التاريخ يتنكر لخريجين الجامعات - ساهر الأقرع
لست أعلم إن كنت أكتب هذا المقال وقد امتزجت العاطفة مع العقل، أم أن العاطفة طرحت العقل أرضا! فها أنا عزيزي الخريج الجامعي أكتب عنك وعن همومك، فكأني أحدث نفسي عن نفسي على الورق ليسمعني من به آهات مزجت بطموحات.
في البداية لا تتحسس كثيرا عزيزي "الخريج الجامعي" من عنوان المقال، فلست أقصد أن أقلل من شأنك ولا من هيبتك، ولا من دورك ولا مكانتك في المجتمع المنهمك، ولكن أحببت أن أشاركك ببعض الأفكار حتى لا يدفعك الحماس أكثر مما ينبغي، فتعشش في السماء والناس يمشون على الأرض.
إني أحاول هنا أن أقرب لك الصورة لتتعرف على الواقع من وجهة نظر التاريخ كما أزعم!، وقبل أن نخوض في علاقة التاريخ بالخريج الجامعي الذي انفق والدة تحويشه العمر في مرحلة تعليمة، دعنا نلامس قضايا تتكرر في عملك كثيرا، ثم نختم المقال بعلاقة ذلك بالتاريخ.
لعل أكثر ما يثير غضبك هو أن تعمل في مجال ليس له صلة بحماسك أو ميولك أو مجالك الذي تخصص فيه، وليس ذلك بالغريب، فاحد زملائي السياسيين قال: "إن ثمانين بالمائة من خريجي الجامعات الغزاوية يعملون بعد مضى عشر سنوات في غير تخصصهم، كدورات البطالة والتي تمكث في (عمال نظافة، وبناء، وعربات تجرها الحيوانات أكرمكم الله وغيرها من الإعمال)، يا لها من مضيعة في الوقت ". هذه المعضلة قد تكون الكابوس الجاثم على صدرك، بل هي في الحقيقة السبب الأول والأخير لخنق الإبداع والتطوير، ولكن الواقع يقول: هل نتوقف عن المسير؟ كلا، بل أدر الدفة قليلا وضع حماسك وميولك في تطوير شخصك، وسوف تعيش حلمك وعالمك بنفسك، حيث أنت المصمم وأنت المنفذ وأنت القائد، ليس ذلك هروبا من الواقع بل هو تعديل للخطط بما يتناسب مع الوضع الراهن، فتلك هي الكياسة.
القضية الأخرى حاول عزيزي "الخريج" أن لا تتحول النقاشات والمناظرات إلى أمور شخصية حتى ولو كنت حريصا على عملك الذي تعمل فيه لأن الاحتدام لوجهة نظرك والدفاع عنها كالمستميت ليس هو الحل الأمثل، بل تذكر أنه ربما هناك احتمال واحد في المائة فقط! أن يكون الطرف الآخر يحمل جزءا من الحقيقة.
أما بالنسبة للضغوط المعنوية والنفسية المتكررة فأمثلتها كثيرة، كأن تخرج غضبان أسفا من اجتماع لأن وجهة نظرك لم تسمع، أو حين يضيق صدرك لكلمة قيلت، أو زيادة لم تحصل عليها، أو درجة لم تنلها، أو كرسي منصب لم تجلس عليه! فكل ذلك ممكن أن يحله لك التاريخ في غمضة عين.
التاريخ بكل بساطة عزيزي "الخريج الجامعي" لن يتذكر أو يهمه شيئا مما ذكرنا آنفا! ودعنا نكون أكثر صراحة، هل التاريخ يهمه ما هي وظيفة العقاد أو وظيفة غاندي؟ أو ما هي وظيفة الجاحظ وابن خلدون؟ أو نيوتن وأينشتاين؟ هل نحن اليوم نتذكر ما هي وظيفة البخاري ومسلم؟ وهل المستقبل سيتذكر ما هي وظيفة بيل غيتس وستيف جوبز؟ كل ذلك لا يهم البتة، التاريخ يعرف حقيقة واحدة، وهي أنهم وضعوا بصمة وإنجازا ثم رحلوا.
إن التاريخ ذكي جدا بإمتياز، فهو يعرف من يتذكر، ومن ينسى؟
haفي البداية لا تتحسس كثيرا عزيزي "الخريج الجامعي" من عنوان المقال، فلست أقصد أن أقلل من شأنك ولا من هيبتك، ولا من دورك ولا مكانتك في المجتمع المنهمك، ولكن أحببت أن أشاركك ببعض الأفكار حتى لا يدفعك الحماس أكثر مما ينبغي، فتعشش في السماء والناس يمشون على الأرض.
إني أحاول هنا أن أقرب لك الصورة لتتعرف على الواقع من وجهة نظر التاريخ كما أزعم!، وقبل أن نخوض في علاقة التاريخ بالخريج الجامعي الذي انفق والدة تحويشه العمر في مرحلة تعليمة، دعنا نلامس قضايا تتكرر في عملك كثيرا، ثم نختم المقال بعلاقة ذلك بالتاريخ.
لعل أكثر ما يثير غضبك هو أن تعمل في مجال ليس له صلة بحماسك أو ميولك أو مجالك الذي تخصص فيه، وليس ذلك بالغريب، فاحد زملائي السياسيين قال: "إن ثمانين بالمائة من خريجي الجامعات الغزاوية يعملون بعد مضى عشر سنوات في غير تخصصهم، كدورات البطالة والتي تمكث في (عمال نظافة، وبناء، وعربات تجرها الحيوانات أكرمكم الله وغيرها من الإعمال)، يا لها من مضيعة في الوقت ". هذه المعضلة قد تكون الكابوس الجاثم على صدرك، بل هي في الحقيقة السبب الأول والأخير لخنق الإبداع والتطوير، ولكن الواقع يقول: هل نتوقف عن المسير؟ كلا، بل أدر الدفة قليلا وضع حماسك وميولك في تطوير شخصك، وسوف تعيش حلمك وعالمك بنفسك، حيث أنت المصمم وأنت المنفذ وأنت القائد، ليس ذلك هروبا من الواقع بل هو تعديل للخطط بما يتناسب مع الوضع الراهن، فتلك هي الكياسة.
القضية الأخرى حاول عزيزي "الخريج" أن لا تتحول النقاشات والمناظرات إلى أمور شخصية حتى ولو كنت حريصا على عملك الذي تعمل فيه لأن الاحتدام لوجهة نظرك والدفاع عنها كالمستميت ليس هو الحل الأمثل، بل تذكر أنه ربما هناك احتمال واحد في المائة فقط! أن يكون الطرف الآخر يحمل جزءا من الحقيقة.
أما بالنسبة للضغوط المعنوية والنفسية المتكررة فأمثلتها كثيرة، كأن تخرج غضبان أسفا من اجتماع لأن وجهة نظرك لم تسمع، أو حين يضيق صدرك لكلمة قيلت، أو زيادة لم تحصل عليها، أو درجة لم تنلها، أو كرسي منصب لم تجلس عليه! فكل ذلك ممكن أن يحله لك التاريخ في غمضة عين.
التاريخ بكل بساطة عزيزي "الخريج الجامعي" لن يتذكر أو يهمه شيئا مما ذكرنا آنفا! ودعنا نكون أكثر صراحة، هل التاريخ يهمه ما هي وظيفة العقاد أو وظيفة غاندي؟ أو ما هي وظيفة الجاحظ وابن خلدون؟ أو نيوتن وأينشتاين؟ هل نحن اليوم نتذكر ما هي وظيفة البخاري ومسلم؟ وهل المستقبل سيتذكر ما هي وظيفة بيل غيتس وستيف جوبز؟ كل ذلك لا يهم البتة، التاريخ يعرف حقيقة واحدة، وهي أنهم وضعوا بصمة وإنجازا ثم رحلوا.
إن التاريخ ذكي جدا بإمتياز، فهو يعرف من يتذكر، ومن ينسى؟