الصواريخ الحرام في عهد دولة الإخوان - ماهر حسين
ترددت كثيرا" قبل كتابة هذا المقـــال فهناك بعض المؤشرات عن امكانية التصالح مع حركة حمـــاس وبالتالي إستعادة الوحدة لشقي الوطن المحتــــل خاصه بان التحديات التي تواجه كل أبناء شعبنا في كل من الضفه وغزة وفي الخارج تحتاج الى وقفه جاده لمواجهة هذا النزف المعنوي والمادي والسياسي والوجودي الكبير لكافة أبناء شعبنا .
لقد أستنزفنـــا أنفسنا بالخلاف وبالانقســــام وها نحن نعيش جميعا" أزمة ذاتية انعكست على خطابنا الذي أصبح يركز على المعارض والمخالف اكثر مما يركز على الصراع . القدس ..الاستيطان ..الحصار ...الوضع الاقتصادي ..التهويد ...مخيم اليرموك ..الانتخابات ...الاعتداءات المتكررة على أبناء شعبنا ..علاقاتنا السياسية في المحيط العربي والاسلامي ...علاقتنا الدولية ..كلها ملفات تستحق من المعنيين في الشأن الفلسطيني من كل القيادات أن تهتم بهــــا . ولكي اكون واضحا" فأنا مع المصالحه وأتمنى أن تتم فورا" وهذه رغبة كافة أبناء شعبنا وعلى الجميع احترام هذه الرغبة والحاجه الماسه لهــا وبنفس الوقت ما زلت على قناعة تـــامة بان هناك تباين حقيقي في صفوف حمــــاس من موضوع المصالحه ..فحتما" البعض منهم مع المصالحه كما وأنه حتما" هناك أغلبية ممن لا يرون أي ضرورة للمصالحه ...فلقد اعتادوا على التفرد والانفراد واعتادوأ على الحكم والسلطة والمـــال وأعتقد بان هذا نسبيا" ينطبق على كل الاطراف ولكن وبصدق وحيادية تـــامة أنا مؤمن بان حركة فتح والسلطة أكثر تفهما" لضرورة المصالحه لأنها تريد لحمـــاس ان تكون جزء" من السياسة الفلسطينية خاصة بظل اشارات حماس السياسية عبر تصريحات قيادتها بأنه لا مانع لديها من تسوية الصراع على أساس قيام دولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967 . ما دفعني لكتابة المقال هو المواطن وضرورة ان يعي الفارق بين الدين والسياسة ..فلدين واحد وثابت والسياسة متغيره وهنا وكمثال مباشر ...في الماضي وأبان حكم الشرعية لغزة كانت الصواريخ حلال وواجب شرعي وكان مُطلقيها أبطال ...والان وبعد ان أستملت حماس السلطة في غزة كنتجة للإنقلاب أصبحت الصواريخ ممنوعه وبل تم وصف مٌطلقيها بالخيانة . لست مع الصواريخ ولست مع أي تصعيد في غزة فانا أرى بان المواطن الفلسطيني هنـــاك لديه ما يكفيه من المشاكل النابعه من الانقسام ..المجاري والكهرباء والغلاء والحصار وووو كلها مشاكل لا تحتاج الى أن نزيدها بتهور يؤدي الى انتقام اسرائيلي سيدفع ثمنه حتمـــا المواطن . لست مع الصواريخ ...ولكن لم اكن معها ولست معها الان . لم أقل بانها خيانة وكفر ...بل قلت بان مطلقي الصواريخ ارتهنوا شعبنا وغزة لهم وهذا غير مقبول وقلت بانها تضر بنـــا وما زلت مؤمنا" بانها تضر بنـــا . والان أكرر القول ...بانني لست مع الصواريخ ولا أقبل بإرتهان اهلنا في غزة لبعض من يرى بانه صاحب القرار بالحرب او الهدنه او السلام . الحرب والهدنه والسلام قرار وطني يجب أن يكون نابع من حاجتنـــا وليس من اتجاهات ومواقف البعض من أصحاب المواقف والأهواء والتبعيات الأقليمية . الان تقف حماس بجيشها وقيادتها وشرطتها وبل بكتائب القســــام لتمنع أي اطلاق للصواريخ على إسرائيل !!!!!!! اتفهم سياسة حمـــاس واتفهم حاجات الشعب ولكني أقول للمواطن الفلسطيني ...ها هي الأيام تثبت بأن المواقف النابعه من مصلحه تتغير وها هي حماس الصواريخ والمقاومة والممانعه تمنع الصواريخ وتعتقل مطلقيهـــا في دولة الاخوان !!!..في غزة . لست مع الصواريخ ولم اكن ولست مع استغلال الدين ولن اكون أبدا" ..وأخيرا" سأترك القارئ الكريم مع تصريحات لعسكري اسرائيلي في صحيفة اسرائيلية قال فيهــــا بان :( حماس أثبتت قدرتها على منع الهجمات من غزة ولذلك يمكن ان نطلب منها أن تتصرف كحاكم وان تحافظ على النظام ) وأٌضيف لقد استجابت حماس وتحولت الصواريخ الحلال الى حرام . فقط لنفهم ..أقول بان علينا أن نتذكر فالدين أكبر من أن يتلاعب به البعض من اجل مصالحهم السياسية وشهواتهم من أجل الوصول للحكم .