التلاعب بالدفعة الرابعة يفتح مواجهة جديدة مع الفلسطينيين - حسن عبد ربه*
عشية اطلاق المفاوضات السياسية المباشرة وبوساطة امريكية بين السلطة الوطنية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي كان واضح بأن الثمن ليس بسيط خاصة وان الاستيطان لم يتوقف فعليا وان شكوك كبيرة كانت تلف حول جدية ومصداقية حكومة الاحتلال بالالتزام باطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو وعددهم 104 ومنهم 14 من ابناء فلسطين المحتلة عام 1948 تعمدت اسرائيل تأجيلهم للدفعة الرابعة !!
محطات صعبة وحرجة رافقت مسيرة التفاوض ولم يحدث تقدم ملموس يذكر ورغم ذلك فان اطلاق سراح ثلاثة دفعات من الاسرى لم يكن مبادرة حسن نوايا وانما كان مقابل ذلك ثمن فلسطيني كبير تمثل بالالتزام بعدم التوجه والانضمام للمنظمات والمؤسسات الدولية وهي نحو 60 هيئة طيلة مدة المفاوضات التسعة أشهر فقط .
لقاء الرئيس الفلسطيني ابو مازن مع الامريكي اوباما اواسط آذار لم يحقق اختراق سياسي وكذلك الجهود المبذولة ما بعد القمة العربية مع كيري واندك الا أن الامور أصبحت اكثر وضوحا بأن مصير الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى قد تعثرت وتعطلت بسبب الموقف الاسرائيلي ومحاولات الابتزاز السياسي لربط ذلك باتفاق الاطار وتمديد المفاوضات .
هذا الموقف يعتبر صفعة اسرائيلية للجهود الامريكية وبمثابة اغلاق الابواب امام اي فرص لتقدم المفاوضات او حتى تمديدها ويظهر ذلك عجز السياسة الامريكية عن لعب دور الوسيط الضامن لانجاح المفاوضات وتنفيذ الاتفاقيات فمن لا يستطيع ضمان تحرير 30 أسير من قدامى الاسرى هل يستطيع ضمان الانسحاب لحدود عام 1967 ؟ وانهاء قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه والاستيطان وتحرير نحو 5000 أسير !
ان هذه التطورات الدراماتيكية تستوجب وتعني فتح جبهات جديدة من المواجهة مع الاحتلال على المستوى السياسي والدبلوماسي والاعلامي والقانوني والميداني بالحراك الشعبي والمؤسساتي بما في ذلك ساحات الاعتقال نفسها .
وان هذا الوضع يتطلب التوجه للمؤسسات الدولية وكذلك الذهاب بالملف الفلسطيني للامم المتحدة والرباعية الدولية وعدم الاكتفاء بالوساطة الامريكية منفردة وهذا يحتاج ايضا لاسناد عربي واسلامي للتوجهات الفلسطينية في هذه المواجهة المفتوحة .
* وزارة شؤون الاسرى
--