مراسلات حماس السرية -سري القدوة
بصراحة ترددت كثيرا قبل كتابتي هذا التعليق ولكن كانت حقيقة الموقف صعبة امام ما قرأته عبر وسائل الاعلام من مراسلات سرية بين حكومة حماس ومكتب نيتنياهو والتي كشفت عنها حكومة الاحتلال عبر نشر هذه المراسلات في وسائل الاعلام الاسرائيلية ...
لم تكن معارضتنا وتمردنا علي (حكومة حماس) مجرد معارضة بل كانت مبنية علي اسس المنهج الوطني الرافض للعلاقات مع الكيان الاسرائيلي بشكل منفرد وشخصي فهذا هو شكل الخيانة للعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي وما كشفت عنه الصحف الاسرائيلية مؤخرا من قيام رئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية من التنسيق مع الاحتلال والتوسل الي اسرائيل ورئيس وزراء الاحتلال من خلال رسالته التي اقل ما يمكن وصفها بأنها رسالة مزلة لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا عن روحه الكفاحية والنضالية .. فقط تعبر عن شخصية هنية وما يتمتع به من غرور سيؤدي بكل تأكيد الي تدمير شعبنا والسعي المطلق الي تدمير ممنهج للمقاومة الفلسطينية وما صولت اليه من نتائج عبر استرضاء الاحتلال الاسرائيلي في استمرار تهدئة هشة وولدت مشوه في ظل حكم الرئيس السابق المعزول محمد مرسي والتي اراد من خلالها تثبيت علاقة الاخوان مع الكيان الاسرائيلي وتقديم الطاعة الي الاحتلال والولايات المتحدة الامريكية .. فسقط مرسي وبقيت مشاريع تهدئته التي انتهجها صامدة وحافظت عليها حماس وستحافظ علي استمرارها بالرغم من عدم تعبيرها عن رغبة الفصائل الفلسطينية وان هدفها واضح هو استمرار حكومة حماس في سيطرتها علي قطاع غزة .. وتعبر عن ما تطمح اليه اسرائيل في استمرار نهج الانقسام بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد ..
ان رسالة هنية هي رسالة تعبر عن نهج مهزوم وروح الفرقة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد بالرغم من قيام بعض الجهات في حماس من نفيها الا ان كل المؤشرات تدل علي استمرار حكومة حماس في فتح قنوات اتصال سرية مجانية مع الاحتلال ..
وان اعتراف القيادي ووكيل خارجية حماس في غزة الدكتور غازي حمد، في وجود قناة اتصال سرية بينه وبين ورجل الأعمال الإسرائيلي جيرشون بيسكن، وهما اللذان كانا بدءا اتصالاتهما بشأن إتمام صفقة شاليط منذ أعوام.
وقد اعترف حمد بوجود علاقة اتصالات فردية بين حمد وباسكن طرح فيها الأول رؤيته الشخصية حول تثبيت التهدئة وقام باسكن بنقلها لمكتب نتنياهو بحكم علاقته الجيدة به.
هنا وفي ظل هذا التصرف المشين والمعيب علي الشعب الفلسطيني بمثل هذه الاتصالات التي تقوم بها حركة حماس من اجل تثبيت تهدئة طالما طالبت بها القيادة الفلسطينية وحرص الرئيس ابو مازن علي استمرارها وخرج ابواق الفتنة والعار من متنفذي حركة حماس لشن هجوم علي القيادة الفلسطينية وحركة فتح ..
اليوم يعيد التاريخ نفسه ونرى رئيس حكومة حماس يمنع اطلاق الصواريخ من اجل الحفاظ علي كرسي حكمه المزعوم بينما القيادة الفلسطينية تعمل من اجل التفاوض لبناء وطن ودولة وهويه وهذا فرق واضح بين ما يفاوض الاحتلال ويعمل علي ارضاء واسترضاء اسرائيل وبين من يفاوض الاحتلال من اجل الهوية الفلسطينية وتقرير المصير ..