مشروعية زيارة المسجد الأقصى وفلسطين... - ا .د احمد محمود كريمة
من المقرر شرعا انه لا يحكم علي شيئ بحكم تكليفي ( واجب ، مندوب ، حرام ، مكروه ، مباح ) إلا بنص شرعي من آية قرءانية محكمة ، أو سنة نبوية صحيحة ،
ومسألة زيارة أماكن في حكم غير المسلمين " فلا مانع حيث مانع " ، حتى لو كانت الأماكن لمسلمين واحتلها غاصبون كالأراضي الفلسطينية وما يماثلها من أماكن في مناطق في العالم المعاصر ، وزيارة المسجد الأقصى ومكانه القدس الشريف ، ومزارات أخري ، ومعالم دينية لا حرج في القدوم إليها وإن كانت تحت الاحتلال الصهيوني ، ولا يعد هذا كما يتعلل مانعون تطبيعا مع العدو الإسرائيلي ، لأن المعقول فرض صحته لا يناهض المنصوص الشرعي ، فزيارة السجين ليست رضاء أو مودة لسجانه !
وقد تواترت وتوافرت أدلة نصية وعقلية علي مشروعية زيارة فلسطين والقدس الشريف ، فمن ذلك ما يلي :-
1- اخرج الشيخان - البخاري ومسلم – بسندهما ،أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال : " لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى "
وجه الدلالة : جعل الشرع المطهر المسجد الأقصي أحد ثلاثة مساجد تشد إليها الرحال .
2- حدوث معجزة " الإسراء" بدءاً من مكة وهي تحت السيطرة الوثنية القرشية ، و " المعراج " والقدس تحت الحكم الروماني .
3- آداء رسول الله – صلي الله عليه وسلم – عمرة القضاء في ذي القعدة سنة 7 هجرية ، ومكة والمسجد الحرام قيد الهيمنة القرشية الأصنامية الشركية .
4- زيارة الصحابة – رضي الله عنهم – لمكة وهي تحت السيطرة القرشية الشركية مثل زيارة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – لها وقت صلح الحديبية – أما عدم طوافه بالبيت الحرام وقتها تقدير منه لسيدنا رسول الله –صلي الله عليه وسلم – والصحابة –رضي الله عنهم – الذين أحصروا وقتها عند البيت الحرام .
5- لما حصل اجتياح القرامطة لمكة ونزعم للحجر الأسود من مكانه لسنوات ، فإن المسلمين لم يمتنعوا عن آداء المناسك للحج والعمرة .
6- من المقرر شرعا انه " إذا كانت المصلحة فثم شرع الله " ومؤازرة أهل فلسطين بالقدس وغيرها وتفقد أحوالهم علي أرض الواقع ، ومشاورتهم ومناصحتهم ، وتكثير أعدادهم ، ضد الاحتلال الصهيوني والعدوان الإسرائيلي ، كل ذلك مصالح شرعية معتبرة .
7- الأصل في الأشياء الإباحة ، فلا مانع حيث لا مانع ، وزيارة مقدسات الإسلام " المسجد الأقصى " ومعالم ومزارات كلها بركات " باركنا حوله " من القربات التي يحض عليها الشرع المطهر .
8- معروف أنه لا يحرم علي الناس شئ إلا بنص حاظر مانع من آية قرءانية محكمة ، او سنة نبوية صحيحة ، او إجماع معتبر معتمد ، ودعاوي هجر المسجد الأقصي والقدس خالية من هذه الأدلة والأصول الشرعية المعتمدة ، فلا يعتد بآراء عقلية تجابه المنصوص .
تأسيسا علي ما ذكر :- شد الرحال إلي المسجد الأقصي تشرفا وتبركا ، وزيارة معالم إسلامية مشروعة ومهمة ، ولا يعتد بآراء سياسية فاقدة لفقه المقاصد والواقع والأولويات .
تطبيقا لما ذكر :
فقريبا ألبي الدعوة الكريمة من فخامة الرئيس محمود عباس – حفظه الله وأعانه وإخوانه – رئيس دولة فلسطين الشقيقة ، لزيارة المسجد الأقصى والقدس والحرم الخليلي ومراقد سادتنا الأنبياء والرسل – عليهم السلام – والأولياء والمجاهدين – رضي الله عنهم – والله تعالي من وراء القصد .