فقاعات نتنياهو الجوفاء
المثل الفلسطيني الشعبي الذي يقول "اللي ما بقدر على الجمل بعض البردعة " ينطبق على المخزي نتنياهو عندما تهجم على الرئيس الفلسطيني أمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واصفا إياه بأنه لا شريك فلسطيني ويمد يده للإرهاب وليس للسلام ويستقبل( قتلة ) وغيرها من الاتهامات البعيدة كل البعد عن حقيقة أبو مازن والتي هي فقاعات فارغة من المضمون التي يطلقها نتنياهو من وقت لآخر .
هذا الاتهام يدل على أن إسرائيل أفلست سياسيا في ردها على المقترحات الأمريكية ،فأخذت تتخبط بتصريحاتها من اجل الهروب من استحقاقات عملية السلام، لان أي وسيط مهما كان متحيزا لإسرائيل لا بد وان يطرح حلولا تلبي الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية العادلة ،التي تعارض إسرائيل تحقيقها ،ولو بالحد الأدنى منها ،ولم يجد نتنياهو أن يرد على المقترحات الأمريكية سوى التهجم على الرئيس الفلسطيني أبو مازن مدعيا انه لا يوجد شريك للإسرائيليين في عملية السلام وذلك للهروب من دفع فاتورة السلام الحقيقي من قبل إسرائيل .
ولم تجد إسرائيل ردود مقنعة على القضايا الرئيسية مثل الاستيطان وتهويد القدس والحدود وغور الأردن وحل قضية ألاجئين ،فالمستوطنات من وجهة النظر العالمية والأمريكية غير شرعية ولا تفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي تعطي إشارات سلبية حول النوايا الإسرائيلية اتجاه عملية السلام ولنأخذ على سبيل المثال المشروع الاستيطاني الجديد "موقف جفعاتي " في حي سلوان الذي لا يبعد أكثر من عشرين مترا عن أسوار القدس وسيتم بنائه بمساحة 16600 متر وعلى ارتفاع 7 طوابق وبهذا يمس تاريخ مدينة القدس الأثرية ويطمس معالمها التاريخية ،وحذر خبراء اثأر وسياسيين إسرائيليين ومهندسين تخطيط من إقامة هذا المشروع وتأثيره على عملية السلام وعلى مدينة القدس ورفعوا الدعاوى القضائية ضده ،وقالوا أن إنشاء مثل هذا المشروع لا يفضي إلى إخوة بين الشعوب والأديان . وبالرغم من هذه التحذيرات فإن الحكومة الإسرائيلية ماضية في إنشائه ضاربة بعرض الحائط كافة التحذيرات الدولية والأمريكية والإسرائيلية ،وبهذا يكون نتنياهو مفلس في الرد على الاستيطان .
وفيما يتعلق بغور الأردن والسيطرة عليه وذلك لأهداف اقتصادية وتذرع إسرائيل بالأهداف الأمنية ،فان خبراء عسكريين إسرائيليين وأمريكيين أكدوا أن بقاء البزاة العسكرية في عصر الصواريخ الباليستية لا أهمية له لأمن إسرائيل في منطقة الغور خاصة بعد انهيار الجيش العراقي والجيش السوري ،وبعد موجة عدم الاستقرار في الدول العربية ،وتفرغ هذه الدول بما فيها إيران للصراع الطائفي المتمركز حول السيطرة على الوطن العربي ،وجميع المؤشرات تدل على أن إسرائيل ترغب في السيطرة على غور الأردن لأسباب اقتصادية وليس لأسباب تتعلق بأمنها ، خاصة وان سكان المستوطنات في الغور لا يتعدى 6 ألاف مستوطن يسيطرون على أكثر من 77% من مساحة أراضي الغور ويجنون حوالي مليار دولار سنويا إلى خزينة دولة إسرائيل من خلال استغلال هذه الأراضي زراعيا ،والتي يعيش فيها أكثر من 65 ألف فلسطيني يتم استغلالهم في العمل بأراضيهم المصادرة وهم يعيشون في حالة فقر مدقع ،وهذه حقائق لا تستطيع إسرائيل إنكارها آو الرد عليها بشكل مقنع فيما يتعلق بالسيطرة على أراضي غور الأردن . وترفض أي وجود للقوات الأمريكية أو الدولية بالاشتراك مع القوات الأردنية على الغو ر كما اقترح جون كيري، لكي تبقى تتذرع بالأسباب الأمنية الغير حقيقية معتبرة هذه الذرائع قميص عثمان .
لجميع ما ذكر أعلاه فقد نتنياهو صوابه وأفلس سياسيا فلم يجد طريقة للخروج من مأزقه سوى التهجم على القيادة الفلسطينية وقوله بأنه لا يوجد شريك فلسطيني في عملية السلام ،وان القيادة الفلسطينية تشجع الإرهاب من خلال المناهج الفلسطينية ،ومعانقة أبو مازن للأسر ى الأبطال ونسي نتنياهوا أن هؤلاء الأسرى هم بالأصل دافعوا عن أرضهم وعن وطنهم كما انه نسي أن هؤلاء الأبطال كان من المفروض أن يطلق سراحهم في العام 1994 بموجب اتفاق إعلان المبادئ الذي وقع بين منظمة التحرير وإسرائيل في العام 1993 .
من الواضح أن نتنياهو يتهرب من استحقاقات عملية السلام وهو يثبت يوما بعد يوم أن عملية السلام تفتقد إلى الشريك الإسرائيلي ،وانه غير شريك في هذه العملية لعدة أسباب منها تاريخه المليء بالتناقضات والدليل على ذلك قول أبيه المؤرخ تسيون نتناهوا الذي قال قبل موته بأشهر معدودة "أن ابنه نتنياهو لن يتنازل عن أي شيء من ارض إسرائيل ولن يحقق السلام مع الفلسطينيين وأي ادعاء له غير ذلك اعرفوا انه يكذب "
من هنا عندما يستشعر نتنياهو لحظات الحسم فانه يلجأ إلى التركيز على اتهام الفلسطينيين بعدم الجدية في عملية السلام ،وإنهم لا يشجبوا الإرهاب وهذا بمثابة عض البردعة لأنه لا يقدر على الجمل ،وإذا رغب أن يكون شريكا حقيقيا في عملية السلام عليه تغيير ائتلافه الحكومي ويبتعد عن ساعر وليبرمان وبنت ،وتحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي ،وان يقر بحدود العام 67 ،وان تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وان يحرر كافة الأسرى ،وان ينسحب من غور الأردن بالكامل ، والبحث الجدي لحل قضية ألاجئين عند ذلك نستطيع أن نقول نتنياهو جاد في عملية السلام ويريد أن يحذو حذو القادة التاريخيين مثل رابين الذي وقع مع ياسر عرفات على اتفاق إعلان المبادئ في العام 1993 ،وإذا لم يجرأ على ذلك فإنه يخون شعب إسرائيل الذي يتطلع إلى حل الدولتين وهذا ما أثبته الاستطلاعات الأخيرة التي بينت أن 60 % من الإسرائيليين مع حل الدولتين ،وبذلك يجنب إسرائيل العزلة الدولية وجعلها مثل نظام الفصل العنصر الأبرتهايد السابق قي جنوب إفريقيا ، والملاحقة في المحاكم الدولية على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 .
haهذا الاتهام يدل على أن إسرائيل أفلست سياسيا في ردها على المقترحات الأمريكية ،فأخذت تتخبط بتصريحاتها من اجل الهروب من استحقاقات عملية السلام، لان أي وسيط مهما كان متحيزا لإسرائيل لا بد وان يطرح حلولا تلبي الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية العادلة ،التي تعارض إسرائيل تحقيقها ،ولو بالحد الأدنى منها ،ولم يجد نتنياهو أن يرد على المقترحات الأمريكية سوى التهجم على الرئيس الفلسطيني أبو مازن مدعيا انه لا يوجد شريك للإسرائيليين في عملية السلام وذلك للهروب من دفع فاتورة السلام الحقيقي من قبل إسرائيل .
ولم تجد إسرائيل ردود مقنعة على القضايا الرئيسية مثل الاستيطان وتهويد القدس والحدود وغور الأردن وحل قضية ألاجئين ،فالمستوطنات من وجهة النظر العالمية والأمريكية غير شرعية ولا تفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي تعطي إشارات سلبية حول النوايا الإسرائيلية اتجاه عملية السلام ولنأخذ على سبيل المثال المشروع الاستيطاني الجديد "موقف جفعاتي " في حي سلوان الذي لا يبعد أكثر من عشرين مترا عن أسوار القدس وسيتم بنائه بمساحة 16600 متر وعلى ارتفاع 7 طوابق وبهذا يمس تاريخ مدينة القدس الأثرية ويطمس معالمها التاريخية ،وحذر خبراء اثأر وسياسيين إسرائيليين ومهندسين تخطيط من إقامة هذا المشروع وتأثيره على عملية السلام وعلى مدينة القدس ورفعوا الدعاوى القضائية ضده ،وقالوا أن إنشاء مثل هذا المشروع لا يفضي إلى إخوة بين الشعوب والأديان . وبالرغم من هذه التحذيرات فإن الحكومة الإسرائيلية ماضية في إنشائه ضاربة بعرض الحائط كافة التحذيرات الدولية والأمريكية والإسرائيلية ،وبهذا يكون نتنياهو مفلس في الرد على الاستيطان .
وفيما يتعلق بغور الأردن والسيطرة عليه وذلك لأهداف اقتصادية وتذرع إسرائيل بالأهداف الأمنية ،فان خبراء عسكريين إسرائيليين وأمريكيين أكدوا أن بقاء البزاة العسكرية في عصر الصواريخ الباليستية لا أهمية له لأمن إسرائيل في منطقة الغور خاصة بعد انهيار الجيش العراقي والجيش السوري ،وبعد موجة عدم الاستقرار في الدول العربية ،وتفرغ هذه الدول بما فيها إيران للصراع الطائفي المتمركز حول السيطرة على الوطن العربي ،وجميع المؤشرات تدل على أن إسرائيل ترغب في السيطرة على غور الأردن لأسباب اقتصادية وليس لأسباب تتعلق بأمنها ، خاصة وان سكان المستوطنات في الغور لا يتعدى 6 ألاف مستوطن يسيطرون على أكثر من 77% من مساحة أراضي الغور ويجنون حوالي مليار دولار سنويا إلى خزينة دولة إسرائيل من خلال استغلال هذه الأراضي زراعيا ،والتي يعيش فيها أكثر من 65 ألف فلسطيني يتم استغلالهم في العمل بأراضيهم المصادرة وهم يعيشون في حالة فقر مدقع ،وهذه حقائق لا تستطيع إسرائيل إنكارها آو الرد عليها بشكل مقنع فيما يتعلق بالسيطرة على أراضي غور الأردن . وترفض أي وجود للقوات الأمريكية أو الدولية بالاشتراك مع القوات الأردنية على الغو ر كما اقترح جون كيري، لكي تبقى تتذرع بالأسباب الأمنية الغير حقيقية معتبرة هذه الذرائع قميص عثمان .
لجميع ما ذكر أعلاه فقد نتنياهو صوابه وأفلس سياسيا فلم يجد طريقة للخروج من مأزقه سوى التهجم على القيادة الفلسطينية وقوله بأنه لا يوجد شريك فلسطيني في عملية السلام ،وان القيادة الفلسطينية تشجع الإرهاب من خلال المناهج الفلسطينية ،ومعانقة أبو مازن للأسر ى الأبطال ونسي نتنياهوا أن هؤلاء الأسرى هم بالأصل دافعوا عن أرضهم وعن وطنهم كما انه نسي أن هؤلاء الأبطال كان من المفروض أن يطلق سراحهم في العام 1994 بموجب اتفاق إعلان المبادئ الذي وقع بين منظمة التحرير وإسرائيل في العام 1993 .
من الواضح أن نتنياهو يتهرب من استحقاقات عملية السلام وهو يثبت يوما بعد يوم أن عملية السلام تفتقد إلى الشريك الإسرائيلي ،وانه غير شريك في هذه العملية لعدة أسباب منها تاريخه المليء بالتناقضات والدليل على ذلك قول أبيه المؤرخ تسيون نتناهوا الذي قال قبل موته بأشهر معدودة "أن ابنه نتنياهو لن يتنازل عن أي شيء من ارض إسرائيل ولن يحقق السلام مع الفلسطينيين وأي ادعاء له غير ذلك اعرفوا انه يكذب "
من هنا عندما يستشعر نتنياهو لحظات الحسم فانه يلجأ إلى التركيز على اتهام الفلسطينيين بعدم الجدية في عملية السلام ،وإنهم لا يشجبوا الإرهاب وهذا بمثابة عض البردعة لأنه لا يقدر على الجمل ،وإذا رغب أن يكون شريكا حقيقيا في عملية السلام عليه تغيير ائتلافه الحكومي ويبتعد عن ساعر وليبرمان وبنت ،وتحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي ،وان يقر بحدود العام 67 ،وان تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وان يحرر كافة الأسرى ،وان ينسحب من غور الأردن بالكامل ، والبحث الجدي لحل قضية ألاجئين عند ذلك نستطيع أن نقول نتنياهو جاد في عملية السلام ويريد أن يحذو حذو القادة التاريخيين مثل رابين الذي وقع مع ياسر عرفات على اتفاق إعلان المبادئ في العام 1993 ،وإذا لم يجرأ على ذلك فإنه يخون شعب إسرائيل الذي يتطلع إلى حل الدولتين وهذا ما أثبته الاستطلاعات الأخيرة التي بينت أن 60 % من الإسرائيليين مع حل الدولتين ،وبذلك يجنب إسرائيل العزلة الدولية وجعلها مثل نظام الفصل العنصر الأبرتهايد السابق قي جنوب إفريقيا ، والملاحقة في المحاكم الدولية على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 .