الاذاعات العربية.. اتحاد ينتصر لفلسطين - موفق مطر
نالت فلسطين شهادة نجاح بامتياز لأول مؤتمر رسمي لمؤسسة عربية تتبع جامعة الدول العربية، ونجحت دولة فلسطين - تحت الاحتلال - كما نجحت منظمة التحرير وهي الوطن المعنوي للفلسطينيين في تقديم الوجه الحضاري لشعب فلسطين، وتجسيم أفكار قيادته السياسية.
نجحت فلسطين بفضل الرؤية الحكيمة للرئيس ابو مازن وإصراره على أن تكون ملتقى الأشقاء العرب ليس سياسيا ونظريا في بيانات الاتحادات والنقابات والمؤتمرات وحسب، بل عمليا، هنا على ارض فلسطين، بجوار القدس المحتلة.. ملتقى للمفكرين والمثقفين والإعلاميين والمؤمنين بالديانات السماوية والسياسيين، وممثلي الشرائح الاجتماعية، فالرئيس أبو مازن صاحب فكرة اختراق حواجز الاحتلال للتواصل المباشر بين الأمة وشعب فلسطين، قد أدرك عظيم الفائدة العائدة على الشعب الفلسطيني وقضيته، فالتواصل المباشر مع الصامدين الصابرين على ارض الوطن ولو ليوم واحد يغني العربي عن قراءة عشرة كتب عن كفاحنا وصمودنا، ويرفع معنويات الشعب المقاوم للاحتلال فوصول الشقيق العربي الى ارض فلسطين المحتلة رغم حواجز الاحتلال اقوى من الف بيان، وقرارات تظل مجرد أحبار على ورق!!
نجحت فلسطين بتحقيق هذا الانجاز بفضل قدرات قيادات شباب رغم غزو الشيب لشعر رؤوسهم مبكرا. استمدوا الدعم من رئيسهم، وعملوا حتى هجر المستحيل وترك مكانه خائبا.. فالمسؤول في هذا الوطن اما ان يكون مالكا لعقل مبدع مبادر أو لا يكون.
استمعنا في حفلي افتتاح المؤتمر والختامي من المتحدثين العرب الى شهادات لمسنا الصدق من منطقها، فالأستاذ صلاح الدين معاوي مدير عام اتحاد الاذاعات العربية شهد في حفل تكريم اعضاء الوفود العربية المشاركة في المؤتمر فقال: «انه انجح مؤتمر يعقده اتحاد الاذاعات العربية من حيث التنظيم، والقرارات والتوصيات، وجدية المناقشات».
نجاح أول مؤتمر عربي رسمي للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية، تحت إشراف اتحاد إذاعات الدول العربية، كان أكثر من رسالة دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني. حيث أثمرت حوارات اللجنة العليا اتفاقا على تفعيل اليوم الإعلامي المفتوح الخاص بدعم القضية الفلسطينية، وتنسيق الجهود وفق رؤية إبداعية، توظف المستحدثات التكنولوجية لتفعيل المشاركة بين اصحاب الرسالة والمتلقين. وتأسيس موقع دائم على شبكة التواصل الاجتماعي مخصص للإنتاج الإعلامي المتصل بالقضية الفلسطينية والإعلان عن جائزة سنوية لأفضل عمل إعلامي عن القدس وتدريب الإعلاميين الفلسطينيين ودعم الانتاج العربي المشترك المتصل بالقضية الفلسطينية باللغات العالمية الحية.
كان لوكيل وزارة الاعلام الدكتور محمود خليفة، ورئيس مجلس امناء الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الدكتور رياض الحسن، ومدير عام تلفزيون فلسطين احمد الحزوري، والجنود المجهولين من طواقم وسكرتاريا الهيئة والوزارة، فضل عظيم في انجاح المؤتمر، موازيا لإصرار الاخوة العرب على الحضور الى ارض فلسطين
يلهمنا الأشقاء العرب بحضورهم الى فلسطين وتواصلهم معنا ومع شعبنا فنبدع، كما كانت ومازالت فلسطين مصدرا لإلهامهم وإبداعاتهم، فما بين فلسطين والعرب مثل الذي بين الليل والنهار لا يستطيع مخلوق الفصل بينهما بحدود مهما استقوى!.