أبو مازن .. كلمة السر - حسن دوحان
تسود حالة من الترقب الأوساط الفلسطينية بانتظار اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والأمريكي باراك اوباما في واشنطن بعد الطريق المسدود الذي أفضت إليه مباحثات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتبنيه الرؤية الإسرائيلية لاتفاق الإطار.
فخلال جولات مكوكية ومارثوانية متباعدة من المفاوضات التي أجراها كيري شهد الجميع صلابة الموقف الفلسطيني بالتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية رغم سيل الإغراءات والتهديدات التي حملها الإسرائيليين والأمريكان والأوروبيين للقيادة الفلسطينية والتي من ضمنها عدم وجود شريك للجانب الإسرائيلي وعدم وجود قيادة قادرة على صنع الاستسلام الذي يريدونه وليس السلام.
وشهد الجميع أن الرئيس محمود عباس كان مدافعا عن خياراته وآرائه ومواقفه بالدعوة لخيار المفاوضات ولكن دون إهمال الخيارات الأخرى المتمثلة في المقاومة الشعبية واللجوء للأمم المتحدة وخوض غمار معركة تقرير المصير وإعلان الدولة، والتوجه للمنظمات الدولية لإقرار حقوق شعبنا، وهي معارك دبلوماسية وسياسية غاية في الأهمية لقضية شعبنا وإقرار حقوقه.
نحن مطالبون: والرئيس أبو مازن ذاهب إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن نكون أكثر توحدا خلفه وندعم خياراته ورفضه الخضوع للإملاءات والضغوط الإسرائيلية الأمريكية الهادفة إلى تصفية قضيتنا.
حالة اليوم تشبه نفس الحالة عندما ذهب الرئيس ياسر عرفات أبو عمار إلى كامب ديفيد في مفاوضات ماراثونية في ظل ضغوط أمريكية وإسرائيلية هائلة، لكنه رفض كل الإغراءات والتهديدات وعاد لشعبه منتصرا مرفوع الهامة مصرا على نيل الشهادة على التنازل عن حقوق شعبه.
وها هو الرئيس محمود عباس احد مؤسسي ورموز الثورة الفلسطينية المعاصرة يذهب لواشنطن مصرا على حقوق شعبه ورفضه للضغوط الأمريكية، رافعا غصن الزيتون داعيا للسلام الحقيقي والدائم القائم على أساس صيانة الحقوق الوطنية لشعبنا.
كثير من المحللين والقادة والكتاب الإسرائيليين يصفون الرئيس أبو مازن بالرجل الخطير لأنه من يحاصر إسرائيل سياسيا في المحافل الدولية، ولأنه يملك مشروع استعادة الحقوق الوطنية لشعبنا من خلال التركيز على خيار الدبلوماسية والمفاوضات واللجوء للمؤسسات الدولية كبديل في حال فشلت الجهود الأمريكية لتحقيق السلام، مع إبقاء جدوة شعلة المقاومة الشعبية ..
فلسطينيا مطلوب إنهاء الانقسام وتداعياته، والانتصار للحق الفلسطيني بدعم الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي اثبت عن جدارة انه "الرجل الماهر" في ادارة ملف المفاوضات مع الإسرائيليين وبقية الملفات الأخرى الخاصة بخوضه لغمار معركة إقرار الحقوق الفلسطينية، بل أن الالتفاف حوله بات واجب وطني في هذه الحقبة التاريخية الأكثر أهمية خاصة في ظل تردي الوضع العربي وانشغاله بهمومه الداخلية.
الرئيس "أبو مازن" .. يملك كلمة السر في استقرار منطقة الشرق الأوسط، لان فلسطين التي تشكل الوجدان العربي والإسلامي قادرة وحدها على إفشال المخططات الأمريكية ولكن الأنظمة العربية كعادتها لم تدرك ذلك، ولجأت لإهمال الملف الفلسطيني لصالح ملفات أخرى رغم أن فلسطين هي كلمة السر في إنقاذهم.