الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع  

الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع

الآن

روسيا "التخريب" ضد الأميركيين- د. احمد جميل عزم


منذ ما قبل أزمة شبه جزيرة "القرم"، وهناك من يبحث عن احتمال صعود روسيا قوة منافسة لواشنطن. وعلى سبيل المثال، خصصت مجلة السياسة الدولية، الصادرة عن مؤسسة الأهرام في مصر، عددها لشهر كانون الثاني (يناير) الماضي، لملف عنوانه "القطب العائد: الدور الروسي في سياق إقليمي جديد".
ليست روسيا قوة عظمى، ولا حتى كبرى. ولكن يجب فهمها في إطار أنّ النظام الدولي "غير قطبي"، وأنّ القوى الإقليمية الكبرى، وحتى الدول و"قوى غير دول" أقل قوة، تمتلك قدرة "التخريب" و"المشاغبة" و"الاستنزاف" للقوة الأميركية.
في عدد دورية مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، "فورين أفيرز"، لشهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 2014، مقالات تدافع عن احتمال ظهور واقع تنافس جيوسياسي، يغير واقع العلاقات الدولية؛ حيث تطلع الصين للمياه الساحلية، واليابان تمضي في سياسات مستقلة (بعيداً عن اعتمادها التاريخي على الولايات المتحدة)، وروسيا تتحدى في القرم، وإيران تحاول استخدام تحالفها مع حزب الله اللبناني وسورية. ويرى وولتر رسل ميد، في مقاله "عودة الجغرافيا السياسية.. انتقام القوى التنقيحية"، أنّ هذه الدول مجتمعة، وغيرها، تريد مراجعة وتنقيح شكل النظام الدولي، وإنهاء التفرد الأميركي في قيادة العالم.
أما جي. جون إكنبري، فسخر في مقاله "وهم الجيوسياسة: القوى المستمرة للنظام الليبرالي"، من الفكرة، ومن الذين يتوقعون أنّ هناك تحالفا دوليا ضد الولايات المتحدة، قوامه "الدول غير الليبرالية"، وهي روسيا والصين وإيران. واكنبري محق في تحليله بأنّ هذه الدول غير متحالفة، ولا تشكل جبهة بأي معنى ضد الولايات المتحدة؛ وبين روسيا والصين خلافات أكثر مما لديها مع الولايات المتحدة، كما أنّ بين الصين والولايات المتحدة مصالح متبادلة إلى حد أنّ الأمن القومي لكل واحدة منهما يهم الأمن القومي للثانية.
وربما يكون وصف إكنبري دقيقا وهو يقول: "إنّ روسيا والصين ليستا قوتي تغيير بمعنى الكلمة، بقدر ما هما قوة تخريب (للنظام الدولي بقيادته الأميركية) بدوام جزئي". 
بحسب المقال، فإنّ للولايات المتحدة تحالفا وشراكة عسكرية مع ستين دولة حول العالم، أمّا الصين فلها حليف واحد هو كوريا الشمالية. وروسيا لديها ثمانية حلفاء رسميين. وهذا رده على مقولة وجود واقع "جيوسياسي" جديد. وطبعاً، يمكن إضافة العديد من النقاط التي تثبت أنّ الحديث عن نظام دولي جديد بالمطلق أمر محض خيال. إكنبري ذاته يشير إلى مسألة أنّه لا يوجد تحد أو رغبة في تغيير أسس النظام الاقتصادي العالمي الليبرالي، والصين وروسيا نفسهما تسعيان للانخراط والاستفادة من هذا النظام. كما أن موازين القوة متباينة جدا، وإذا كان التباين في القوة العسكرية جليا مع الصين (التي لا تهتم ولا تنتشر عسكريا خارج محيطها)، فإنّ التباين الاقتصادي قائم بين روسيا والولايات المتحدة؛ فإجمالي الناتج القومي الروسي، كما يشير مقال في مجلة "فوربس" العام الماضي، هو الآن تقريبا ما كان عليه الناتج الأميركي قبل 50 عاما، فيما يبلغ حجم الناتج الأميركي نحو ثمانية أضعاف الروسي. 
مشكلة غالبية التحليلات هي استمرار هيمنة عقلية النظام القطبي على التفكير، والحديث عن قطب واحد أو تعددية أقطاب.
نحن أمام عالم غير قطبي، للولايات المتحدة نفوذ كبير فيه. ومن يتحدثون عن صعود دول إقليمية تتحدى واشنطن، وتخرب التفوق الأميركي، يتجاهلون أنّ صعود دول مثل الصين وروسيا وإيران يؤدي إلى قيام دول في أقاليمها باستدعاء وطلب الدعم من واشنطن.
الثابت أنّه لا يوجد مشهد عالمي متناغم متصل ببعض. فمثلا، بموازاة توتر العلاقة الروسية، تتحسن العلاقات الإيرانية الأميركية. والثابت أنّ فكرة الأقطاب غير موجودة حقا.
وحتى الابتهاج بموقف روسيا في الشأنين الإيراني والسوري، ينسى أنّ واشنطن لديها حسابات معينة تدفع لإفساح المجال، وربما استخدام موسكو؛ وأنّه مثلا في مناطق أخرى ذات حيوية بالنسبة للأميركيين، مثل دول الخليج العربية النفطية، لن يسمح للصين وروسيا بلعب أدوار شبيهة بأي حال.
في المقابل، تحتاج الولايات المتحدة التحسب لفقدان متكرر مستمر لقطع من نفوذها، ولسيناريو تتزامن فيه الأزمات في مناطق مختلفة، حتى لو لم تكن متصلة ببعضها، ما يؤدي إلى استنزاف أكبر لها، ويزيد من اتجاهها للانعزال والانكماش.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025