عندما يحترف "حسن عصفور" السطوة بالإعلام - موفق مطر
لذلك لا نستغرب جواب عصفور على سؤال لصحيفة المصري اليوم يوم الأحد 4مارس 2007 حول وجود قنوات سرية للتفاوض الى جانب العلنية حينما قال :" لا، لم تعد موجودة لأنه لا يوجد نية للتفاوض من قبل إسرائيل.. ولكن عموماً إذا أردنا أن ننجح بالمفاوضات يجب أن تكون سرية.. فلا يوجد دولة فاوضت علناً ونجحت.. لأن المفاوضات دائماً تحوي صفقات سياسية لا يجب إطلاع الإعلام عليها لأن الإعلام له سطوته ودائماً ما يربك المفاوضين والمفاوضات.
واليوم 23-12-2013 كتب حسن عصفور ذاته تحت عنوان :فتح و"الشيك التفاوضي على بياض!"مايلي:" في تطور سياسي مفاجئ شنت حركة "فتح" عبر أحد متحدثيها هجوما عنيفا ضد كل من لا يقف معها في مسارها التفاوضي مع دولة الكيان" ...ثم كتب:" ، ..هو بالقطع يتهم كل فصائل العمل الوطني، وخرج الحديث عن سياق "الاختلاف السياسي" المشروع، وأخذ منحنى خطير بان اعتبر كل من خالف مسار المهزلة التفاوضية، إما متساوقا مع دولة الاحتلال، أو يخدم أجندات "اقليمية ودولية" تتآمر على القضية الفلسطينية ولا تريد ان يتحقق مشروعه الوطني في الحرية والاستقلال، أو فئة لها حسابات شخصية وجداول ذاتية".
ولبيان الحقيقة للقارىء ، وكشف القناع عن وجه كل مخادع ، و( لعيب أوراق ) ، وتعريته امام الجمهور الجمهور الفلسطيني فان البيان الصادرعن المتحدث باسم الحركة احمد عساف منشور بالصحف الوطنية الثلاث اليوم ، وموجود على موقع مفوضية الاعلام والثقافة لحركة فتح ، وبإمكان الباحث عن الحقيقة استبيان مدى تجني حسن عصفور على الحركة والمتحدث باسمها ، والتحريف المقصود الذي أوصله عصفور الى درجة الكذب !!.
فعصفور وصف البيان بقوله " فعل يكشف تشوشا سياسيا وفقدان الحكمة في تقييم الموقف الذي يجب الا ينطلق من ردات فعل فئوية عصبوية "!!!!!!.
لكن مقدمة البيان المقصود الصادر عن المتحدث باسم الحركة أكدت على الموقف الوطني والصف الواحد لتقوية وتعزيز الموقف الفلسطيني وهذا نص الفقرة الأولى من البيان :" أكد المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف ان المطلوب في هذه اللحظة التاريخية المصيرية التي يواجه بها الاخ الرئيس محمود عباس والمفاوض الفلسطيني الضغوط الهائلة بصمود وثبات، هو الوقوف صفاً واحداً شعباً وسلطة وقوى سياسية بدلا من المزايدات والبيانات التشكيكية والتخوينية التي من شانها أن تضعف الموقف الفلسطيني وتقدم خدمة مجانية للاحتلال الاسرائيلي ومن يقف خلفه. ثم كتب حسن عصفور : " ولعل المتحدث فقد طريق الصواب كليا بوضع كل معارضي قرار "فتح" بالتفاوض في سلة واحدة"!!!!!
نعلم انها قراءة خاطئة ومتعمدة ومقصوده لتشويه رؤية حركة فتح للعمل الوطني ، ولمعاني الديمقراطية الحقيقية ،.. فالديمقراطيون لايحرفون ولا يزورون ولا يكذبون على الجماهير ، وها هي الفقرة التالية من بيان المتحدث باسم الحركة توضح الحقيقة لمن فاته الاطلاع على بيان فتح اذ جاء فيه : " وأكد عساف اننا في حركة فتح نميز بين من يعارض انطلاقا من موقف وطني هدفه دعم وتقوية موقف المفاوض الفلسطيني ، وهمه الشعب وقضيته الوطنية، وبين اولئك المتورطين في اجندات خارجية الذين يشاركون عن وعي او بدون وعي دولة الاحتلال ومن يقف وراءها في ممارسة الضغوط على الاخ الرئيس والمفاوض الفلسطيني وإضعاف موقفه وتركه وحيداً في مواجهة المشاريع الاسرائيلية التي تستهدف تصفية قضيتنا الوطني" ..
اذن وكما يقول المثل الشعبي : اللي على راسه بطحة بيحسس عليها " .. فالمتحدث باسم فتح ميز بين المعارضة الوطنية وبين المزايدين أما حسن عصفور فانه دفع بالجميع الى سلة واحدة وهذا ذنبه وليس ذنب فتح التي يعرف الجميع اخلاقيات وادبيات قيادتها ومنهجها الوطني!.
بيان فتح دعا الكل الوطني والقوى والفصائل الى اعلاء مصالح شعبنا الوطنية العليا وتصليب الجبهة الداخلية " والابتعاد عن لغة المزايدات والتخوين في هذه اللحظة التاريخية ، والتركيز على تقديم كافة اشكال الدعم للمفاوض الفلسطيني الذي يقف بقوة وثبات في مواجهة الضغوط" لكن حسن عصفور قرأ هذه الفقرة بعين شيطانه المشتغل على صنع فتنة واشتباك بين القوى الوطنية والقيادة الفلسطينية وحركة فتح .
نعم لقد أزاح عساف القناع عن المزايدين وقال عنهم :" بمواقفهم هذه انما يقدمون خدمة لدولة الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تغليبهم لمصالحهم الشخصية والحزبية او تنفيذا لأجندات خارجية وإقليمية مشبوهة لا ترغب ولا تريد ان ترى شعبنا الفلسطيني وقد نال حريته واستقلاله ....". وهناك فرق هائل بين المعارض بعقلانية ، المراقب ، المصوب ، الناصح ، الحريص ، الداعم للمصالح العليا للشعب ، وبين المزاودين الذين لا يتقنون إلا اثارة الزوابع بوجه الجماهير واضعاف قدرة الجماهير على تبصر الامور !!.
كتب حسن عصفور بنفس المقال :" الا يمكن اعتبار ما ذكره وفد فتح بأنه تعرية وفضح لما يحدث من "حوار"، لكنه قطعا ليس "حوار طرشان" بل حوار لتغطية جرائم ترتكب يوميا في ظلاله " لكن مامعنى دفاع عصفور عن سرية المفاوضات عندما كان عضوا في الوفد المفاوض ، ففي يوم الخميس 25 مايو 2000 نشرت صحيفة الأهرام المصرية وقناة الجزيرة القطرية ان حسن عصفور عضو اللجنة الوطنية العليا للمفاوضات قال : مفاوضات استوكهولم تستأنف خلال أيام وستبقى سرية وجاء في الخبر النص التالي : أكد حسن عصفور عضو الوفد الفلسطيني في مفاوضات استوكهولم أن هذه المفاوضات ستستأنف في غضون الأيام القليلة المقبلة وأوضح أن مضمون المفاوضات سيبقي سريا واصفا إياها بأنها جدية ومكثفة وعمل حقيقي من أجل التوصل إلي اتفاق, وانتقد عصفور الأصوات الفلسطينية والاسرائيلية التي ادعت أن هناك قضايا مؤجلة.
وقال بامكاني تأكيد أن هذه الادعاءات ليست سوي محاولة لتشويه وإساءة متعمدة" لاحظوا معنا كيف ان عصفور سمح لنفسه بوضع منتقدي المفاوضالت حينها من الاسرائيليين والفلسطينيين في سلة واحدة .. ووصف نقدهم ب(الإساءة المتعمدة والتشويه ) علما ان ( النقد ) حق مشروع يختلف كليا مع ( المزايدة ) التي استنكرها ورفضها وقصدها بيان المتحدث باسم فتح .
ما زال عصفور يمارس السطوة على عقول الفلسطينيين الأذكياء ، واقفا على دفة مفهومه للإعلام.. وقد يكون معذورا حينها فقد كان وزيرا ولم يفكر انه سيكون مسئولا عن موقع اعلامي الكتروني يمارس من خلاله سطوته ورغبته السلطوية ، ويتفنن بقدراته الكلامية على عامة الناس الذين قد لا يسعفهم الوقت للإطلاع على الحقيقة من كل جوانبها ... فوحدهم المأخوذون بشهوة السطوة يظنون أن ذاكرة الناس ضعيفة !!!.