مقاومة اليأس بالتكافل... - موفق مطر
يضمن حسن اختيار نوع الخدمة المقدمة للجمهور في العمل التطوعي ديمومة المنجز, كالتشجير وتخضير الساحات الداخلة في التنظيم وتحديدا في الأحياء الفقيرة, كما تضمن نوعية في المتطوعين وجودة أدائهم, حسن تنظيم العمل ومراقبة نتائجه.
تحافظ حملات التكافل على اموال وعينيات الدعم المادي وتوظفه في برامج العمل، فالاقتصاد والتدبير يعادلهما الانتاج والسعادة في نفوس الناس هما كفتا ميزان وتوازن التكافل الاجتماعي, ناهيك عن برنامج تقييم الأداء وتقييم النتائج وتطوير مشاركة الطاقات البشرية, في توفير الإمكانيات المادية .
يجدي التكافل مع عائلات فقيرة, وتقديم تبرعات عينية من شركات او مؤسسات تجارية يتبرع كل منها بأداة للبيت أو من مستلزم البيت .. تحمل علامة الجهة المتبرعة, وكذلك ترميم أو تصليح بيوت عائلات مصنفة بالمستورة بما يكفل دفع ضرر الأمطار في الشتاء, والرطوبة, وكذلك حر الصيف, وتأمين الحد المعقول من متطلبات الشروط الصحية للمسكن.. ومن المهم زيارة المسنين ودور الأيتام والتعايش في المناسبات الاجتماعية كعيد الأم والأعياد, وتقديم الهدايا, فبعض هؤلاء يحتاج حبا افتقده.
ما كنا بحاجة للمبادرات العملية بقدر حاجتنا لها الآن، ولم نكن يوما بحاجة الى تجسيم معاني التكافل، التعاضد، التآخي، الرأفة والكرم كما نحتاجها اليوم، فالرغبة في الحياة لا يمكن تحويلها إلى إرادة ومنهج عملي قابل للتطبيق ما لم تؤكد المبادرات العملية للأفراد والمجتمع والجماعات والأحزاب وغيرها من التشكيلات والشرائح صدق الانتماء وإخلاص العطاء للبلد، فأي وطن في الدنيا لا يكبر ويعظم ولا يأخذ اسما لامعا وعريضا في سجل الحضارة الانسانية إلا اذا أحب كل مواطن لأخيه ما يحب لنفسه وإذا التزم الجميع قيم الأخلاق، واحترموا سلطة القانون، فالبلاد لا تبنى ولا تعمر بالأمنيات والأحلام، ولا بالتصورات الخيالية الجميلة، أما الصراعات والخلافات فإنها تدمر أركان بيت العائلة الواحدة، فتنهار قيم الانسان التي هي الركيزة الأساس في بناء الأوطان.
مازلت على اعتقادي بأن سبب استمرار مظاهر الحياة في وطننا رغم كل المآسي مبادرات فردية وجماعية محدودة أحيانا، منطلقها حب حقيقي للوطن بلغ مرحلة العشق والارتباط الروحي،.
مخطئ من يقول إن الانتماء قد انطمر تحت الركام، وتلاشى مع دخان وغبار الحروب، فصور التواصل مع المواطنين الصامدين والمحبة لهم قد ارتقت بفضل وطنيين فلسطينيين وتجاوزت فضاء الانفعال العاطفي لتصبح حقيقة عملية مجسمة بأبعادها الثلاثة على ألأرض.
دعونا القيادات التي بيدها القرار نيابة عن الناس بإكرام شخص المواطن والرأفة بحاله، ومازالت دعوتنا قائمة, لنكتشف معدن الرجال المخلصين, الذين يعملون بصمت لا تعلم يمينهم ما تصدقت به يسارهم, فكتبنا حتى يعلم الناس الذين دفعهم اليأس إلى الحافة لنقول لهم أن اصبروا واصمدوا فالخير مازال موجودا في رجال ونساء من هذه البلد. فالوطن أكرم مما نتصور.