رد على الابواق التحريضية - عادل عبد الرحمن
لم تتوقف آلة الاعلام الاسرائيلية والانقلابية الحمساوية ومن لف لفهم من كل القوى المغرضة عن التحريض على الرئيس محمود عباس ومؤسسة الرئاسة عموما. هذا يوفال شتانيتس، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، يهاجم ابو مازن شخصيا، ويعتبره ، الاكثر "معاداة للسامية" بعد الرئيس الايراني السابق نجاد!؟ والحقيقة ان شتاينتس ليس ساميا ولا علاقة له بالسامية، التي ينتمي لها الرئيس عباس والفلسطينيين والعرب عموما، والادعاء انه ينتمي (شتاينتس) للسامية، هو إدعاء كاذب، وعليه ان يعود للبحث عن اصوله قبل ان يتحدث عن السامية وشعوبها. لان هذه الكذبة والخديعة التضليلية، التي إنتهجها الاعلام الصهيوني مدعوما من ألة الاعلام الغربي وخاصة الاميركية، آن الاوان لتفنيدها، ووضع حد لها مرة والى الابد. لانها لم تعد تنطلي على احد لا في الغرب ولا في الشرق ولا حتى في داخل إسرائيل.
لكن القيادات الاسرائيلية المعادية للسلام، ونتيجة إفلاسها الفكري والسياسي والثقافي، تلجأ لاسهل التهم، والتي راجت لفترة في ابتزاز الشخصيات المحبة للسلام، والمعادية للاحتلال والعدوان الاسرائيلي، ولم ينحصر الامر برئيس منظمة التحرير، المدافع عن حقوق شعبه، بل وصلت إلى جون كيري، وزير خارجية أميركا، الحليف الاستراتيجي لاسرائيل، اتهمه اقران شتاينتس ب"اللاسامية" ، لانه يسعى لدفع عملية التسوية السياسية للامام، وغيره من انصار السلام، الذين القيت التهم في وجوههم جزافا، وذلك لارهابهم وابتزازهم، كما يحصل في الولايات المتحدة الاميركية ودول الاتحاد الاوروبي من خلال الايباك والقوى المؤيدة لدولة التطهير العرقي الاسرائيلية، حيث تقوم تلك القوى بالتهديد والترغيب بابتزاز الشخصيات الاميركية العامة لاخضاعها للمنطق الصهيوني، ومنها موضوع " معاداة اللاسامية". هذا السلاح الصدىء لم يعد يجدي نفعا، وحتى اولئك، الذين ينشروه في منابرهم، باتوا يمقتوا انفسهم، ويمقتوا من يستخدمه، ولولا الاموال، التي يجنونها من وراء تلك الكذبة والفرية، لما قاموا بتمريره..
ولا يقتصر الامر على دولة الابرتهايد الاسرائيلية في مهاجمة والتحريض على الرئيس ابو مازن، بل ان منابر وقادة حركة حماس، ومن لف لفها من قوى تكفيرية وغيرها ممن يحسبون انفسهم على الوطنية الفلسطينية، لم يتورعوا عن مواصلة حملات التحريض والتشويش والاساءة لشخص الرئيس عباس وباقي اركان مؤسسة الرئاسة، ونشر الاقاويل والاكاذيب، والادعاء بوجود خلافات بين اولئك الاخوة والرئيس، ويفبرك اولئك من الاكاذيب يوميا، لايهام المناضلين والمواطنين ان هناك شيئا ما يجري داخل مؤسسة الرئاسة. ولكن الحقيقة تؤكد، ان لا اساس من الصحة لكل تلك الخزعبلات والفبركات الوهمية الكاذبة، والعلاقات بين الرئيس وفريقه المساعد تتميز بالتكامل والتعاضد والتلاحم. ولهذا لم تبادر مؤسسة الرئاسة لبذل ابسط جهد لانكار او نفي الفبركات الوهمية، التي يشعيها اعداء قانون المحبة، الذي يسود داخل مؤسسة الرئاسة. وتركت الامور تمضي دون إلتفات لما يقال، وكأن لسان حالها " يا جبل ما يهزك ريح" او "واثق الخطوة يمشي ملكا" .
وسيفترض المرء وجود تباينات او إختلافات في وجهات النظر هنا او هناك بين الرئيس عباس واي مساعد له او اي قائد آخر في مؤسسة الرئاسة او اللجنة المركزية لحركة فتح او اللجنة التنفيذية للمنظمة، وعلى فرض حصل تغيير ما في هذا الموقع او ذاك، فأين المشكلة؟ ألا تشهد كل مؤسسات الدنيا رئاسية او ملكية او ما دونها من مؤسسات داخل هذا البلد او ذاك تغييرات بين فترة واخرى؟ لماذا يلهث البعض في الاوساط الفلسطينية إنقلابيين او من الوان واتجهات اخرى بتلفيق الاكاذيب وتزوير الحقائق دون ان يحدث اي شيء؟ وما هي مصلحتهم سوى الاساءة للرئيس ابو مازن ولفريقه المساعد ولحركة فتح على حد سواء؟
آن الاوان للاسرائيليين وانصارهم من الانقلابيين الحمساويين ومن يسير في متاهتهم مؤخرا، ان يتوقفوا عن الغزل بمغزل متآكل من الصدأ، لانه لن يفيدهم في شيء، لا سيما وان القافلة تسير .. والكلاب تنبح .