فشلت حكومة حماس في الحكم... اين المراجعة!- جهاد حرب
كشفت نداءات الاستغاثة التي اطلقها قادة حماس ووزرائها عمق فشل حكومتها في ادارة الحكم في قطاع غزة؛ فالحكم لا يقتصر على سيطرة الحكومة على السكان فقط بل قدرتها على تقديم الخدمات والرفع من مكانة مواطنيها وحمايتهم. فقد اماط المنخفض الجوي "إليكسا" اللثام عن فشل حكومة حماس بعد أكثر من ستة سنوات على حكمها.
لم يتمثل هذا الفشل بعدم قدرتها على التعامل مع نتائج المنخفض وما احدثه من غرق الشوارع والبيوت فقط بل في جودة الحياة على مر سنوات حكمها؛ فلا كهرباء ومشتقات البترول متوفرة وكذلك الخدمات الصحية والتعليمية ناهيك عن الحريات بأنواعها.
فشلت حكومة حماس في التعامل مع المتغيرات الاقليمية، حيث ادخلت نفسها والشعب الفلسطيني في اتون معادلات اقليمية بشكل يؤشر الى المراهقة السياسية للحركة، فهي لم تفهم التحولات المصرية وطبيعتها ومراكز القوة في النظام المصري وبنيته وربما ايضا متطلبات الثورة المصرية واهدافها، فتدخلت في معركة الاعلام بتأييدها الدكتور محمد مرسي دون الاخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للشعب الفلسطيني من ناحية، ودكتاتورية الجغرافيا التي تتحكم بأنفاس قطاع غزة ورئتهم من ناحية ثانية. هذه المراهقة سلبتها الدعم المالي والعسكري من الحلفاء ووضعت نفسها في مواجهة الشعب المصري وجيشه.
فشلت حكومة حماس لعدم تبيني موقفا واضحا من نظام الحكم وطبيعته؛ فهي طبقت الشريعة وفقا لمنهج حركة حماس ودعوتها وتعبئة عناصرها وحشد مؤيديها خوفا من حشرها في نطاق الطالبانية، ولا هي ابقت على علمانية الحكم بتصرفات عناصرها وأفراد شرطتها بملاحقة الشباب والفتيات في الشوارع وشواطئ بحر غزة لفرض نمط سلوك او حياة مبينة على قناعتها الحزبية من محاولة اسلمة التعليم بمنع الاختلاط في المدارس وفرض الزي الشرعي على بعضها، فتتراجع حينا وتحمل مسؤولية القرارات لأخطاء فردية احيانا فأصبحت حكومة عرجاء.
عجزت حكومة حماس عن تلبية متطلبات الحياة الكريمة لسكان غزة بل ايضا اعادت القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني لنيل الاستقلال الى قضية جياع ومساعدات انسانية ليتمكن المواطنين في القطاع الحصول على اساسيات الحياة وليس كرامتها. آن الاوان لحركة حماس بعد خمسة وعشرين سنة على نشأتها اجراء مراجعة شاملة وفكرية لطبيعة عملها، وإدارة شؤون البلاد، وتحديد اولوياتها وانصهارها في المجموع الوطني.