافية ورمزيتها التاريخية، فمثلاً رمزية الصين في أذهان العالم من خلال التنين الذي يطلق لهباً من نار وهو مستوحى من الأساطير الصينية القديمة. كما أنه لا يمكن اغفال ما قدمته الصين للعالم في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية للعام 2008، والتي أظهرت قدرتها العالية على توظيف التقنية الحديثة على إبراز هويتها الثقافية ورمزيتها التاريخية.  وهذا ما حدث أيضاً خلال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 والتي أظهرت وعززت صورة بريطانيا العظمى كقوة كولونيالية وهي في الحقيقة ذات الصورة النمطية في ذهنية شعوب العالم عنها كقوة استعمارية.

وفي السياق ذاته تأتي جهود تركيا فيما يتعلق بالترويج لمسلسلاتها والتي يعتبرها د. عوض حافزًا مهمًا لتشجيع السياحة التركية ورفع نسبة السياح في الفترة الأخيرة. وكذلك الحال بالنسبة لظاهرة النجم محمد عساف الذي أصبح يعبر عن طموح وحلم كل فلسطيني فقد صار الفن الذي يقدمه دعاية وترويج للقضية الفلسطينية، والذي كسر النمطية والتقليد في التعاطي مع القضية الفلسطينية وقدم خطاب الفلسطينين وتطلعاتهم من خلال أغانيه على منبر الأمم المتحدة.

ولا زلت أذكر بوضوح طريقة تقديم مدينة بيت لحم في احتفاليات رأس السنة العام المنصرم في ولاية استرالية الغربية على أنها تحت الوصاية والرعاية الإسرائيلية. والذي يظهر اهمية صياغة استراتيجية تواصل تعمل على استهداف دول العالم للترويج للسياحة في مدننا " بيت لحم، القدس، الخليل، اريحا" مع ضرورة الترويج على ان مدن فلسطين التاريخية جزء محتل وقع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي عام 1948، ومعالمها الأثرية ما زالت تتحدث، فطبريا والناصرة وحيفا ويافا وعكا وما انتجت من ثقافة وفكر ومعالم تاريخية وحضارية يجب توظيفها لخدمة الوجود الفلسطيني في الداخل الفلسطيني. 

يجب أن نخرج ذاتنا من شرنقة القيود والاتفاقيات السياسية؛ لأن الاحتلال ما زال يروج ويسوق في العالم كله بأنه الوصي والقائم على خدمة مدينة المهد وكنائسها. وتجاوز ذلك ليسرق ابسط موجوداتنا حيث  استطاع أن يسجل وبنجاح في المحافل الدولية بأن "صحن الحمص" منتج ثقافي إسرائيلي، وهو ما اعتدنا منذ مئات السنين على تقديمه كفلسطينين في طبق الصباح ولكن اليوم أصبح الآن ملكاً لغيرنا، ولا أذكر أو أعلم بأننا بادرنا كفلسطينين لحماية صحن الحمص من السرقة.

 آن الأوان للخروج من النمطية في ترويج قضيتنا على الساحة الدولية، فلا بد من إعادة إحياء الأساطير الفلسطينية التي أحياها محمود درويش في أشعاره لتخدم ما نصبو إليه، ولا بد من إعادة إحياء رمزية أبو عمار وكوفيته كي نحافظ على ما تبقى لنا من الشرعية النضالية. ولا بد من إعادة تعريف فلسطين من خلال تعميق مفهوم الهوية الفلسطينية بعيداً عن تبعات الانقسام، ولملمة هويتنا الثقافية، وتعزيز روح الانتماء، والترويج لقصص النجاح الفلسطينية في المحافل الدولية بعيداً عن الخطاب السياسي. ولنبدأ بتغيير شعار دولة فلسطين من شعار النسر الفلسطيني إلى شجرة الزيتون كشعار رسمي له معناه الوجودي؛ فشجرة الزيتون في تأصلها وتجذرها تعطي دلالة ورمزية للفلسطينيين كما الكوفية العرفاتية. 


ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025