بينت يهدد السلام - عمر حلمي الغول
فيتالي بينت، وزير الاقتصاد الاسرائيلي اطلق عبر القناة السابعة الاسرائيلية حملة جديدة من التهديدات ضد الرئيس عباس بشكل خاص، وضد الفلسطينيين بشكل عام، ملوحا باستخدام سلاح الاعتيال، الذي استخدم ضد الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات، واعادة إحتلال المدن الفلسطينية مباشرة او عبر توسيع دائرة الانقلاب الحمساوي على محافظات الشمال. واستهتر رئيس حزب البيت اليهودي بالاقتصاد الفلسطيني، وبحصول فلسطين على مكانة دولة مراقب في الامم المتحدة، معتبرا ذلك لا يمثل بالنسبة لاسرائيل اي اهمية سياسية، واشار عضو الائتلاف الحاكم ان الفلسطينيين ليس لديهم دولة او حكم ذاتي.. كما اكد رفضه اي افراج عن اسرى الحرية ..
حملة التهديدات العنصرية التطهيرية العرقية لليميني المتطرف بينت ضد الرئيس ابو مازن ليست الاولى ولن تكون الاخيرة. لكن مجيئها الان في الوقت، الذي تسعى فيه الادارة الاميركية ردم الهوة بين القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية عشية إنتهاء المهلة المحددة لانتهاء المفاوضات، والاستهتار بابسط الحقوق الوطنية للفلسطينيين، يدلل على ان القيادة الاسرائيلية، تعمل وفق سياسة منهجية لتدمير عملية السلام. فهي تريد من القيادة الفلسطينية البقاء في غرفة المفاوضات دون ان تبدي حكومة نتنياهو اي إستعداد للالتزام باستحقاق خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، بل تريد من الرئيس ابو مازن البقاء مكتوف اليدين وصامتا ولا ينبس ببنت شفة حول مواصلة عمليات النهب والتهويد والمصادرة للاراضي الفلسطينية واقامة الاف الوحدات الاستيطانية. وإن فكر بالذهاب للامم المتحدة للانضمام للمنظمات الاممية ال 63 فإن الويل والثبور وعظائم الامور ستلحق بالفلسطينيين.
بينت ونتنياهو وليبرمان ويعلون واريئيل ومن لف لفهم من قوى اليمين واليمين الصهيوني المتطرف، يريدون من القيادة الفلسطينية لعب دور المتواطىء على حقوقها وحقوق شعبها، والتغطية على المخطط الاسرائيلي التصفوي للقضية والحقوق الوطنية. يريدونها نموذجا مسخا عن سعد حداد وانطون لحد. معتقدون ان القيادة الشرعية غلت يدها، ولم تعد قادرة على إستخدام اوراق القوة الموجودة بيدها، ومراهنين على ان العرب وانصار السلام في العالم سيغضوا النظر عما تمارسه دولة التطهير العرقي الاسرائيلية من عمليات تبديد للسلام العادل والممكن.
كما ان اركان حكومة نتنياهو تعتقد ان العالم غير قادر على لجم إحتلالها الاخير، ولن يتمكن وضع حد لمجنونها واختراقها للقانون الدولي والسلم الاقليمي والعالمي. وهذا يعود لاليات التعامل غير الحازمة من قبل المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة خصوصا. فضلا عن شعورها بالاطمئنان من انه لن يكون هناك توجهات سياسية عربية وفلسطينية قادرة وكفيلة بجعلها تندم على كل الافعال والجرائم والانتهاكات الارهابية، التي إنتهجتها، ومازالت تنتهجها في التعامل مع المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية والقومية العربية. ويبدو ان العقل الاستراتيجي الاسرائيلي يعيش في حالة من المراوحة والتبسيطية في قراءة الافعال الفلسطينية والعربية والاممية.
ليس المطلوب امام تهديدات بينت التوجه لنتنياهو، لانهما وجهان لعملة واحدة. المطلوب ودون انفعال وردود فعل اعتباطية، وضع سياسات وبرامج وطنية اكثر حزما وجرأة في مواجهة التهديدات الاسرائيلية والاميركية، وعلى القيادة تحميل اميركا المسؤولية المباشرة عن تهديد بينت للرئيس عباس والمصالح الوطنية. ورفض الانصياع للاملاءات الاميركية والاسرائيلية مهما كانت النتائج. وزيارة كيري الجديدة لتجسير الهوة بين المواقف الفلسطينية والاسرائيلية، إن لم تحمل موقفا اميركيا مسؤولا يلزم اسرائيل باستحقاقات السلام، على الرئيس ابو مازن ان يضع المفاتيح على طاولة المفاوضاتن ويدعو الاسرائيليين والاميركان وكل ادواتهم لتحمل مسؤولياتهم امام الشعب الفلسطيني وشعوب الامة العربية والشعب الاسرائيلي وشعوب العالم قاطبة عن تبديد عملية السلام.
لم تعد لغة الانتظار مجدية، وآن الاوان لقلب الطاولة على رأس بينت ونتنياهو واضرابهم من الصهاينة. فاما ان يكون هناك سلام على اساس خيار حل الدولتين او فلتذهب المفاوضات الى الجحيم. وليقرر الشعب العربي الفلسطيني اشكال الكفاح الجديدة، التي تتناسب مع اللحظة السياسية الجديدة لتدفيع اسرائيل واميركا الثمن غاليا.