المصالحة بحاجة الى ترجمة على ارض الواقع - خاص بمركز الإعلام
أطلق رئيس وزراء حكومة حماس "إسماعيل هنيه" تصريحات أشار فيها إلى نوايا حركته لاتخاذ خطوات جادة وقرارات هامة لتنفيذ اتفاق المصالحة خلال الأيام المقبلة، واكتفى هنيه بهذه التصريحات دون الإفصاح عن ماهية تلك الخطوات، لكن مراقبين ومحللين اعتبروا أن تصريحات هنيه خطوة يجب استثمارها من أجل إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، وأن تترجم أقواله إلى واقع وأفعال وألا تبقى حبيسة وسائل الإعلام.
القيادة الفلسطينية حاولت جاهدة إعادة اللحمة إلى الوطن الذي مزقته حماس بانقلابها على الشرعية عام 2007، وأعلنت قيام إمارتها الإسلامية في قطاع غزة، ورغم تلك المحاولات، كانت حماس تضع العراقيل أمام أي أمل في توحيد الوطن وإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، وكانت تراهن على التحولات السياسية الجارية في المنطقة وإفرازات الربيع العربي الذي أتى بالحركات الإسلامية إلى سدة الحكم في بعض البلدان العربية، وهو ما اعتبرته حماس يصب في رصيدها السياسي ويشكل عامل دعم ومساندة لها، وتحديدا في مصر حيث تولى الإخوان المسلمون الحكم والتي تعتبرهم حماس مرجعيتها السياسية، فلذلك رفضت كل عروض المصالحة التي تقدمت بها القيادة الفلسطينية.
لكن هناك عدد من المتغيرات العربية والإقليمية التي حدثت، تركت تداعياتها على المنطقة عامة وعلى وضع حماس خاصة وكانت أكبر الخاسرين، فقد كان لانهيار نظام الإخوان المسلمين الحاكم في مصر أثراً واضحا على توجهات حماس السياسية وإستراتيجيتها، حيث انعكس ذلك على وضعهم الداخلي بفقدانهم أهم الحلفاء الذين كانوا يشكلون لها امتدادا وعمقا استراتيجيا يعتمدون عليه في مواقفهم السياسية، وزاد من الطين بلة اتهام السلطات المصرية لحركة حماس بالتدخل في الشأن الداخلي المصري مما تسبب في فرض الحصار على قطاع غزة، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير إعلان السلطات المصرية تنظيم الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا وهو ما شكل ضربة قاصمة لحركة حماس، حيث ان حماس أعلنت مرارا وتكرارا بأنها جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وبعد الخطوة المصرية بدأت المخاوف تتسرب إلى ذهن قيادات حركة حماس بأنها قد تلقى مصير الإخوان المسلمين.
كل هذه التطورات تسببت في تعميق جراح حركة حماس، وعاشت أسوأ أزماتها، وكان لا بد من البحث عن مخرج لهذه الأزمات، وعلى ما يبدو أن قيادة حماس قد توصلت إلى قناعة بأن الحل الوحيد يكمن في إحياء ملف المصالحة بعدما جربت حماس سيناريوهات كثيرة وفشلت في إخراجها من تلك الأزمات.
حماس تطرق باب المصالحة وهي في حالة ضعف، وعليها أن تتنازل عن مواقفها المتشددة وإبداء مرونة إذا كانت فعلا جادة في إتمام المصالحة، وعليها البحث عن آلية للتنفيذ بحيث تتخلى عن شروطها القديمة وتلتزم بالإجماع الوطني وما أقرته اتفاقيات الدوحة والقاهرة، وعليهم أن يبدو استعدادهم بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية دون وضع عراقيل أمامها بمحاولة فرض أسماء معينة في تشكيلة الحكومة، كما على حماس الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهذه ليست شروط تعجيزية بل إن ذلك يدخل في صلب العملية الديمقراطية وأساساً من أسس التغيير، فإذا ما استجابت حماس لهذه الشروط الوطنية فإن ذلك سيشكل بداية الطريق في الوصول إلى المصالحة، ويبقى موضوع سيطرتها على القطاع الذي سيكون موضع جدال؛ ومن المفترض أن تتراجع حماس عن انقلابها وتعلن أعادة القطاع إلى حضن الشرعية.
haالقيادة الفلسطينية حاولت جاهدة إعادة اللحمة إلى الوطن الذي مزقته حماس بانقلابها على الشرعية عام 2007، وأعلنت قيام إمارتها الإسلامية في قطاع غزة، ورغم تلك المحاولات، كانت حماس تضع العراقيل أمام أي أمل في توحيد الوطن وإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، وكانت تراهن على التحولات السياسية الجارية في المنطقة وإفرازات الربيع العربي الذي أتى بالحركات الإسلامية إلى سدة الحكم في بعض البلدان العربية، وهو ما اعتبرته حماس يصب في رصيدها السياسي ويشكل عامل دعم ومساندة لها، وتحديدا في مصر حيث تولى الإخوان المسلمون الحكم والتي تعتبرهم حماس مرجعيتها السياسية، فلذلك رفضت كل عروض المصالحة التي تقدمت بها القيادة الفلسطينية.
لكن هناك عدد من المتغيرات العربية والإقليمية التي حدثت، تركت تداعياتها على المنطقة عامة وعلى وضع حماس خاصة وكانت أكبر الخاسرين، فقد كان لانهيار نظام الإخوان المسلمين الحاكم في مصر أثراً واضحا على توجهات حماس السياسية وإستراتيجيتها، حيث انعكس ذلك على وضعهم الداخلي بفقدانهم أهم الحلفاء الذين كانوا يشكلون لها امتدادا وعمقا استراتيجيا يعتمدون عليه في مواقفهم السياسية، وزاد من الطين بلة اتهام السلطات المصرية لحركة حماس بالتدخل في الشأن الداخلي المصري مما تسبب في فرض الحصار على قطاع غزة، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير إعلان السلطات المصرية تنظيم الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا وهو ما شكل ضربة قاصمة لحركة حماس، حيث ان حماس أعلنت مرارا وتكرارا بأنها جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وبعد الخطوة المصرية بدأت المخاوف تتسرب إلى ذهن قيادات حركة حماس بأنها قد تلقى مصير الإخوان المسلمين.
كل هذه التطورات تسببت في تعميق جراح حركة حماس، وعاشت أسوأ أزماتها، وكان لا بد من البحث عن مخرج لهذه الأزمات، وعلى ما يبدو أن قيادة حماس قد توصلت إلى قناعة بأن الحل الوحيد يكمن في إحياء ملف المصالحة بعدما جربت حماس سيناريوهات كثيرة وفشلت في إخراجها من تلك الأزمات.
حماس تطرق باب المصالحة وهي في حالة ضعف، وعليها أن تتنازل عن مواقفها المتشددة وإبداء مرونة إذا كانت فعلا جادة في إتمام المصالحة، وعليها البحث عن آلية للتنفيذ بحيث تتخلى عن شروطها القديمة وتلتزم بالإجماع الوطني وما أقرته اتفاقيات الدوحة والقاهرة، وعليهم أن يبدو استعدادهم بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية دون وضع عراقيل أمامها بمحاولة فرض أسماء معينة في تشكيلة الحكومة، كما على حماس الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهذه ليست شروط تعجيزية بل إن ذلك يدخل في صلب العملية الديمقراطية وأساساً من أسس التغيير، فإذا ما استجابت حماس لهذه الشروط الوطنية فإن ذلك سيشكل بداية الطريق في الوصول إلى المصالحة، ويبقى موضوع سيطرتها على القطاع الذي سيكون موضع جدال؛ ومن المفترض أن تتراجع حماس عن انقلابها وتعلن أعادة القطاع إلى حضن الشرعية.