ابو مازن يا جبل ما يهزك ريح - وليد ظاهر
يتوجه الرئيس الفلسطيني في الأيام القادمة الى واشنطن للقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما، في ظل التسريبات الصحفية والحديث عن محاولة أمريكية لوضع اتفاق إطار يضمن تمديد محادثات السلام وإنقاذها من الفشل بسبب التعنت والشروط التعجيزية الاسرائيلية.
يذهب الرئيس الفلسطيني حاملا ومدافعا عن الثوابت الفلسطينية، المعبرة عن آمال وطموحات شعبنا في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وكان المأمول في ظل لحراك الماراثوني والمكوكي للقيادة الفلسطينية، في طرح وجهة النظر الفلسطينية وفضح ادعاءات وممارسات الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، ان يرافقه حراك قوي من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وقوى المجتمع المدني، وحراك شعبي يعمل على حشد شعبنا صفا واحدا في الوطن والشتات، للوقوف خلف قيادتنا معلنين المبايعة والتأييد، لقطع الطريق على المشككين والمزايدين، اصحاب الأقلام الصفراء والأصوات النشاز، الذين نعرفهم جيدا فلقد مارسوا وما زالوا يمارسوا التهكم والتهجم على القيادة الفلسطينية، فتلك الفئة الضالة كانت لها نفس الممارسة الظالمة ضد الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات، واليوم تمارس الردح الإعلامي ضد رفاقه، ليس الا ارضاء لاجندات خارجية غير فلسطينية وخدمة لمطامع شخصية.
فلم يعد اليوم خافيا على احد حجم الضغوط والابتزازات السياسية التي تتعرض لها قيادتنا، في سبيل الدفع بها الى التساهل او التنازل في مفاوضات السلام، بالرغم من قناعة الجميع ان محادثات السلام قد وصلت الى طريق مسدود، بسبب التعنت وعدم وجود شريك إسرائيلي للسلام.
اما البقاء في حالة انتظار وترقب لزيارة الرئيس ولقاءه أوباما وما تسفر عنه من نتائج، ووضع المسؤولية كاملة على كاهل الرئيس وقيادتنا الفلسطينية، مع يقيننا بانهم قد الحمل وزيادة، سلوك غير محمود حيث انه هناك مسؤولية على عاتقنا أيضاً بالعمل على تقوية ودعم موقف القيادة الفلسطينية، لتكون رسالة قوية مضمونها ان مفتاح الأمن والسلام في المنطقة هي فلسطين.
اما ترك قيادتنا وحيدة فريسة للاطماع الاسرائيلية، فاننا نصبح كالذي يقول اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا ونحن ها هنا قاعدون، لانه بالمختصر المسؤولية تقع على كاهل الكل الفلسطيني، مع إدراكنا ان شعبنا قدم ويقدم التضحيات الجسام عل طريق التحرر وحق تقرير المصير، لذا فان شعبنا اليوم مطالب اكثر بحراك فاعل، خاصة في ظل صعوبة المرحلة وانشغال الدول العربية في شؤونها الداخلية، فنحن اصحاب الارض والقضية.
وأخيرا نقول إيانا ثم إيانا، من خذلان او ترك قيادتنا الفلسطينية، تخوض المعركة الشرسة في الدفاع عن الثوابت والكرامة الفلسطينية وحيدة، فالانتظار الى ان تلقى قيادتنا مصير الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات، وليس للتقليل من مكانة الشهيد في نفوسنا وعقولنا فانهم أكرم منا جميعا، وانما لكي لا نصاب بعقدة ذنب جديدة، تدفع بنا الى البكاء على الأطلال، حينما لا ينفع الندم.