نيلسون مانديلا واحمد نجم...يضيئان شجرة الميلاد في بيت لحم...
تقف شجرة الميلاد باسقة جميلة في ساحة مهد المسيح عليه السلام، تتلقف الثلج والبرد من الأعلى، اجنحة ملائكة بيضاء تحوم حول الكنيسة، وترانيم ميلاد مفعمة بالأمل من شعب لا زال يصلي للسلام والعدالة والحرية.
وفي وقت يختلط فيه كلام الله بكلام الضحايا، رأينا روحين تهبطان من السماء تضيئان الشجرة، وتطوفان بنجمة بيت لحم الفضية في كل الأنحاء، تشعان في المسافة الواقعة بين القدس والبحر، تنثران حبات الزيت وروح العسل التلحمي على الحجيج والناس، تتجاوزان السور المسلح وبرج المراقبة والمستوطنة المتوحشة، وترسلان لفلسطين وشعبها البرق والتحية.
إنهما المناضلان نيلسون مانديلا واحمد فؤاد نجم، اللذان رحلا عن الدنيا وسافرا إلى ساعة الميلاد، نزلا عن صليبهما وخلعا المسامير عن خشبة القهر والاستعباد ليعانقا هواءنا وماءنا وخبزنا، يتوحدان في لغتنا التي هي لغتهم منذ ان كان السجن أول الكلام وصار السجن آخر الكلام، ومنذ ان قال لنا مانديلا: دعوا الحرية تسود فالشمس لا تغيب عن الأرامل والشهداء والمحشورين خلف الحديد.
مدينة بيت لحم التي تستفيق كل عام من الخراب، تبني مذودها و رجاءها مرة أخرى وأخرى على ميقات أنشودة كنعانية أزلية، ستقرأ على الناس في منتصف ليلة الميلاد المقدسة سيرة المناضل نيلسون مانديلا العائد بعد سبعة وعشرون عاماً من السجن إلى رئاسة دولة جنوب أفريقيا الحرة، منتصراً على نظام الفصل العنصري البغيض، ورافعاً راية العدالة والمساواة والمصالحة، محطماً الأغلال وبؤس الفقر والذل والخوف، ومبشراً بانتصار الإنسان على العبودية ومشاريع الموت.
ستقرأ مدينة بيت لحم ليلة الميلاد قصائد الشاعر المصري الكبير احمد نجم، قصيدة قصيدة، قافية قافية، منذ ان حاصر صوته الطغاة وصادروه من أغاني الشيخ الكفيف إمام وهو يهتف:
وأنا بِدَي أسافرْ حَداكو
ناري في إيدَية
وإديَة تِنْزِلْ مَعاكو
على راس الحَيَة
وتموتْ شَريعةْ هُلاكو
تحت شجرة الميلاد صلينا، كنيسة المهد أمامنا والقدس تتحرك نحونا، أطفالنا يلعبون في الحارات، ومانديلا يوزع الهدايا على الأولاد الناجين من الملاحقة، يوعدهم بفجر آخر، وبيت آمن وليس بسجن وأسلاك، قائلاً: اصعدوا إلى أعماركم الآتية، أمامكم حياة حافلة، لا تخافوا من الطائرة ولا من حاجز عسكري عابر، سماؤكم مسقوفة بنبضات قلوبكم الواعدة، واراضيكم لا تتسع إلا لكم حجراً حجراً وشجرة شجرة.
تحت شجرة الميلاد سمعنا صوت الريح في نايات احمد فؤاد نجم، يستدعي أحلام الفقراء على وقع الكلمات، فتصير المدينة العتيقة جسداً في أغنية، يناديها الشاعر كالحنين إلى أباريق القهوة وماء البئر ونشيد الرعاة:
ونجيب حليب العندليب
في المهد
للطفل الوليد
ضليله
ونشجّر التين والزيتون
فوق راس الشهيد
تتنفس بيت لحم مع المطر، تحتفل بالنجوم، صدى للآيات والأجراس والغزلان ورائحة الميرمية والقرنفل، صلوات في الكنائس، بخور حول جنازات تحمل الصليب الثقيل من سجن جزيرة "روبن ايلاند" إلى سجن عسقلان، صور لمانديلا وكريم يونس واحمد أبو السكر، قصائد تنزف دما في الشوارع للشاعر احمد نجم، نبوءة تقول لنا: ان نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا قد سقط، وان ظلام المؤبد عن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد سقط... ويستمر المطر والصلاة...
نيلسون مانديلا يتفقد مغارة الميلاد، وصوت الذين ذبحوا في الحصار، يغسل ملابسهم وقلوبهم ويعلقها على ستة وأربعين عموداً في الكنيسة، يسال عن مروان البرغوثي و أحمد سعدات وأبونا إبراهيم عياد، يلبس الكوفية السمراء ويخاطب العالمين: هنا ولد رسول الحرية، هنا ولد ياسر عرفات، هنا زهر الحب لمحمود درويش، هنا الحياة والروح العنيدة.
هنا ابنائي وبناتي في الزنازين يخيطون لي مهداً وليس كفناً، يقول احمد فؤاد نجم وهو يلقي أغلاله ويفتح باب كل سجن ومعسكر، يمسح الوجع الإنساني عن وجه المدينة وعظام الأجداد، يشتعل النص، تضيء الآية وهو ينادي على شمس الحقيقة:(طلي عليكي الامان).
zaوفي وقت يختلط فيه كلام الله بكلام الضحايا، رأينا روحين تهبطان من السماء تضيئان الشجرة، وتطوفان بنجمة بيت لحم الفضية في كل الأنحاء، تشعان في المسافة الواقعة بين القدس والبحر، تنثران حبات الزيت وروح العسل التلحمي على الحجيج والناس، تتجاوزان السور المسلح وبرج المراقبة والمستوطنة المتوحشة، وترسلان لفلسطين وشعبها البرق والتحية.
إنهما المناضلان نيلسون مانديلا واحمد فؤاد نجم، اللذان رحلا عن الدنيا وسافرا إلى ساعة الميلاد، نزلا عن صليبهما وخلعا المسامير عن خشبة القهر والاستعباد ليعانقا هواءنا وماءنا وخبزنا، يتوحدان في لغتنا التي هي لغتهم منذ ان كان السجن أول الكلام وصار السجن آخر الكلام، ومنذ ان قال لنا مانديلا: دعوا الحرية تسود فالشمس لا تغيب عن الأرامل والشهداء والمحشورين خلف الحديد.
مدينة بيت لحم التي تستفيق كل عام من الخراب، تبني مذودها و رجاءها مرة أخرى وأخرى على ميقات أنشودة كنعانية أزلية، ستقرأ على الناس في منتصف ليلة الميلاد المقدسة سيرة المناضل نيلسون مانديلا العائد بعد سبعة وعشرون عاماً من السجن إلى رئاسة دولة جنوب أفريقيا الحرة، منتصراً على نظام الفصل العنصري البغيض، ورافعاً راية العدالة والمساواة والمصالحة، محطماً الأغلال وبؤس الفقر والذل والخوف، ومبشراً بانتصار الإنسان على العبودية ومشاريع الموت.
ستقرأ مدينة بيت لحم ليلة الميلاد قصائد الشاعر المصري الكبير احمد نجم، قصيدة قصيدة، قافية قافية، منذ ان حاصر صوته الطغاة وصادروه من أغاني الشيخ الكفيف إمام وهو يهتف:
وأنا بِدَي أسافرْ حَداكو
ناري في إيدَية
وإديَة تِنْزِلْ مَعاكو
على راس الحَيَة
وتموتْ شَريعةْ هُلاكو
تحت شجرة الميلاد صلينا، كنيسة المهد أمامنا والقدس تتحرك نحونا، أطفالنا يلعبون في الحارات، ومانديلا يوزع الهدايا على الأولاد الناجين من الملاحقة، يوعدهم بفجر آخر، وبيت آمن وليس بسجن وأسلاك، قائلاً: اصعدوا إلى أعماركم الآتية، أمامكم حياة حافلة، لا تخافوا من الطائرة ولا من حاجز عسكري عابر، سماؤكم مسقوفة بنبضات قلوبكم الواعدة، واراضيكم لا تتسع إلا لكم حجراً حجراً وشجرة شجرة.
تحت شجرة الميلاد سمعنا صوت الريح في نايات احمد فؤاد نجم، يستدعي أحلام الفقراء على وقع الكلمات، فتصير المدينة العتيقة جسداً في أغنية، يناديها الشاعر كالحنين إلى أباريق القهوة وماء البئر ونشيد الرعاة:
ونجيب حليب العندليب
في المهد
للطفل الوليد
ضليله
ونشجّر التين والزيتون
فوق راس الشهيد
تتنفس بيت لحم مع المطر، تحتفل بالنجوم، صدى للآيات والأجراس والغزلان ورائحة الميرمية والقرنفل، صلوات في الكنائس، بخور حول جنازات تحمل الصليب الثقيل من سجن جزيرة "روبن ايلاند" إلى سجن عسقلان، صور لمانديلا وكريم يونس واحمد أبو السكر، قصائد تنزف دما في الشوارع للشاعر احمد نجم، نبوءة تقول لنا: ان نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا قد سقط، وان ظلام المؤبد عن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد سقط... ويستمر المطر والصلاة...
نيلسون مانديلا يتفقد مغارة الميلاد، وصوت الذين ذبحوا في الحصار، يغسل ملابسهم وقلوبهم ويعلقها على ستة وأربعين عموداً في الكنيسة، يسال عن مروان البرغوثي و أحمد سعدات وأبونا إبراهيم عياد، يلبس الكوفية السمراء ويخاطب العالمين: هنا ولد رسول الحرية، هنا ولد ياسر عرفات، هنا زهر الحب لمحمود درويش، هنا الحياة والروح العنيدة.
هنا ابنائي وبناتي في الزنازين يخيطون لي مهداً وليس كفناً، يقول احمد فؤاد نجم وهو يلقي أغلاله ويفتح باب كل سجن ومعسكر، يمسح الوجع الإنساني عن وجه المدينة وعظام الأجداد، يشتعل النص، تضيء الآية وهو ينادي على شمس الحقيقة:(طلي عليكي الامان).