غزة والعرس الجماعي وفرحة الجماهير - د.مازن صافي
شارك الليلة الماضية 4/2/2014 وسط فرحة غامرة أكثر من أربعين ألف مواطن في عرس جماعي احتضنه قطاع غزة ، حيث نظمت حركة فتح عرسا جماعيا لـ 50 عريسا برعاية الرئيس محمود عباس، وذلك لأول مرة منذ سنوات، 50 عريس و50 عروس اعتلوا منصة الحفل في منتجع الشالهيات على شاطئ بحر غزة .
قبل بدء مراسيم العرس الجماعي، عانقت حبات المطر كل الوجوه التي حضرت لتقول لهم " كل عام وانتم بخير"، " مبارك الفرح، مباركة أيامنا السعيدة".
ولقد تقدم آلاف الحضور عدد من المسؤولين الذين كان أبرزهم السيدة الفلسطينية المعطاءة والرائعة المتواضعة والقائدة د. آمال حمد "أم توفيق" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والسياسية والاعتبارية، وقيادات حركة فتح.
وبدأ الحفل بكلمة فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، مباركا لأبنائه وبناته العرسان الأعزاء، وقائلاً بأنه برغم كل الصعاب، يستطيع شعبنا الفرح ويستطيع صناعة الحياة الجميلة، وواصفاً شعبنا الفلسطيني بأنه أقوى من كل الأزمات التي يواجهها شعبنا الفلسطيني ، ويستخلص الفرح والحياة من بين براثن الموت، ليواصل التقدم نحو إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس أبو مازن موجها حديثه للجماهير التي جاءت لتحتفل في ليلة الفرح والحرية والمودة : "أنتم يا أهلنا في غزة الحبيبة : إنكم وأنتم تحتفلون اليوم بحياة جديدة ملؤها الأمل والتفاؤل، تزرعون في أرضنا المباركة أشجار البقاء والصمود، وتقولون بملء الفم لكل من توهم أنه قادر على اجتثاث شعبنا من أرضه: نحن ها هنا باقون، هذه أرضنا وهذا وطننا، وسوف نبقى نصنع للحياة صورتها الرائعة، ونبني مستقبل شعبنا بالحب والمودة والرحمة والحرية، وننطلق في فضاء الحياة الجميلة رغم كل الأحزان التي يحاول أعداء الحياة بذرها في ربوع وطننا الحبيب."
وفي كلمتها كلمة حركة فتح خاطبت الأخت أمال حمد عضو اللجنة المركزية خاطبت الجماهير قائلة : " أبناء الغلابة أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أنقل أحر وأصدق التهاني باسم فخامة السيد الرئيس محمود عباس، والذي نشيد بدعم فخامته السخي لإجراءات الزفاف ولتقديمه المكرمة الرئاسية للعرسان"
"ووصفت العرس بأنه يأتي في إطار المسؤولية واهتمامات القيادة الفلسطينية بالشباب ، توجهاتها في التخفيف عن كواهل الأسر الفلسطينية والمساعدة في إعفاف الشباب ومد يد العون لديهم لإكمال نصف دينهم وخاصة في ظل الظروف الصعبة، ووصفت يوم العرس الجماعي بأنه اليوم المشهود .. يوم وطني من أيام فلسطين الحرة ، وبنبرتها الواثقة والثورية قالت " سنحتفل بالعرس الوطني الكبير عرس إقامة الدولة الفلسطينية الذي سيقام هناك في قدسنا الحبيبة عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة "
ولأنها من قلب هذا الشعب، تحمل همومه في كل أماكن تواجده، ذهبت الى هناك حيث أهلنا المعذبين في الأرض في المخيمات الفلسطينية وخاصة لمخيم اليرموك في سوريا، حيث قالت : " معاناة شعبنا وعذاباته في مخيم اليرموك مستمرة والتي تشكل مساسا صارخا بأبناء شعبنا وكرامتهم وتنتهك أبسط حقوقهم الإنسانية، إن هذا واقع مرير ، وتوجهت من غزة وباسم القيادة الفلسطينية وباسم آلالاف الجماهير التي تشهد العرس الجماعي برسالة لأحرار العالم للوقوف مع أبناءنا في مخيم اليرموك وإنقاذهم من الذل والدمار والعدوان الذي يتعرضون له ليل نهار."
وأشادت الأخت المناضلة أمال حمد بشعبنا الفلسطيني قائلة " شعبنا متميز عن غيره من شعوب العالم فهو يودع مواكب الشهداء ومن جهة أخرى يحتفي بمناسبات طيبة ليزرع الفرحة، وقامت بتحيته قائله: طوبى لشعبنا العظيم الذي مهما حاولوا أن يسرقوا البسمة منه فلم يسمح لهم أن يسرقوها أو يخطفوها .. نحن شعب سيكمل فرحتنا وهذه الفرحة التي تخرج من قلب المعاناة لتكسر القاعدة التي تقول أن الشعب الفلسطيني لا يجيد إلا النحيب والعويل أو صوت الاستجداء والخوف ، فرغم الألم والقتل والحصار فمن حق شعبنا أن يفرح وينتصر على معاناته وسنعلم العالم ماهية الإرادة الفلسطينية وكيف هو الصمود والتحدي ويجب أن نعلن أن أعراسنا في فلسطين هي التحدي الكبير لغطرسة القوة والنار وهي تصميمنا على النصر الذي هو خبز حياتنا وماء أيامنا لن نستسلم وسنظل كما كنا نموت واقفين ولا نركع .. ونجوع ونعطش ونعرى فنتحدى ونتدفأ بشمس فلسطين ."
إنها ليلة مميزة وانطلاقة فتحاوية بكل ما في المعاني من معانٍ، كان كل شيء رائعا، المشهد العام وباللوحة الكبيرة التي تزينت بصورة الشهيد الخالد الرمز أبو عمار، وفخامة الرئيس محمود عباس، وهذا الترتيب الذي أبهر الحضور، وهؤلاء النشامى من أبناء حركة فتح الذين كانوا ينظمون الحفل ويوجهون الحضور بكل لباقة واحترام ومسؤولية شهدها الجميع، إنها ليلة فلسطينية فتحاوية أسعدت كل من حضرها وشاهدها، ولن تسجل أي حالة سيئة، فمرت الليلة بسلام، وبدأت فعاليات العرس بدخول العرسان على أنغام التراث والفلكور الفلسطيني، وكانت ملابسهم تدلل على رمزية الثوابت الفلسطينية، فكل عروسة كانت ترتدي الثوب الفلسطيني ومغطى رأسها بالكوفية الفلسطينية السمراء، وتحمل في يدها علم فلسطيني وفي يدها الأخرى راية فتح، وفيما ارتدى العرسان ثياب موحدة جميلة وملوحين بأعلام فلسطين ورايات فتح .
وقد وصف ضيوف فتح من الفصائل الفلسطينية بأن الحفل كان رائع، وأنهم بالفعل عاشوا ليلة فتحاوية بكل معنى الكلمة، وأعادت لهم صورة فتح الثورية والمنظمة والإبداعية وروح الشباب والكلمات الصادقة النابعة من الفرح وتلمس معاناة الناس في صورة إنسانية قيادية غابت لسنوات طويلة.
وتضمن الحفل الأغاني التراثية والتي تشمل على الزجل و الدبكات التراثية ومنها البدوية وزريف الطول والذي يحكي من خلال فنه قصة شعب وأرض ألهبت مشاعر الحضور من خلال التفاعل مع التراث والفن الأصيل .. فرق وطنية مختلفة، تفاعل معها الجماهير بصورة كبيرة وسط فرحة كبيرة غمرت العرسان وأهاليهم وآلاف المواطنين الذين اكتظت بهم الشاليهات، وكانت ليلة عرس ومبايعة جديدة لفخامة الرئيس أبو مازن ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" .
في ليلة العرس الجماعي كان الهتاف متواصل والتصفيق الحاد والإعلاميين حاضرين بشكل ملحوظ ومنظم، وتم نقل الحفل مباشرة عبر تلفزيون وفضائية فلسطين وفضائية معا ميكس وكثير من القنوات الأخرى.
وهذا العرس الجماعي هو الأبرز على الصعيد الجماهيري لحركة فتح منذ الانطلاقة الفلسطينية في العام الماضي 4/1/2013، واستفاد المنظمون لحفل العرس من تلك الانطلاقة لكي تظهر حركة فتح عروس فلسطينية بكل ما في الروح الوطنية من جمال، لقد كانت ليلة من ليالي الفرح الفلسطيني التي لا تنسى.
وفي نهاية مقالي لا بد أن اشكر كل القائمين على الحفل من حيث التنظيم والترتيب وإظهاره بهذا الإبداع والإتقان والالتزام، ولكي لا أنسى أحد، فإنني اشكر الجميع ، وهنا لتسمحوا لي أن أتقدم من الأخ المناضل الرائع أ. بسام الوحيدي مدير مكتب الأخت المناضلة أمال حمد، لكل ما قدمه من جهود سبقت الحفل بأيام وكما قال لي أنه والشباب رتبوا كل شيء في 72 ساعة لكي تحتفل فتح ونحتفل جميعا ولينتصر الفرح في وطن يتسع للجميع .