الوجه الآخر لتهديدات نتنياهو!... - موفق مطر
قد يكونون كبارا أو أقوياء..لكن ليس بالضرورة حكماء أو صادقين، فالادارة الأميركية وحكومة اسرائيل رغم كل ما تتمتعان به من قوة تمنعهما من استخدام الكذب كوسيلة للمناورة، إلا انهما وباعتراضهما على اعلان غزة كل حسب رؤيته ولهجته وباندفاع غير مسبوق وغير مقصود طبعا قد أعطيا الرئيس ابو مازن شهادة صدق حول ما كان يقوله حول رفضه الانصياع لضغوط واشنطن وتل ابيب، وتهديداتهما الجدية فيما اذا وقع اتفاقا مع حماس. فالادارة الأميركية بقدرها وفخامتها، وحكومة نتنياهو بجبروتها وثعلبيتها، فتحتا النار على الرئيس ابو مازن مباشرة فور البث المباشر لـ (اعلان غزة) فسمع قادة حماس الذين كانوا يتهمون الرئيس ابو مازن بالانصياع لضغوط اوباما ونتنياهو، وضعف الارادة والقرار الوطني، سمعوا بآذانهم هذه المرة علنا وبصوت عال ما كانوا يهددون به الرئيس سرا وفي الغرف المغلقة، علما انهم في الحالتين وفي كثير من المرات سمعوا الجواب نفسه من رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن:" الوحدة الوطنية قدرنا، فهؤلاء (حماس) جزء من شعبنا، وغزة جزء من دولة فلسطين، ولن نسمح بقيام دولة فيها ولن نسمح بدولة فلسطينية دون غزة ".
أسعدتني تهديدات نتنياهو للرئيس والقيادة ومنظمة التحرير بسبب (اعلان غزة) رغم قناعتنا بضرورة البرهان على حسن نوايا قيادة حماس، اقله اعلان استقالة حكومة اسماعيل هنية المقالة اصلا منذ سبع سنوات، وإعلان الالتزام بما يقرره الرئيس بخصوص حكومة تصريف اعمال، تقوم بواجباتها حتى موعد تشكيل حكومة التكنوقراط حسب (اعلان غزة) خلال خمسة اسابيع، فخطوة كهذه ستكون دليلا قاطعا على نوايا قيادة حماس بإنهاء الانقسام فعلا، وخطوة للأمام ستؤثر ايجابا في توضيح معالم المرحلة المقبلة، وملامح استراتيجية العمل الوطني، خاصة اذا ما أعلنت حماس مبدأ الانتماء والولاء للوطنية الفلسطينية، وتحررت من الولاء لجماعة الاخوان، فإعلان غزة وحده لن يكون كافيا –وسيبقى حبرا على ورق، ولن يفتح ابواب القاهرة امام حماس – في ظل تأكيد الجميع على رعاية مصر للمصالحة – ما لم يتبع بمراجعة سياسية وفكرية ونظرية، فالوضع الجديد الناشئ بعد اعلان غزة يتطلب وضوحا في الرؤية السياسية لحماس، أو على الأقل عدم عرقلة تحقيق هدف البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وان المقاومة الشعبية السلمية والمفاوضات والمعركة في ميدان القانون الدولي منهجان متوازيان للعمل الوطني في المرحلة المقبلة، ولعلنا نجد في قراءة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية بنفسه نصا في اعلان غزة يؤكد على قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس خير دليل على تجديد حماس تفويضها لقيادة منظمة التحرير العمل لتحقيق هذا الهدف.
ما نخشاه اخذ البعض تهديدات نتنياهو كيافطة للعمل على اسقاط "اعلان غزة " ثم العودة الى نغمة انصياع الرئيس للضغوط الاميركية!! فتهديدات نتنياهو كما تبدو محرض قوي بهذا الاتجاه.