لحظة المودة- محمود ابو الهيجاء
من يحتفل بعيد المرأة أكثر، المرأة أم الرجل..؟؟ ليس السؤال بريئا بطبيعة الحال، وأظنه مناكفا على نحو ما، أو هكذا نريده، لطالما يظل الاحتفال بعيد المرأة في اطار الخطاب السياسي أوالحقوقي، الذي لا يرى في قضية المراة سوى انها وسيلة استقطاب حزبي على هذه الشاكلة أوتلك ..!!
حتى الان ما من رؤية في هذا الخطاب تنظر الى قضية المرأة كقضية انسانية، يمكن لها ان تتحدث عن هموم المراة وتطلعاتها فيما يتعلق بحضورها الانساني ، وليس بدورها الانتاجي في اطار وظيفتها التقليدية التي ما زالت تحت جناح الرجل او في ظله الذي هو افضل من ظل الحائط كما يقول مثل شعبي ما زال مسيطرا حتى اللحظة ...!!
نعني ان للمرأة في جوهر قضيتها الوجودية ان صح التعبير خطابا ما تزال منظومة القيم الاجتماعية السائدة تغيبه وبحيلة ذكورية، تجعل من يوم المرأة دلالة تحضرها وتطورها بل وتروج لها في اطار مهرجان وبيان، كصحوة ضمير تقدمية، تسعى لوضع المرأة في موقعها ومكانتها الانسانية قبل أي شيء ..!!
ما نريد قوله في مختصرات " عطر الطريق " ان المرأة ما زالت في عيدها محض خطاب استعراضي، وشعراء كثيرون ما زالوا يرونها قصيدة مكابدات لا تخلو من ملابسات الحس وباطنياته .
اخيرا ليست المرأة كائن اخر ، ولا هي الضلع الاعوج، ولسنا نحن الرجال من المريخ وليست هي من الزهرة ، كما يريد اقتصاد السوق ان يروج وقد اشهر كتابا قبل سنوات بهذا العنوان " الرجال من المريخ والنساء من الزهرة " ..!!
المرأة هي الانسان الذي نحن عليه، بالرجولة تارة وتارة بالانوثة كي نقوى على هذا الحياة كلما ادركنا لحظة المودة .